كثيرة ومتشعبة هي الإنتقادات التي يوجهها المواطنون لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب على آدائه المتقاعس تجاه ما يعانونه من أزمات غاية في التعقيد والتشابك، حتى أن بعضهم قد وصفه بـ ″غير المبالي″ إزاء هذا الكمّ الهائل من الضغوط التي تدفع أبناء الوطن إلى حد الكفر بكل ما يمت إلى الدولة بصلة!..
فهل يُعقل، أو هل هناك من يصدق أن شخصاً على رأس السلطة التنفيذية في البلاد لا يستطيع أن يقوم بأي أمر إيجابي إزاء الكهرباء المشددة التقنين، أو الدواء وحليب الأطفال النادر في الصيدليات، أو المحروقات المفقودة في محطات الوقود، أو البطالة التي حلّقت إلى أعلى المستويات، أو العملة المنهارة…حتى آخر المعزوفة؟
بعض الأوساط السياسية قرأت في تهرّب دياب من القيام بأية خطوة ملموسة للوقوف إلى جانب اللبنانيين توجسّه من عدة امور أبرزها:
ـ غضب مذهبي سيعزله نهائياً عن محيطه، سيقف وراءه سياسيون يهللون لما آلت إليه حال العهد الذي ظن نفسه أنه إنطلق قوياً، فإذ به يجر أذيال الهزيمة والإحباط ونقمة الناس!
ـ خوف دفين من ان يبقى وحيداً خارج “نادي رؤساء الحكومات السابقين” الذي فرض نفسه مرجعية ذات وزن في كل ما يتعلق بحقوق الطائفة، وبالدور الفاعل لكرسي رئيس مجلس الوزراء في تركيبة نظام ما بعد الطائف!
ـ قلق متصاعد على مستحقاته المالية من إدارة الجامعة التي كان يحتل فيها موقعاً أكاديمياً متقدماً، وعلى مستقبله الأكاديمي إذا ما إعتمد مبدأ المواقف الحاسمة والجازمة والتي قد تُفسّر بالنكايات من مراجع وازنة محلياً او خارجياً، كما حصل مع سواه!
مصادر سياسية متابعة بدقة لما يحصل رأت أنه “لا يجوز أن يبقى دياب في موقع المتفرج، لأن الضرورات تبيح المحظورات”! وعليه إلتقاط فرصته السانحة التي قد تكون الأخيرة، طالما أن كل المعطيات تشير الى بقاء حكومته حتى آخر العهد. ومذكرة إياه بأن المراكز ستزول، ولن يستطيع احد أن يأخذ امواله معه عندما يغادر هذه الفانية، بل إن ما يبقى هو ما يقوم به الانسان من افعال تُسجّل في خانة السيئات أو الحسنات!
لسان حال اللبنانيين هو: “دولة الرئيس، إذا لم تقو على فعل شيء على الأقل تفضّل وصارح أبناء قومك بمن يقف وراء تفكك الدولة، بدل الحديث في العموميات والنصائح. حتى لا تغدو السائق الذي يقود العربة الى الهاوية، والذي يكون أول من يدفع الثمن الباهظ!..
مواضيع ذات صلة: