قال أمين السر السابق لهيئة التنسيق الشمالية غازي الأدهمي: في ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي هذا العام، وفي الوقت الذي يشهد فيه لبنان تعطيلآ متماديآ في بعض مؤسساته الدستورية والإدارية والأمنية، وانهيارآ جسيمآ في بعضها الآخر، كما يشهد استهدافآ مريبآ لمؤسسته العسكرية الأم، الجيش، نستذكر للرئيس الشهيد موقفين واضحين من جملة مواقفه الوطنية الحكيمة والمسؤولة طيلة فترة الأحداث التي عصفت بلبنان..
الأول تمثّل في حرصه الشديد والدائم على حماية مؤسسات الدولة بمختلف إداراتها وأجهزتها واستمرارها في تأدية مهماتها وواجباتها في خدمة المواطنين ومصالحهم، فشهدت تجربة “هيئة التنسيق الشمالية”، التي قادها سنوات عديدة قبل استشهاده، نجاحه في حفظ التوازن المنشود بين تفعيل “الهيئة” لعمل مؤسسات الدولة وإداراتها دون الجنوح إلى أي شكلٍ من أشكال ما يسمَى بـ”الإدارة المدنية”..
أما الموقف الثاني فقد تجسّد في إيمانه المطلق بدور المؤسسة العسكرية في الحفاظ على وحدة الوطن وحماية الأمن والإستقرار في ربوعه،فرفض دائمآ،وبشدة، كل طروحات زج الجيش في أتون الصراعات التي كانت قائمة، وواجه بحزم كل محاولات الإستهداف التي سعى القائمون بها من خلالها النيل من هيبة الجيش وقدرته على حسن قيامه بالدور المنشود والمطلوب منه..
رحم الله الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي ظلّ طوال حياته رجل حكم ودولة ومؤسسات..واستمر على إيمانه بدور المؤسسة العسكرية وثقته بها لحفظ أمنه وحمايته حتى لحظة استشهاده بعد ذلك الاختراق الأمني الذي حصل واستهدف حياته.