نظمت بلدية طرابلس الإحتفالية والمراسم بعيد الاضحى، وفقا للبروتوكول والتقاليد الطرابلسية المعمول بها منذ عشرات السنين، وسط الاجراءات الخاصة بحال التعبئة العامة للحد من كورونا، حيث وصل ممثل محافظ الشمال رمزي نهرا رئيس قسم النفوس في محافظة الشمال عامر المصول الى القصر البلدي عند الخامسة والنصف من صبيحة اليوم الأول للعيد، وكان في استقباله على مدخل البلدية، رئيس البلدية الدكتور رياض يمق، عضو المجلس البلدي الدكتور باسل الحاج، قائد الشرطة البلدية، رؤساء المصالح والدوائر والوحدات.
في البلدية، عزف عناصر جمعية كشافة الغد الموسيقى الترحيبية وقدمت لهم شرطة بلدية طرابلس التحية، وبعد استراحة قصيرة في مكتب يمق، انتقل ممثل المحافظ والدكتور يمق والحضور، وسط موكب أشرفت عليه الشرطة البلدية ومفرزة سير طرابلس في قوى الامن الداخلي، الى دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، حيث كان في استقبالهم مع عدد من مشايخ دار الافتاء.
وخلال استراحة قصيرة وقبل التوجه لآداء صلاة العيد في الجامع المنصوري الكبير، تم عرض لمجمل التطورات اللبنانية والطرابلسية، في ظل الاجراءات الاحترازية للحد من فيروس كورونا والضائقة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، والأوضاع في القدس وغزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
بعد ذلك، توجه الجميع الى الجامع المنصوري الكبير، حيث عزفت فرقة من كشافة الجراح النشيد الوطني وأدت ثلة من قوى الامن الداخلي وشرطة البلدية التحية.
بعدها، أم المفتي إمام المصلين، بمشاركة ممثل المحافظ ويمق، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال إيهاب نافع، رئيس دائرة أوقاف طرابس الشيخ بسام بستاني، رئيس القسم الديني في دائرة أوقاف طرابلس الشيخ فراس بلوط، الشيخ عبد الرزاق الإسلامبولي وحشد من المشايخ وأبناء طرابلس.
وألقى إمام خطبة العيد، قال فيها: “في وسط أزماتنا المحلية وفي أجواء قضيتنا الكبرى قضية فلسطين والأقصى، إنما نؤكد ثوابت إرادة الإستمرار والتصميم على إرادة الحياة وصلابة الموقف وإرادة مناهضة القهر والظلم والطغيان والفساد ورفع الظلم”.
تابع: “قضية الأقصى وفلسطين أم القضايا بل محورها وأساسها، فللبيت رب يحميه وللرب رجال اشترى منهم فباعوا، وناداهم فلبوا واستنفرهم فنفروا وثبتوا وشمخوا وفاجأوا وباغتوا وأرعبوا، وقرروا ولم يقرر لهم وتحكموا ولم يتحكم بهم ودخلوا الباب فكانوا الغالبين، وما أشبه اليوم بالبارحة هي المعادلة التاريخية في الزمان وهي الأرض المقدسة نفسها في المكان، وهما الفريقان ذاتهما، في كل قضية حق وباطل”.
وفي الواقع المحلي، قال المفتي إمام: “واقعنا اللبناني مأزوم ومتسارع نحو الهاوية، لقد تخلى المسؤولون عن السفينة، وتفرغوا إلى الإختلاف والشروط والمعايير الجدلية المتضادة وكأن البلاد في أحسن حالاتها من الإستقرار، وكأن الشعب في رغد العيش وترفه، وهذا دليل دامغ لدى الناس على عدم كفايتهم وفقدان جدارتهم في إدارة شؤون الوطن ومقاليد البلاد، فإن لم تظهر كفايتهم ولم يستيقظ حسهم الوطني في أزمات وطنهم فهم لم يفقدوا الجدارة فقط بل فقدوا الضمير والإنسانية وخانوا الأمانة”.
وبعد الصلاة والخطبة، ألبس يمق المفتي إمام العباءة في تقليد عثماني قديم، ثم تقبل إمام مع ممثل المحافظ والدكتور يمق وشخصيات التهاني بالعيد من المشاركين في صلاة العيد.
بعد ذلك، أوصل ممثل المحافظ ويمق المفتي إمام إلى منزله، حيث عقد لقاء شارك فيه حشد من شخصيات المدينة، ومن هناك انتقل ممثل المحافظ نهرا إلى دارة رئيس البلدية الدكتور يمق.