ردّ عنيف من القوات على ″المتباكين على النازحين السوريين″: كذابون ومنافقون

صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان جاء فيه: “على أثر الأحداث التي شهدتها بعض المناطق اللبنانية اليوم بفعل الاستفزازات المقصودة للنازحين المؤيدين للنظام السوري، تعالت بعض الأصوات المنتقدة لحزب “القوات اللبنانية” والمتباكية على أطلال النازحين السوريين، وكي لا يقع ولو جزء صغير من الرأي العام تحت تأثير هذه الأصوات المضللة”.

ويهمّ الدائرة الأعلامية ان توضح الآتي:

أولا، ان “القوات اللبنانية” كانت أول من طالب لبنان الرسمي بتحمُّل مسؤولياته الإنسانية لدى اندلاع الثورة السورية تجاه نساء وشيوخ ورجال وأطفال نزحوا قسرًا من تحت نير اضطهاد نظام الأسد، وهربوا من نيران العمليات العسكرية التي عمّت المناطق السورية، وبالتالي لا يعيّرنّ أحد “القوات” في هذه المسألة أو أي مسألة أخرى، ومطالبة “القوات” كانت مشروطة دائمًا بتنظيم مدروس لإقامة العائلات المضطهَدة وليس عشوائيًّا كما حصل عن سابق تصور وتصميم، وذلك تسهيلا لعودتهم ومنعًا لتغلغلهم في الأحياء السكنية.

ثانيا، انبرى بعض قياديي “التيار الوطني الحر” مُدَّعينَ بإعادة النازحين، بينما بحسب زعمِهِم “القوات” حالت دون ذلك، ولهؤلاء نقول إنه في العام 2011 مع اندلاع الثورة السورية وما بعده في السنوات التي تلت كان “التيار الوطني الحر” ممثلاً في الحكومة بـ10 وزراء لوحده ومن دون حلفائه، في حكومة من لون واحد، وبالتالي هو يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية، و”القوات” كانت خارج الحكومة، ووجهة نظرها معروفة لجهة ضرورة تنظيم هذا الملف عبر إنشاء مخيّمات على الحدود ترعى هذه المسألة، وهو ما تمّ رفضه والإصرار على عشوائيّة دخلوهم للاعتبارات السياسية المعروفة لدى محور 8 آذار.

ومنذ العام 2016 أصبح لـ”التيار الوطني الحر” رئيسًا للجمهورية وأكثريّة وزاريّة ونيابيّة فماذا فعلوا لإعادة النازحين غير المزايدات الكلاميّة لاعتبارات شعبويّة في الشكل، وسياسيّة في المضمون، بغية تغطية قرار إبقائهم في لبنان، ترجمة لقرار النظام السوري وتوجّهاته برفض عودة النازحين.

ومع توقُّف العمليات العسكرية الكبرى في سوريا طالبت “القوات اللبنانية” وسعت لإعادة النازحين الى بلادهم، ولكنّها كانت تسعى حيث يمكن للسعي أن يؤدّي الى نتيجة، على غرار الطلب من المجتمع الدولي عمومًا والسلطات الروسيّة خصوصًا إقامة منطقة عازلة على الحدود اللبنانية-السورية من الجهة السورية، بينما جُلَّ هدف “التيار الحر” من هذه القضية كان تحقيق غاية بشار الأسد في إعادة تعويمه سياسيًّا، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنّه ضدّ عودة النازحين لأسباب ديموغرافية، ولو كان مع إعادتهم لماذا لا يفتح الحدود لاستقبالهم، ولماذا لا يبدأ بإعادة كل من اقترع له في السفارة السورية؟

وفي الأحوال كافّة، لماذا لا يتّخذ “التيار الوطني الحر” قرار إعادتهم طالما أنّ لديهم ثلاثية الرئاسة الأولى وحكومة تصريف الأعمال التي هي من لون واحد وأكثرية نيابيّة؟

والإجابة بكل بساطة لأنهم كذابون ومنافقون..

ثالثا، وأما لجهة أحداث اليوم، فإنّ اللاجئ تعريفًا بحسب القانون الدولي “يخسر صفة اللاجئ عندما لا يعد يخاف من سلطة موطنه الأصلي”، وبالتالي على كلّ نازح اقترع للنظام السوري أن يُكمل طريقه من السفارة في الحازمية إلى مناطق النظام في سوريا لا أن يعود أدراجه من حيث أتى للتصويت لهذا النظام.

وإذا قفزنا فوق هذا التعريف فمن غير المقبول أساسًا أن يتذرّع بعض جماعة الأسد في لبنان بالانتخاب في السفارة من أجل القيام بعراضات مقصودة، تخللها رفع أعلام وصور وهتافات وأناشيد في عمق المناطق اللبنانية عمدًا، ممّا استفزّ أكثريّة اللبنانيين المسالمين والآمنين وأدى إلى بعض الإشكالات التي عمل الجيش وقوى الامن الداخلي على تطويقها بسرعة.

رابعًا، إذا كانت ذاكرة بعضهم تخونه، أو حتّى أخلاقه، فنحرص على تذكيره بأنّ نظام الأسد لم يترك بيتًا في لبنان إلا ودمّره، ولم يترك منطقة إلا ونكّل فيها، ولم يترك عائلة إلا وأبكاها، وحتى اللحظة ما زال هناك المئات من اللبنانيين، مجهولي المصير، في أقبية هذا النظام، وفي الأمس القريب قام بتفجير مسجدي التقوى والسلام وأرسل ميشال سماحة مع عشرات الكيلوات من المتفجرات لتفجيرها في لبنان، فإن ننسى لن ننسى.


مواضيع ذات صلة:

Post Author: SafirAlChamal