جرى في وزارة الدفاع الوطني، حفل توقيع اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP لمعالجة الآثار الإنسانية والإنمائية الناجمة عن الألغام والذخائر العنقودية والمتفجرات التي خلفتها الحرب، وتمكين المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام (LMAC). كما تم توقيع الإتفاقية المتعلقة بالهبة الهولندية لتغطية كامل نفقات البرنامج الوطني اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام (LMAP) لمدة ثلاث سنوات، وذلك بين السفارة الهولندية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. UNDP
حضر الحفل نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، سفير هولندا في لبنان هانس بيتر فاندير وود، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان سيلين مويرود، رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اللبناني العميد الركن جهاد بشعلاني والمستشار القانوني المحامي نديم عبود.
وأشارت عكر الى أن “توقيع هذه الإتفاقيات يأتي في وقت لا تزال الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب تتسبب بسقوط ضحايا أبرياء وتهدد سلامة المواطنين وتخلف أضرارا جسيمة جسديا ونفسيا وماديا ومعنويا”، منوهة بالأهمية التي “توليها UNDP وهولندا لمكافحة هذا الموضوع الخطير، والعمل المستمر لتقليص عدد الضحايا والسعي في مجال المساعدة والتدريب إلى مواكبة الكثير من البلدان، ومنها لبنان، كي يتم إعلانها بلدانا خالية من الألغام والذخائر العنقودية”.
وأكدت أن “لبنان الذي لا يزال بحاجة الى مساندة وبرامج مساعدة لتخطي هذه المشكلة، يؤكد تمسكه بمبادىء القانون الدولي وبهذه الإتفاقيات لأنه من أكثر البلدان تضررا من القنابل العنقودية والألغام والمتفجرات بسبب الحروب والإعتداءات الإسرائيلية والإرهاب”، شاكرة لهولندا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “المساعدات والدعم المتواصل في عدة مجالات”.
بدورها، شكرت مويرود “جميع الأفرقاء الذين شاركوا في تحقيق هذه الإتفاقيات”، منوهة بـ”الشراكة الطويلة الأمد بين وزارة الدفاع والجيش وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال إزالة الألغام”. وأكدت “ضرورة تقييم ما تم تحقيقه من أهداف”، مشددة على أن “الدعم الذي سيتم تقديمه يتماشى مع استراتيجية”. LMAC الجديدة
وشددت على أن “مشروع إزالة الألغام يشكِّل أولوية، ليس على الصعيد الإنساني فحسب، بل على الصعيد الإنمائي أيضا”. وقالت: “مقابل كل دولار يتم إنفاقه في نزع الألغام هناك عائد بقيمة 4,15 دولارا، لأن المشروع يتيح للأفراد إمكانية استرجاع أراضيهم والاستفادة منها اقتصاديا”.
وأشادت بقدرات “الجيش اللبناني لا سيما المكتب الوطني لنزع الألغام والذي صنف في المرتبة الثانية عالميا في نزع الألغام”.
من جهته، أكد السفير الهولندي دعم بلاده لهذا “المشروع المهم”، مشيرا الى أن “هولندا من أول البلدان التي دعمت ولا تزال مشروع نزع الألغام، وتدعو لبنان إلى الإنضمام الى اتفاقية أوتاوا من أجل عالم خال من الألغام”، لافتا الى أن بلاده “تدعم أيضا بناء قدرات الجيش اللبناني وأن تكون المساعدات مستدامة”. ونوه بـ”قطع لبنان شوطا كبيرا في عملية مكافحة ونزع الألغام”.
وأشاد بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والجيش اللبناني، معتبرا أنه “سينتج قصة نجاح تعمم حول العالم”. ولفت الى أن “عملية نزع الألغام ليست عملية أمنية بحتة بل إنسانية وإنمائية من شأنها أن تعيد المزارعين الى حقولهم وأراضيهم، والأطفال الى اللعب بأمان، كما تعيد الإستقرار الى المنطقة”.أما بشعلاني فعرض بالتفصيل لدور ومهام المكتب الوطني لنزع الألغام وكيفية عمل الفرق المتخصصة، إضافة الى المناطق اللبنانية التي تم تنظيفها من الألغام.