ثارت مخاوف حول متغير “دلتا” الفيروسي ومدى الحماية التي يمكن أن توفرها اللقاحات المدرجة ضد كورونا حاليًا.
وجاءت الإجابات من خلال برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي بغرض التوعية والتثقيف بشأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المُستجد، واللقاحات المضادة له.
وقالت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، دكتورة سوميا سواميناثان، إن متغير “دلتا”، هو السلالة المتحورة الرابعة المثيرة للقلق، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة كما أنه قادر على مقاومة الأجسام المضادة الموجودة في دماء الإنسان، وهو ما يعني أن هناك حاجة إلى مستوى أعلى من الأجسام المضادة للتغلب على هذا المتغير مقارنة بمتغير “ألفا”، على سبيل المثال، إلا أن الخبر السار هو أن جميع اللقاحات المدرجة في قائمة الاستخدام الطارئ لمنظمة الصحة العالمية تحمي من الإصابة بأمراض خطيرة تؤدي إلى دخول مستشفيات أو الوفاة بسبب متغير دلتا.
وأضافت أن هناك دراسات الآن من البلدان، التي ينتشر فيها متغير دلتا، لإظهار ما إذا كانت هناك احتمالات أقل لأن ينتهي المطاف بالأشخاص الذين تم تطعيمهم إلى دخول المستشفيات.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يحصل الأشخاص على دورة التطعيم الكاملة من أجل التمتع بالمناعة الكاملة والحماية من متغير دلتا. لذا فالشيء المهم هو أنه إذا كان هناك فرصة الحصول على لقاح معتمد من منظمة الصحة العالمية، فيجب الحصول على دورة التطعيم الكاملة، أي كامل جرعات اللقاح حتى يمكن التمتع من الحماية من كل من سلالة دلتا والأنواع المتحورة الأخرى من كوفيد-19.
فاعلية بنسبة 90%
وحول مستوى الحماية الذي يتوفر عند تلقي جرعة واحدة من لقاح ذي جرعتين، قالت دكتورة سواميناثان إن الهدف الأساسي من هذه اللقاحات هو في الحقيقة منع الإصابة بحالات مرضية شديدة، لأن الغرض منها هو يتعافى المصابين بالعدوى دون الوصول إلى حالة مرضية خطيرة يضطرون على إثرها لدخول المستشفى، وهو الأمر الذي حققته اللقاحات بشكل جيد حاليًا بمستويات مختلفة، مشيرة إلى أن تجارب الفعالية، ترصد نتائج تتراوح من 70 إلى 90%، ولكن تزيد الفاعلية عن 90% فيما يتعلق بالحالات المرضية الشديدة ودخول المستشفيات.
وأوضحت دكتورة سواميناثان أن الحماية من الإصابة بالعدوى تختلف من حالة لأخرى، فمن الناحية المثالية، يرغب الجميع في الحصول على لقاح يمنع تمامًا من الإصابة بالعدوى، وبالتالي لا يمكن أن يمرض أحد، إلا أنه لا يوجد بين اللقاحات الحالية تضمن وقاية من الإصابة بالعدوى بنسبة 100%. ولهذا السبب، حتى لو حصل أي شخص على اللقاح، فإنه يمكن أن يصاب بالعدوى، لكن هناك احتمالية كبيرة أن تكون الإصابة في صورة أعراض خفيفة للغاية أو لا توجد أعراض على الإطلاق فيما تنخفض احتمالات الإصابة بحالة مرضية خطيرة.
احتمالات ضئيلة
وشرحت دكتورة سواميناثان أن هناك سببين جيدين للحصول على التطعيم، أولهما هو حماية النفس من الإصابة بأعراض خطيرة إذا حدثت إصابة بالعدوى.
إن هناك نسبة معينة من الأشخاص من جميع الفئات العمرية يصابون بأعراض شديدة ويمكن أن يتفاقم الأمر ويصل إلى حدوث وفيات، وهو ما تريد منظمة الصحة العالمية أن تتم الحماية منه. ولهذا السبب يجب أن يتم الحصول على التطعيم في المقام الأول.
لكن ثانيًا، يجب أن يكون هناك وعي بأن التطعيم باللقاح لا يوفر حماية بنسبة 100% من خطر الإصابة بالعدوى، ومن ثم فإن هناك احتمالا ضئيلا بأن تحدث العدوى ويمكن أن يتم نقلها للآخرين.
كسر سلاسل العدوى واختتمت دكتورة سواميناثان حديثها شارحة أن العالم يحتاج حاليًا إلى كسر سلاسل الانتقال والعدوى لمكافحة المرض. ولهذا السبب يتم التأكيد على ضرورة الحصول على التطعيم بمجرد أن تتاح الفرصة إلى جانب الاستمرار في اتخاذ جميع الاحتياطات الاحترازية حتى يحمي كل إنسان نفسه بشكل تام وكذلك جميع المحيطين به.
(العربية)
مواضيع ذات صلة: