انتقد المفتي الشيخ حسن شريفة، خلال إلقائه خطبة عيد الفطر في مسجد الصفا في بيروت، “لامبالاة المسؤولين إزاء الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد”، مستنكرا “زحمة الناس أمام محطات الوقود وفقدان الدواء من الصيدليات واحتكار المواد الغذائية عند بعض التجار”.
وسأل: “ألا تكفي هذه الصورة القاتمة لتحرك ضمائر المسؤولين، إلى متى الاستمرار في هدر حقوق المواطنين، أين أنتم من خدمة الناس، أوليست العناوين التي تنادون بها هي لخدمة الناس ومحاربة الفساد والمفسدين؟ أوليست مكافحة الاحتكار والتهريب هي من صميم عمل الاصلاح؟، فهل لعبة التخوين وتراشق الاتهامات تخدم الوطن؟”.
أضاف: “تطل أيام العيد حاملة الغصة مكان الفرح والبهجة، والخوف من المجهول”، وشكر ل “الايادي البيضاء التي تكافلت وساعدت وزرعت الخير في وقت ما يزال حكامنا يدرسون حساباتهم الشخصية لتشكيل الحكومة”.
وتابع: “من يتحمل انعدام الثقة بلبنان خارجيا وداخليا وكيف سنستعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم واقتصادهم بعد أن حجزت أموالهم وأقفلت مؤسساتهم وما تبقى من مقومات الدولة يعمل وسط تجاذبات سياسية ومناكفات لا تجلب سوى المزيد من الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية”، داعيا الى “تعميم ثقافة المقاومة بكل جوانبها الاصلاحية لمحاربة الفساد واحتكار التجار ومنع التهريب”، ومشددا على أن “احترام الانسان والمواطن وخدمته هو أساس العمل السياسي الناجح”.
وتوجه الى المسؤولين، بالقول: “أيها الحكام إن حبل الجوع والعوز بات يخنق المواطن، في هذه الايام المباركة أنتم مطالبون بأن تقفوا أمام ضمائركم وأمام الخالق وأمام التاريخ ايضا، كلكم أجمعتم على أن مفتاح حل الازمة هو تشكيل الحكومة، ابتعدوا عن الشخصانية والأنانية واجلسوا إلى طاولة واحدة تنطلق عناوينها من خطة طوارىء اقتصادية، اجتماعية وإنمائية لحكومة تعالج المشكلات وتحاسب المفسدين”.
ودان شريفة العدوان الصهيوني على الفلسطينيين في المسجد الأقصى والقدس الشريف، وقال: “إن قضية فلسطين هي قضية مركزية بتضحية أبنائها وصمودهم أعادت توجيه بوصلة العرب والمسلمين الى القدس الشريف والمسجد الأقصى والتي أعادت توحيد صوت الشعوب العربية التي بوعيها تفضح الهمجية الصهيونية وتسقط محاولات التطبيع الذي يعمل الكيان الاسرائيلي على تسويقه”.
وختم: “إن القدس هي عنوان الوحدة العربية والاسلامية وليست منصة لاطلاق صواريخ الاتهامات والتخوين، فلنخرج من الافق الضيق الى رحابة القرآن”.