رأى النائب جهاد الصمد، في حديث تلفزيوني، أنّ “الأوضاع المعيشية باتت صعبة جداً، والناس لم تعد تحتمل، ومعاناتها كبيرة، وهي تريد أفعالاً لا أقوالاً”، معتبراً أن “أي خلاف أمامه مخرجين: إما تفاهم أو تصادم، نحن نتمنى التوصل إلى تفاهمات، لأن المطلوب اليوم تقديم تضحيات من الجميع وليس تقديم تنازلات، وأن يكون الخطاب وطنياً وليس طائفياً، إذ أن تأمين حقوق أي طائفة لا يمكن أن يكون على حساب طائفة أخرى، لذا لا يمكن تأمين حقوق الطوائف إلا ضمن حماية حقوق كافة المواطنين، ومن واجبنا جميعاً أن نبحث عن ما يؤمن مصالح الناس وراحتهم، ونعطيهم أملاً وسط هذا الجو القاتم”.
وقال: “المشكلة اليوم هي وجود أفكار ما تزال لدى البعض ممن يحلم بالفيديرالية، برغم أنها مشاريع لا أمل كبير لها بالنجاح في لبنان، لأن الفيديرالية تشترط التوافق على السياسات الدفاعية والخارجية والمالية، وهذه اليوم موضوع خلاف بين اللبنانيين، من هنا تصبح الفيديرالية دعوة إلى تفجير البلد أكثر منها كنظام دستوري يؤمن وحدة اللبنانيين ضمن التنوّع، وقد أثبتت كل التجارب السابقة أن أحداً لا يقدر أن يلغي الآخر في هذا البلد، وهي سقطت بالممارسة، لأن الجميع شركاء فيه، والمطلوب اليوم هو إنقاذ لبنان وليس إنقاذ فريق سياسي معين، بعدما وصلنا إلى مرحلة الجميع بات فيها موجود في مركب واحد مهدد بالغرق، ولم يعد جائزاً التفكير بعقل فئوي ومذهبي ضيق”.
واعتبر الصمد أن “الممر الإلزامي لأي حل في لبنان هو تأليف الحكومة، وضرورة تواصل جميع الفرقاء لهذه الغاية، وعدم المزايدة، ولسنا مع إعطاء ثلث معطل لفريق سياسي واحد في الحكومة المقبلة، إنطلاقاً من حرصنا الشديد على التوافق الوطني، وعدم إلغاء أي فريق، والتخلي عن الأنانية، كوننا نعيش في بلد يعتمد الديمقراطية التوافقية، وبرغم خلافنا مع القوات اللبنانية، فإنني أدعوها للمشاركة في الحكومة، كمخرج للتوازن في تمثيل الحصة المسيحية بعيداً عن الثلث المعطل”.
ورأى أن “الصراع اليوم ليس على تأليف الحكومة المقبلة، بل على من سيخلف الرئيس ميشال عون بعد انتهاء ولايته، ومن هنا إصرار النائب جبران باسيل على امتلاك الثلث المعطل للتحكم بقرارات ومسار الحكومة المقبلة، وسعيه وراء تحقيق أحلامه الرئاسية، وتعطيل كل شيء في البلد من أجل ذلك، ما جعله يخسر والرئيس عون أغلب الحلفاء”.
وشدد على أنه “نريد الإنحياز إلى مصلحة لبنان، ويجب أن نعمل كلنا لمحاولة إنقاذه، والمطلوب من الجميع التضحية من أجل الإنقاذ، ولست مع تكرار تجربة الرئيس حسان دياب فهو مستقيل من تصريف الأعمال، بالرغم من أن مسؤولياته كبيرة بهذا المجال، والتاريخ سيحكم عليه سلباً، لأنه يرفض عقد جلسة للحكومة لدراسة ترشيد الدعم وإقرار البطاقة التمويليّة”.
وأكد أنه “لم أبدل قناعتي، وعندي عدو واحد هي إسرائيل وحلفائها من العرب والغرب المتصهينين، وأنتمي إلى حلف مقاومتها”.
وأشار إلى أن “الفضل في فوزي بالإنتخابات النيابية هو لله أولاً، وللناس الأوفياء والطيبين الذي دعموني وأنا ملتزم معهم”، معتبراً أنه “لم يعد يوجد اليوم لا 8 ولا 14 آذار، الكلّ بات يريد تحقيق مصلحته أولاً”.
وعن اللقاء الأخير الذي جمعه مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أوضح الصمد أن “اللقاء جاء بناء على رغبة من الرئيس الحريري بعد دعوة تلقيتها من بيت الوسط، وقد أكدت له خلال اللقاء أنني ثابت على قناعاتي السياسية التي أفتخر بها، وأنه لا مانع لديّ من فتح صفحة جديدة معه بعد خصومة سياسية طويلة بيننا، لم يقدر أحد فيها أن يلغي الآخر”.
ورأى أنّ “الكلام الذي يجري عن عقد تحالفات إنتخابية جديدة في الإنتخابات النيابية المقبلة بيني وبين تيار المستقبل أو تيار العزم هو كلام سابق لأوانه، لأنه يجب أولاً أن نعرف على أساس أي قانون ستجري هذه الإنتخابات، هل هو القانون الحالي القائم على الصوت التفضيلي، أم العودة إلى القانون الأكثري، أم قانون إنتخابي جديد”.
وحول إنسحابه من اللقاء التشاوري، قال إن “اللقاء التشاوري كان بالنسبة لي تجربة وانتهت، بحسناتها وسلبياتها، وبرغم إنسحابي منه إلا أن علاقتي الشخصية مع أعضائه يسودها الودّ والإحترام الذين أحرص على استمرارهما”، موضحاً أن “أحد أسباب إنسحابي منه أنه لم يتم الإلتزام بما جرى الإتفاق عليه، وعدم تمثيل مناطقي منصف في حكومة الرئيس حسان دياب التي كنا في اللقاء التشاوري الطرف الأساسي الذي غطاها ميثاقياً”.
ورأى أنه “لست مع تكرار تجربة الرئيس حسان دياب في هذه الظروف، وأدعو الرئيس المكلف سعد الحريري لتحمّل مسؤولياته والإسراع في تشكيل حكومة بالإتفاق مع رئيس الجمهورية، لأن البلد يحتاج إلى حكومة إنقاذ، وليس إلى أن نقوم بتجارب جديدة. فالمطلوب اليوم مشاركة الجميع في حكومة إنقاذ حقيقية، وإعادة الثقة بالحد الأدنى بين الناس والدولة”.