رعى القائمقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام إفتتاح قاعة مسجد السيدة عائشة في بلدة السفيرة ـ الضنية، في حضور النائب سامي فتفت ممثلاً الرئيس سعد الحريري، مقبل ملك ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي، حسين الصمد ممثلاً النائب جهاد الصمد، النائبين السابقين احمد فتفت وأسعد هرموش، رئيس إتحاد بلديات جرد الضنية غازي عواد، رئيس مصلحة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى أسامة طراد، رئيس صندوق الزكاة في الضنية إسامة علام، رئيس رابطة مخاتير الضنية عمار صبرا، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
ضاهر
رئيس لجنة المسجد الحاج عبد الحميد ضاهر ألقى كلمة أشار فيها إلى أنه “منذ وضع حجر الأساس لبناء المسجد في 23 أيلول 2016 بدأنا العمل في المسجد، وقد استطعنا بناء القاعة بفضل مساعدات أهل الخير، وخصوصاً جمعية أبناء الضنية في أوستراليا، وإن شاء الله سنبدأ العمل لاستكمال بناء المسجد الذي سيكون ناجزاً خلال سنة على أبعد تقدير”.
إمام
ثم ألقى الشيخ إمام كلمة قال فيها: “قضت حكمة الله في الأرض أن يتخذ البشر بيوتاً لله فيها، وكانت هذه البيوت اللبنة الأولى في بناء أي بلدة ومدينة، والبيت الأول الذي بني لله في الأرض كان المسجد الحرام يليه المسجد الأقصى، ثم تتالى بناء المساجد لاحقاً في أصقاع الأرض كافة”.
وأضاف: “المسجد هو مكان إجتماع المسلمين وتلاقيهم وتعاونهم، وأول عمل قام به النبي محمد عليه الصلاة والسلام بعد هجرته من مكة إلى المدينة هو بناء المسجد، كي يكون مكان الإلتقاء وإدارة شؤون المسلمين، لأن المساجد هي خير بقاع الأرض، وهي غذاء الروح والإستزادة من الإيمان والتقوى، وهو مكان السكينة والطمأنينة، وتذكير الناس بقيم العدل والأخلاق والإحترام والمساواة والفضائل، وعندما تقوم المساجد بدورها المطلوب تكون عنصر جذب ووعي، وتذكر الناس بضرورة العودة والتمسك بالقيم والأخلاق، خصوصاً أن الأجيال الناشئة بدأت تفقد هذه القيم والمبادىء لأنها لم تعرفها ولم تتربى عليها”.
وتابع: “الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان حالياً لم تكن متوقعة إلا من قبل قلة من المسؤولين، وهي ضروف قاسية وضاغطة جداً، لكن هذا الواقع الصعب يفرض علينا الصبر، فهكذا علمنا النبي عليه الصلاة والسلام، لأن المجتمع لا يدوم حاله على مستوى واحد، ويتقلب في مستوى معيشته من رخاء ونعمة إلى صعوبة وفاقة، لكن المؤمن يبقى متمسكاً بالأمل والفرج من الله وتغير الأحوال، لأن هذا الحال لن يدوم وسينتهي”.
وقال:”نحن اليوم في مرحلة الصبر والتكاتف والتعاون والتكافل، وهذا ما خفّف كثيراً من معاناة الناس، نتيجة تمسكنا بالقيم والفضائل التي يحثّ عليها ديننا الحنيف في هذه الظروف الصعبة”.
وأضاف: “عندما نرى الصورة كاملة ومشرقة لديننا الحنيف نستطيع أن نعيش براحة واطمئنان، لأن همنا يتوزع علينا جميعاً، وبذلك يكون الهمّ خفيف، وهذا الشعور يبعث على الإستقرار والطمأنينة، وغيابه يؤدي إلى التفلت والحوادث والمشاكل على أبسط الأمور، بسبب الضغوط النفسية والإقتصادية والمعيشية التي يرزح الناس تحتها، ومن هنا فإن دور المسجد هو بث الطمأنينة وعدم القلق والخوف من المستقبل”.
وقال: “المسؤول كائناً من كان إذا لم يظهر دوره حالياً فمتى. هذا هو الظرف المناسب للمسؤول كي يظهر دوره وعمله واجتراحه للحلول. ولكن للأسف في لبنان المسؤولين هم جزء من المشكلة وليس الحل”.
وختم: “لم يمر على البلد تخلي المسؤولين عن مسؤولياتهم بهذا الشكل، ففي السابق كما في كل بقاع الأرض يتنادى المسؤولون لإيجاد الحلول لمن ولاهم المسؤولية، وقد مرت بلدان كثيرة بهكذا محن وأزمات، كان المسؤولون فيها يرسمون الخطط للخروج من الأزمات ونجحوا. أما عندنا في لبنان فلا نستطيع أن نصف المسؤولين، وكيف يرون المشاكل التي يمر بها المواطنون وكيف السبيل إلى الخروج منها، إنه أمر في غاية العجب، برغم أن ألم الناس مشترك، وصرخة ألم الناس تصدر من كل بيت”.
ثم ألقى الشاعر الزجلي حاتم مخايل قصيدة من وحي المناسبة.