بعد الافتراءات التي ساقها البعض حول ترميم جامع العطار، والبيان الصادر الذي تضمن مغالطات كثيرة بعيدة عن الحقائق وعن الواقع، ردت المديرية العامة للاوقاف الاسلامية ببيان جاء فيه:
إن مسجد العطار هو من المساجد الأثرية التراثية الموجودة في طرابلس والتي يلزمها جميعاً الترميم وإعادة التأهيل نظراً للتهالك الإنشائي بنتيجة الإهمال والتعديات.
ولعل مسجد العطار من أهم هذه المساجد لناحية العمق التاريخي والديني (حيث يعود بناؤه إلى أكثر من 700 عام) ولكنه قد تعرض في السابق لتدخلات متعددة جعلته بحاجة ماسة لورشة ترميم شاملة في المجالات كافة.
انطلاقاً من هذه الوقائع، وبناءً لطلب دائرة الأوقاف الإسلامية من جمعية العزم والسعادة الاجتماعية حيث لبت وتكفلت الجمعية مشكورة أعمال الترميم المطلوبة وخاصة التشققات في منطقة المئذنة وهبوط الأرضية في منطقة المراحيض. ًً
إلا أنه أثناء الترميم ظهرت أضرارا كانت غير منظورة واكتشافات أثرية مما استدعى تعديل الخطة الموضوعة وتنسيق الأعمال مع الجهات الرسمية واتخاذ الإجراءات القانونية من وزارة الثقافة والبلدية وإعداد الدراسات الهندسية الضرورية حيث تم تقسيم المشروع إلى عدة مراحل كالتالي:
في المرحلة الأولى، شملت الأعمال تدعيم المئذنة بالإضافة إلى البدء بمعالجة منطقة الحمامات والوضوء حيث تم كشف بركة الوضوء الأثرية بالإضافة إلى تبين مدى تشعب الإشكاليات الإنشائية ضمن المسجد ومحيطه.
أطلقت المرحلة الثانية عبر تكليف فريق هندسي إستشاري من قبل الجمعية وبمشاركة من الدائرة وذلك لوضع الدراسات اللازمة في مختلف المجالات حيث شملت مرحلة الدراسة ما يلي:
– تنفيذ مسح شامل ثلاثي الأبعاد لتوثيق واقع المسجد مع بيان لكامل التشققات والخلل الإنشائي – تنفيذ حفر استكشافية ودراسة وتحليل التربة – تنفيذ أعمال حفر عند ركائز بعض الجدران لتبين وضعية الأساسات وحالتها – اكتشاف طبقة بلاط أثري مزخرف وحالته متضررة مما تطلب تعديل برنامج العمل وإجراء أعمال رفع هندسي – استكمال كشف الأساسات التي تبين أنها ذات تكوين متنوع وذلك بإشراف مديرية الآثار – تبين وجود بقايا لمنشآت أسفل المسجد ذات طبيعة متنوعة حيث تم توثيقها بإشراف مديرية الآثار – تبين وجود قطع رخامية تحتوي على كتابات مملوكية تبين أنها أجزاء من سورة المؤمنون – وضع آلية معالجة إنشائية لمواضع الخلل ضمن المسجد وكذلك تحديد مواضع المعالجات المطلوبة في المحيط – إصدار خرائط التصاميم المقترحة في مختلف المجالات (معماري – ميكانيك – كهرباء) وتبين الشكل النهائي المقترح
للمسجد بعد إتمام أعمال الترميم.
من ناحية ثانية، ونظراً لطبيعة المعلم وبسبب تشعب الإشكاليات ، فقد تم تنفيذ جزء من الأعمال بالتوازي مع تقدم الدراسة وهي مبينة على الشكل التالي:
– إتمام القسم الأكبر من المعالجة الإنشائية لداخل المسجد مع البطانة الكلسية المطلوبة – إتمام تدعيم بدن المئذنة – تنفيذ حفر مثقبة لتساهم بامتصاص المياه عند مستوى الأساسات – إعادة تأهيل كامل شبكة مياه الشفة والصرف الصحي في محيط المسجد بالتعاون مع البلدية ومؤسسة المياه – إطلاق أعمال معالجة البناء الملاصق للجامع من جهة الشمال عبر إزالة الأقسام المتداعية وتدعيم الأساسات تمهيداً لإعادة البناء – معالجة عدد من المساكن الملاصقة للجامع وخاصةً إعادة تأهيلية كاملة للمرافق الصحية لتجنب حدوث تسرب مستقبلاً – إزالة عدد من المخالفات والتعديات التيكانت قد اقتطعت أجزاء من ملكية الجامع – ترميم الموجودات الرخامية واستكمال نحت السورة القرآنية عملاً بتوجيه سماحة أمين الفتوى وقتها وفق الأصول الفنية – تنفيذ قسم من الأعمال الخشبية وفق التصاميم المعدة سابقاً – استكمال ملف الآثار بالتنسيق مع مديرية الآثار عبر إعداد ملف توثيقي لكل العناصر التي تم إيجادها – استكمال وتطوير الدراسة التاريخية للجامع عبر الدكتور عمر تدمري من خلال ما تم في المشروع
ولقد تعهدت المؤسسة المانحة (جمعية العزم والسعادة الاجتماعية) التي تابعت بحرفية وإخلاص أن تستمر في أعمال الترميم والتأهيل للمسجد وفقاً للدراسات والمواصفات الحرفية ، ليصبح معلماً مميزاً في أسواق طرابلس التاريخية يرتاده المصلون والزائرون ويفخرون به، حيث يتوقع إنهاء الأعمال وافتتاح المسجد للصلاة في مدة لا تتعدى اثني عشر شهراً إن شاء الله. إن هذا المسجد المعلم بعد إتمام الأعمال بإذن الله سيكون الأفضل على وجه الخصوص وشاهداً على حضارة المدينة لعصور بل لعقود. تجدر الإشارة إلى أن الدراسات ومعالجة إشكاليات المباني الملاصقة للمسجد والبنى التحتية وما رافق أعمال الترميم من تطور في الاكتشافات الأثريةكانت على نفقة جمعية العزم والسعادة التي بلغت حتى الآن مليون دولار أميركي.
مواضيع ذات صلة: