لا مفر من النفور من مطلق مسؤول في مطلق مكان عام، بعدما بات البؤس صفة الحقبة الراهنة في لبنان والفقر اصاب عوام الناس..
جبران باسيل ومهما فعل جزء من سلطة مجرمة غير آبهة لمصير شعبها، وبالتالي لا يحق له أو لغيره تحديد اذا كان زمن الشتيمة قد مضى ام سيستكمل باشكال أخرى أشد عنفا كالرشق بالاحذية والنعال.
لطالما آثارت تصرفات رئيس التيار الوطني الحر حفيظة الناس كونها فوقية وتتسم بالعجرقة والغرور خصوصا بعدما اضحى عون في قصر بعبدا وخليفته جبران باسيل ينتظر، فبغض النظر عن التباين حيال أحقية التعرض للمسؤولين في الأماكن العامة او اعتبارها حرية شخصية يجب احترامها، بات من المؤكد سيطرة حالة من الهلع والتوتر التي تضرب تنظيم التيار من أعلى الهرم حتى القاعدة عندما اهتزت الأرض في 17 تشرين الاول 2019.
بإقتضاب، توعد جبران باسيل الجميع بعدم شتمه محذرا من التعرض لكرامته، ما يؤكد انفصاله عن الواقع تماما وافتراضه بأنه اجتاز المحنة بعد انطفاء ثورة تشرين وانحسار المظاهرات الشعبية تماما ما يتيح نسيان هتاف “هيلا هو” التي عمت الساحات والشوارع، لكن في توصيف الطب النفسي فإن مرض الإنكار يدفع صاحبه نحو التهور وعدم ضبط اعصابه بما في ذلك الوصول إلى الارتطام الكبير .
تجربة جبران باسيل السياسية كثيفة، فقد أضحى نجما في زمن قصير وينبغي الاعتراف بأنه ليس بالأمر اليسير تجنب الهفوات والأخطاء في مسيرة سياسية حديثة العهد لم تمنحه النضوج السياسي المطلوب، بل جعلته يتجه نحو نزق السلطة، ما رسخ انطباعا سلبيا عند فئات شعبية واسعة بأنه شخصية متسلطة وغير جدير بالمسؤولية رغم النفوذ المطلق الذي يملكه، لذلك مهما جهدت ماكينته الاعلامية للتخفيف من وطأة الانطباع السائد فإن مصيرها الفشل كون الانطباع بالأساس يتبدى عن الحقيقة معظم الأحيان.
لذلك، تصرف جبران باسيل كالجنرال المعزول عندما أصدر أوامر بوقف شتيمته وكأنه صاحب الأمر ما يكشف بحيرة الاوهام التي يسبح فيها التيار الوطني الحر، في حين تؤكد كل التقديرات عدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الشارع اذا انفجر على وقع المجازر المعيشية المترتبة من غلاء فاحش وموجة فقر غير مسبوقة.
ليست المصيبة محاولة باسيل الزجر عن شتمه والوعيد باسكات كل من تسول له نفسه خصوصا ان تصرفه او البيان الصادر عن مكتبه الاعلامي يثير السخرية كون الناس كفرت بكل شيء، والقضية حكما ليست بالتعرض لشخصة او كرامته بل تتجاوز ذلك صوب الأخطر عندما منح شخصه قدسية إذ لا يمكن التعرض إليها ابدا، وهذا ما يؤشر إلى اقتراب السقوط الكبير والانهيار الشامل او كما قال رئيس الجمهورية بصريح العبارة “ذاهبون إلى جهنم”.
مواضيع ذات صلة: