نشر موقع “عربي بوست”، مقالًا تحت عنوان “ما حقيقة مرض حسن نصر الله: كورونا أم حساسية؟ ومصادر تؤكد لـ”عربي بوست”: سيظهر مجدداً خلال أسابيع”، جاء فيه: “يثير الوضع الصحي للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير حيث كان المرض بادياً عليه”.
وتابع، “أثار هذا الظهور يوم 25 أيار قلق جمهوره، حيث كثر سعاله وتحدث بصوت خافت بشكل ملحوظ، ليس هو المعتاد له”.
ووفقاً لمتابعين والمطلعين فإن نقاشاً حاصلاً في الأروقة الداخلية والخارجية حول حقيقة صحة الأمين العام لحزب الله كونه “أبرز لاعبي المنطقة”، وتحديداً في الساحة الإقليمية، لأنه يتزعم حزباً له وجود في صراعات المنطقة في اليمن وسوريا والعراق، وحكماً في لبنان القاعدة الرئيسية له.
لذا فإن مرضه كان موضع اهتمام استثنائي لدى المحازبين والمناصرين الذين يربطهم به تعلّق سياسي وأيديولوجي، وبالطبع لدى خصومه الذين يجدون فيه تحدياً استراتيجياً لهم، وتهديداً لمصالحهم.
ووفق المقال، “تداولت مساء الثلاثاء 1 حزيران، بعض المواقع خبراً مفاده أن نصرالله توفي نتيجة مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، فيما نقلت مواقع أخرى مساء الأحد الماضي خبراً يزعم أن “مصادر طبية موثوقاً بها كشفت عن تدهور خطير لصحة نصر الله، وقد دخل في غيبوبة منذ منتصف الليل اليوم السابق”.
لكن سرعان ما نفت مصادر حزب الله هذا الخبر معتبرة أنها شائعات تطلقها مواقع عربية وإسرائيلية، وسط تساؤلات متكررة حول إذا ما كان نصر الله مصاباً بفيروس كورونا أو مرض آخر، وأن الإجابة عن هذا التساؤل لا تزال مجهولة بسبب طبيعة حزب الله الذي يعمد إلى إخفاء أي معلومة عن الرأي العام.
ولم يخف “نصر الله” توعكه صحياً، إذ قال في بداية خطابه بمناسبة عيد “المقاومة والتحرير”، إنه كان يعاني من سعال شديد ويصعب عليه أن يخطب في الفترة الماضية، أي تزامناً مع تفجر الأوضاع في فلسطين، جراء اعتداءات إسرائيلية “وحشية”، منذ 13 نيسان الماضي.
وكانت مصادر في حزب الله أشاعت منذ اللحظات الأولى لخبر مرض نصر الله أن الرجل وخلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان “أصيب بفيروس كورونا” الأمر الذي منعه من الإطلالات بعد شهر رمضان، وأن آخر إطلالاته في رمضان كانت يوم القدس العالمي في 7 أيار.
فيما توالت مناسبات وتطورات محلية وإقليمية لم يظهر الرجل فيها إلى العلن، ما يثبت نظرية أن نصرالله كان مصاباً بفيروس كورونا -وفق المصادر- خاصة أن الحديث عن تحسس ربيعي مزمن مصاب به لم يمنعه سابقاً من المشاركة الفعلية والتلفزيونية بإطلالات على جمهوره، وخاصة أن مناسبات كعيد التحرير ويوم القدس وغيرها كانت في مرحلة الربيع، الأمر الذي يطرح علامات سؤال حول جدية إصابته بالتهاب رئوي وتحسس ربيعي.
ولعل ما زاد من المخاوف حول صحة حسن نصر الله هو انتشار تلك الفيديوهات لمجموعة من مناصري حزب الله وهي توزّع خبزاً ومياهاً مجاناً على المارة في أحياء ضاحية بيروت الجنوبية -عاصمة نفوذ الحزب- بنية شفاء الأمين العام للحزب حسن نصرالله.
وتداولت وسائل التواصل فيديو ظهر فيه فتيان وشبان يوزعون ربطات خبز وعبوات مياه على بسطات في الشوارع، وقد ظهرت على بسطة منها لافتة كرتونية كتبت عليها عبارة: “على حب السيدة الزهراء لشفاء السيد حسن، وحملة التوزيع رافقتها أناشيد دينية تبث من مكبرات صوت على البسطات”.
يؤكد مصدر مقرب من حزب الله، أنّ “صحة حسن نصرالله آخذة في التحسن، وأنها أصبحت أفضل مما كانت عليه خلال إطلالته السابقة”.
وأشار المصدر، إلى أن “نصر الله سيطل على اللبنانيين خلال أسابيع قليلة ليؤكد للناس أنه بخير”.
ووفق المصدر فإن نصر الله يُعالج من مرض التحَسّس الربيعي والتهاب رئوي يصاب به سنوياً في مثل هذه الأيام.
ويلفت المصدر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعاني فيها نصر الله من هذا التحسس وتفاعلاته، لكنه كان يُعالج دون الحديث عن مرضه، ولأنّ مرضه لم يكن يترافق مع مناسبات عامة كان يظهر بها للجمهور ، خلافاً لما حصل في هذه المرة حيث صودِف أنه تعرض لموسم الحساسية والالتهابات خلال فترة الاحتفال بذكرى التحرير التي لا يستطيع أن يغيب عنها لدلالاتها الرمزية الكبيرة.
ووفق المصدر فإن نصر الله خضع إلى معاينة مباشرة من طبيبه دون الإضطرار للدخول للمشفى، كما أن أطباء من الخارج يتابعون صحة الرجل ، حيث يؤكد الأطباء المتابعين لصحة نصرالله بأنّه مصاب بتحسس ربيعي والتهاب رئوي طبيعي وأنّ الطقس الصيفي سيساعده في الشفاء إلى جانب الأدوية المساعدة في تسريع الشفاء.
ووفقاً للمصادر فإن نصرالله وخلال فترة مرضه لم ينقطع عن ممارسة مهامه التنظيمية وبقي على تواصل مع دوائره المحيطة والمقربة لتسيير الأعمال وأنه كان يتابع بشكل ملحوظ لمجريات معركة غزة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
فيما يروي المصدر أن قيادياً رفيعاً في حزب الله أبلغ خلال جلسة عشاء جرت منذ يومين مع الوزير جبران باسيل أنه اتصل بنصر الله واطمأن منه شخصياً على صحته، وشعر بأنّ في تحسن ملحوظ على عكس ما يشاع من اشاعات للتشويش.
وكان الإعلام الإسرائيلي انشغل بالحالة الصحية لحسن نصر الله مباشرة بعد ظهوره الأخير.
وتناقلت الصحف الإسرائيلية أخباراً تقول إن الموساد ذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها نصر الله هكذا، ففي خطابه قبل ثلاثة أسابيع، كان يعاني من صعوبات في التنفس، وبحسب تقديراتهم فإن الحديث لا يدور عن أمر محدد ومعروف حتى الآن.
ونقلت مواقع عن مسؤولين أمنيين قولهم إن حسن نصر الله كان ملزماً بإلقاء الخطاب في الذكرى الـ21 للانسحاب من لبنان، لأنه في حالة عدم ظهوره كانت المخاوف ستزداد بين نشطاء الحزب.
يرى الكاتب والمحلل السياسي قاسم مرواني أن هذه الشائعات والأقاويل لا تبدو مستغربة، بين أنصار “حزب الله” وخصومهم، على خلفية “شماتة” البعض في مرض الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.
فجيش “حزب الله” الإلكتروني وجمهوره، يرصدون كل كلمة تنشر كي يردوا عليها، إلا أن القلق والخوف الذي انتشر في أوساط بيئة الحزب، بعدما ظهرت بعض علامات المرض على نصر الله في خطابه الأخير، يخفي تحته الكثير، وهو الذي شغل، إلى جانب المدونين والمغردين، وسائل إعلام لبنانية وعربية وإسرائيلية، فبات موضوعاً في حد ذاته.
ووفق مرواني، فإنه ربما لم يجد نصر الله مفراً من إلقاء خطاب في مناسبة التحرير، رغم مرضه الذي قد يكون زكاماً عادياً، أو كورونا، أو حساسية ربيعية، أو أي شيء آخر، لكن الإعياء كان بادياً عليه، وعلى الأرجح، لو امتلك الخيار لما ظهر أمام الجمهور.
وعقب الأخبار المتداولة عن صحة نصر الله، بدأ يتسرب للإعلام أحاديث عن خلفاء للأخير في حال توفي أو لم تسمح له صحته بالاستمرار على رأس حزب الله.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي مطلع لـ”عربي بوست”، فإن أبرز الخلفاء لنصر الله هم نائبه الحالي الشيخ نعيم قاسم الذي تربطه علاقات متقدمة مع القيادة الإيرانية ومحسوب على تيار الحرس القديم في الحزب.
فيما المرشح الآخر هو هاشم صفي الدين -رئيس المجلس التنفيذي- وابن عمة نصر الله، وهو على احتكاك مباشر مع المؤسسات الرسمية الإيرانية لكونه المسؤول التنفيذي للحزب والمتابع المباشر للملفات المؤسساتية، وهو محسوب على تيار الأمن في الحزب.
مواضيع ذات صلة: