فوجئ الوسط الرياضي يوم الثلاثاء الماضي بقرار القاضية سانيا نصر بتعليق نتائج انتخابات اتحاد الكرة الطائرة استنادا لقانون رقم 2020/160 وقانون رقم 2020/185 اللذين يقضيان بتمديد المهل بسبب جائحة كورونا بعد الدعوة التي تقدم بها معارضو الاتحاد بعيد خسارتهم لانتخابات الإتحاد والتي حصلت نتيجة توصية من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية. أمام هذه الظاهرة الرياضية القضائية المستجدة يقف المجتمع الرياضي على اجمعه مترقب ومتسائل عن مستقبل اتحاد الكرة الطائرة وباقي الاتحادات الرياضية التي انتخبت في الفترة عينها وصولًا إلى اللجنة الأولمبية التي انبثقت عن نتائج تلك الانتخابات. فما هي السيناريوهات المحتملة أمام اتحاد الكرة الطائرة، والاتحادات الرياضية الأخرى واللجنة الأولمبية؟
يجد اتحاد الكرة الطائرة نفسه اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التمييز القضائي وانتظار نتيجته وإذا تم قبوله يتم اللجوء إلى محكمة التمييز ويدخل طرفا النزاع أي الإتحاد و المعارضة في جلسات قضائية من اجل تثبيت نتائج الانتخابات وشرعية الإتحاد أو ابطالها والذهاب إلى انتخابات جديدة.
أو أن يقدم الاتحاد إستقالته ويذهب إلى الانتخابات مجددا وهذه خطوة من الممكن ان يلجأ إليها الإتحاد لتثبيت شرعيته وضحد كل الأقاويل والاتهامات المطلقة عليه ولكن طبعًا لن تحصل هذه الخطوة قبل التأكد أن “بونتاج” الأصوات محسوم. أما المؤكد منه فإن الكرة الطائرة ذاهبة نحو انقسام اكبر ومشاكل لا نهاية لها ستنعكس سلبا عليها وعلى مستقبلها إن لم يتدخل العقلاء لحل هذا النزاع.
في هذا الاطار، يسود الترقب الاتحادات الرياضية الأخرى، ففي حال رفض التمييز وابطال نتيجة انتخابات اتحاد الكرة الطائرة بسبب قوانين تعليق المهل فمن الحتمي والبديهي ان ينعكس ذلك بالمثل على باقي الاتحادات الرياضية التي ستبطل نتائج إنتخاباتها جميعا في حال تقدم المعارضون بطعون وسيذهب البلد نحو إنتخابات جديدة لجميع الاتحادات الرياضية.
هذا الأمر يفتح المجال أمام سؤال كبير عن مصير اللجنة الأولمبية اللبنانية التي من المعروف ان أي خضة لنتائج انتخاباتها أو أي قرار قضائي تجاهها سوف يثير امتعاض اللجنة الأولمبية الدولية وسنكون أمام سيناريو مؤكد وهو توقيف لبنان والرياضة اللبنانية دوليا وهي سابقة حصلت بالكثير من البلدان وللأسباب عينها التي نمر بها.
امام هذه الخيارات يسأل محبو الرياضة اللبنانية والحريصو عليها: أين القيميين على الرياضة و ما هي مواقفهم؟ من وزيرة الشباب والرياضة فارتيه اوهنانيان؟ الى رئيس اللجنة الأولمبية بيار جلخ، الى مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي و دير مصلحة الرياضة في الوزارة محمد عويدات؟ وما هو موقف رؤساء قطاعات الرياضة بالأحزاب اللبنانية باستثناء رئيس قطاع الرياضة بحزب القوات اللبنانية سابا مخلوف الذي كان لديه مداخلة خطية عبر برنامج SPORTS POLITICS على “كورة برس” دعا من خلالها طرفي النزاع بالكرة الطائرة الى الجلوس سويا والوصول إلى حل ومخرج يرضي الجميع.
فهل سيتدخل القيمون على الرياضة لاستدراك الوضع وحل الأزمة على نطاق الكرة الطائرة قبل تفشيها وامتدادها الى الجسم الرياضي أجمع وفقدان السيطرة عليها؟ علينا الترقب.. وإن غدا لناظره قريب !