ناصر جرّوس ينشر.. حكايتي مع الكتاب سيرة ذاتية ومهنية… جان رطل

لسنا بالعادة من كتّاب السير الذاتية او ما شابهها باللغة العربية وهذا أمر تطارح به متابعون والدارسون وهذا ربما للابتعاد عن البوح بشؤون شخصية لأسباب وأسباب وربما من ابرزها الاعتراف بشؤون حياتنا الخاصة امام الناس. غير ان ما قام به الحقوقي ″ناصر جروس″ والناشر وعشير المكتبات والكتاب هو غير ذلك.

اعرف  ناصر جرّوس، القادم من الدراسات الحقوقية والمحاماة، الى حراسة الكلمة ونشرها في كتب منشئا لها دارا متعددة الاهتمامات ابتكر له اسم هو جروس برس ناشرون وذلك من نشاطه العام كناشر وصاحب مكتبات وموزع لكافة انواع المجلات والكتب المحلية والعالمية. وهو لطالما ظهر لولب عائلة تحركت ضمن هذا الإطار كان مركزها الرئيس في مبنى خلف مقهى فهيم في منطقة التل وقد كانت أجنحة عرض منشوراته من أكبر المساحات المتاحة في معارض الكتاب السنوي الذي كانت تنظمه بنجاح متواصل الرابطة الثقافية كل سنة بالتعاون مع مجموعات الناشرين المحليين والعرب والعالميين.

الكتاب “الكشكول” الذي هو من همومه صيانة الذاكرة والحفاظ على سجل لتجربة في النشر كان لها الحضور المتعدد في ما حوت من العناوين مع الكثير من انواع الكتب من الفلسفي والتاريخي الى التربوي وخلافه و حكايتي مع الكتابالذي يقدمه لنا مدير المؤسسة المعروفة الكبرى هو كتاب من نوع المذكرات أو السيرة هو الأثر الذي اول ما يقال عنه انه اتى بشكل جذاب وطباعة ممتازة ومتميزة تتصدر غلافه “بورتريه” من كاميرا إسبر ملحم وأخرجه فنيا وسام عطية والطباعة من شمالي وشمالي التي تعنى بالكتب الموسوعية الفاخرة.

مذكرات إذا اتى فيها على اصول العائلة وهجرتها من فلسطين والتحاقه بالمدرسة واهميتها بتعريفه على بعض الموسيقى وغيرها كما عن تطور علاقة والده بتوزيع الصحف والمجلات على توصله ليصبح أكبر ان لم يكن الوحيد الذي يدير هذا القطاع. حكايات تسرد وتنقل أخبار قديمة تحرك النوعية الهانئة للحياة في المنتديات والاندية.

 صحيح ان الحكاية التي يخبرنا إياها ناصر جروس عمادها كيف خاض في النشر والتوزيع والحصول على وكالات لدور نشر محلية وعالمية وتحقيقه النجاح من خلال ذلك غير انه يتسرب الى الفصول ومسار الحكاية أمر أوسع بكثير ومتشعب وأشمل فهو يتناول السيرة الذاتية الشخصية من مراحلها بداية من الهجرة وترك فلسطين الى الدخول للمدرسة والحياة فيها وتعلم شؤون عديدة غير الدراسة والوصول الى الجامعة ليدرس الحقوق في اليسوعية ـ جامعة القديس يوسف وصولا الى الدخول الى مكاتب المحاماة ومن بينهم مكتب الدكتور “زكي مزبودي” وغيره وبالتالي السكن في بيروت والعمل فيها حتى اندلاع الحرب الأهلية وبالتأكيد بعد قصة حب وكذلك بعد تأسيس الفرق الموسيقية مع اصدقاء واهتمام بكل ما هو اجتماعي بعيدا عن السياسة التي اظهر بوضوح ابتعاده عنها. كما يمر أمورا اخرى كالنشاطات التي توزعت على اندية المدينة مع شلة اصدقائه لعل أبرزها نادي”الأي بي سي” التابع لشركة نفط العراق في ايامه الزاهية والذي تحول مقصدا وحاضنا لحفلات الفرق الموسيقية ونخب العاملين في الشركة وأصدقائهم وكأن سرد هذه الأمور تستعيد ذكريات ابناء جيل الستينيات الطرابلسي وما بعده القليل من السنوات الى حين توقفت ظروف هناءة العيش مع بداية الحرب الأهلية.

كتاب ناصر جرّوس يتحرك مضمونه بين العام والخاص، أكاد ان أقول الخاص الحميم والشخصي، فهو يتنقل بين افراد العائلة ذاكرا حسناتهم ومثالب شخصياتهم ملمحا ومصرحا واصلا السلاسة بالسرد والصدق العالي ومشرعا لكل اصدقائه المجال ليظهروا كما عرفهم محملا الكلمات الطيبة لطخات من فرشاة رسام يعرف انه يكتب عنهم كما يكتب عن شخصه ويقدم الكلام الصريح بأسلوب بسيط حاد ومباشر ولا يتوانى عن تناول نجاحاته كما الفشل والأزمات التي عانى منها.

حكايتي مع الكتاب من ” ناصر جروس ” يجول على كل المعارض، حيث تعرف على شخصيات من جنسيات مختلفة المان أمريكان ومن بلاد عربية، حيث تتبع وتابع الكتب والجمعيات والنقابات المهنية مقدما بذلك صورة “بانورامية” عن مهنة وتفاصيل العديد من اللاعبين بملعبها من الامراء الى الناشرين العاديين ويحدد المواقع والمراكز التي شغلها ولا زالت تشغله حيث الجعبة لا تخلو من أفكار جديدة ومشاريع تتوافق وتتفق مع الحالة التي نعيشها الآن.

فتفاؤل منشئ “جرّوس برس ناشرون” لا ينضب وهذا ما يسوغ نشر الحكاية وصداقته مع الكتاب مع الكلمة فهي من الشؤون الجديرة بان تنشر وتعمم لكل من يقرأ او يتابع.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal