الشريعة والسيادة عند المفكر علال الفاسي: عنوان محاضرة للدكتور يوسف كلام

نظمت جامعة الرباط في المغرب محاضرة علمية بعنوان “الشريعة والسيادة: ملامح الفكر السياسي عند المفكر الاسلامي علال الفاسي”، وتأتي هذه المحاضرة في سياق اللقاءات التكوينية التي يقدمها الأستاذ الدكتور يوسف الكلام، أستاذ العقائد والأديان بجامعة القرويين، وبتنسيق مع مؤسسة جسور للدراسات والأبحاث العلمية والتدريب.

نظم اللقاء أستاذ مقارنة الأديان بمؤسسة دار الحديث الحسنية، الدكتور يوسف الكلام، وألقاها الأستاذ الدكتور سعيد بنسعيد العلوي.

وتطرقت المحاضرة لفكرة قيام الدولة الإسلامية الحديثة من وجهة نظر المفكر الإسلامي المغربيّ “علال الفاسي” إذ أنه مَثّل مرحلة مهمة من مراحل الفكر العربي الإسلامي بشكل عام والإسلام السياسي بشكل خاص.

وتحدث الدكتور العلوي، عن تحديد مفهوميّ السيادة والشريعة. فمفهوم السيادة، هو مفهوم محوري في الفكر الفلسفيّ السياسيّ الحديث، والسيادة تحيل في حقلها الدلالي المرجع السياديّ إلى الانسان. أما في مفهوم الشريعة وهي المنظمة للعلاقة بين الناس، مرجعها أسمى من السيادة ومصدرها هو القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.

إذًا نحن أمام حقلين دلاليين: (الوطن دولة، سيادة، انسان مواطن..) والشريعة (القرآن الكريم، السنة النبوية الشريفة).

وتابع: السيادة تُستمد من الانسان بحسبانه كائنًا حُرّا عاقلًا ومشرّعًا، والشريعة تُستمد من الخالق وهو الفاعل الحقيقي. وطرحت المحاضرة سؤالا حول العلاقة الممكن قيامها بين الشريعة والسيادة، هل هي علاقة إقصاء وإنفاء أم علاقة ائتلاف وتآلف وانسجام؟

وشدّد الدكتور العلوي على أن “فكر علال الفاسي ينطلق بُغية إنشاء دولة إسلامية حديثة تأخذ من الغرب مقومات الدولة والحداثة التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي، مثل الأخذ بمبدأ الديمقراطية وتبيئتها وفق ما يتناسب والمفهوم الإسلامي أيّ الشورى”.

وأضاف: “انطلاقًا من هذا التصور فإن الدولة تقوم على مفهومين السيادة والشريعة مع الحفاظ على مقومات الدولة (وجود رقعة جغرافية معلومة الحدود، شعب ينتمي إلى هذه الجغرافيا، والحكومة التي تمارس سيادتها ضمن هذه الرقعة الجغرافية على الشعب)”.

وتابع: “أما في ما يخص الانتماء إلى الدولة، فلا يوجد أي عائق ديني يمنع ويتعارض مع الانتماء إليها، دولة القانون والحق. فالانتماء يكون أولًا بالجنسية بالوجدان ومن ثم بالممارسة. وأوضح أن فكر الفاسي ينادي بوجوب الانتماء للوطن الترابي وهو الذي يشكّل الانتماء الكليّ للمواطن أما الانتماء العقائدي أيضًا فهو  ذلك الانتماء إلى أمة الإسلام أجمع انتماءً قلبيًا وروحيًا.

كما نادى علال الفاسي إلى منع تأسيس حزب سياسي على أساس عرقي أو ديني في الدولة التي ينادي بقيامها، ومنع تأسيس حزب ديني ذات خلفية أيديولوجية.

وختم الدكتور العلوي: “يسعى علال الفاسي إلى تقديم حلّ تآلفي من أجل قيام دولة إسلامية حديثة من خلال قيامة التجانس والتقارب بين العصرية والحداثة من ناحية وبين التعاليم التي ينادي بها الدين الإسلامي من ناحية أخرى”.

لكن تبقى الأسئلة المطروحة كيف يمكن بناء دولة مواطنة في ظلّ تعدد الانتماء، وكيف يمكن بناء دولة إسلامية لا يمكنها تجاوز الحدود الجغرافية بين مختلف البلدان، وأين هي من مبدأ الولاء والحاكمية، وكيف يمكنها أن تقوم بعملية تآلف بين التضاد القائم بين بعض معالم الحداثة وتعاليم الدين الإسلامي.

زكية رشيدي

Post Author: SafirAlChamal