سلطان: اليوم الحرم القدسي وربما غدا الحرم المكي

عقد المناضل توفيق سلطان مؤتمرا صحافيا في دارته في ميناء طرابلس تناول فيه تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة وفي القدس الشريف، مؤكدا وقوف طرابلس الى جانب الشعب الفلسطيني والأبطال المقدسيين في قضيتهم العادلة.

وقال: تعودت طرابلس أن تكون سباقة في القضايا الوطنية والقومية على مر العصور، فيوم أعدم المناضل عمر المختار في ليبيا إنتفضت، وفي أرشيف تلك الأيام ربما سنة 1935، أطلق على الحركة الشعبية آنذاك، ثورة طرابلس ضد “الفاشيست” الطليان، وكذلك الأمر تضامنها مع الجزائر ومع فلسطين ومع مختلف القضايا المحقة.

وأضاف: طرابلس لها تاريخ مع فلسطين ومع القدس، وليكن معلوما لدى القاصي والداني أن طرابلس في الثلاثينيات كانت قاعدة النضال الفلسطيني متحلقة حول مفتي فلسطين القائد الحاج امين الحسيني، وكان الى جانبه شابا من طرابلس إسمه كمال الحداد.

ويوم طورد مفتي فلسطين من الاستعمار الانكليزي والعصابات الصهيونية إضطر لأن يخرج من فلسطين الى العراق ومن ثم الى إيران فتركيا وصولا الى ألمانيا، ومن قام بتسهيل سفره شاب من طرابلس إسمه دولان مرعوش، ألقي القبض عليه من قبل الانكليز وصودرت أملاكه وهو من المناضلين بحسب أقوال الحاج أمين الحسيني.

وعندما وصل أمين الحسيني الى ألمانيا في فبراير 1941 إلتحق به  في برلين 200 شابا من طرابلس من النخبة المناضلة، من بينهم مصطفى حمزة رئيس إتحاد العمال والعلاف أحد الخياطين، وعبدالحميد البيسار وسعدي بصبوص وكان مذيعا في حي العرب.

كما كانت طرابلس المركز الأساسي لجيش الانقاذ الفلسطيني في ساحة الكيال، بقيادة المناضل فوزي باشا القاوقجي، حيث كان المناضلون يحضرون من سوريا ومن العراق الى طرابلس فيتدربون ويتسلحون ويتزخرون ويتوجهون الى فلسطين للقتال في الأربعينيات.

وتابع سلطان: طرابلس باقية على العهد، وقضية فلسطين هي قضية أساسية بالنسبة لشعب طرابلس كانت ولا تزال وستبقى، وإذا كان الظرف السيء الذي يمر على لبنان وعلى طرابلس خصوصا قد حجب التحركات المؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني ولثورته المجيدة في القدس، فذلك هو آني بسبب الظروف، لكن لا بد أن تستعيد طرابلس حيويتها وتقدم كل التأييد والدعم والاحتضان للأبطال المناضلين في القدس.

وإنتقد سلطان البيانات التي صدرت من دول عربية وإسلامية حول ما يجري في فلسطين، معتبرا أنها لا ترضي قلب المؤمن كونها تضمنت إستنكارا وكلاما غير ذي تأثير، كما إنتقد إجتماع جامعة الدول العربية على مستوى الممثلين الدائمين غدا، حيث لم يكلف وزراء الخارجية العرب أنفسهم عناء المشاركة، مشددا على أن ما يجري اليوم يحتاج الى مؤتمر قمة طارئ وعاجل الى قرارات إستثنائية.

وقال سلطان: كل ما يجري اليوم على أرض فلسطين وفي القدس من تهجير وتدنيس للحرم القدسي لم يأت إلا بسبب التراخي العربي، وللأسف الشديد هذا يأتي بالتزامن مع حركة التطبيع المتنامية، لافتا الانتباه الى أن مكتب مقاطعة إسرائيل الذي أقرته الجامعة العربية وحددت مركزه في لبنان تحول من مقاطعة إسرائيل الى مقاطعة لبنان، فالشعب اللبناني يعاني من الفقر والجوع وإنعدام الخدمات والآتي أعظم، وكل يوم يبشروننا برفع الدعم وتنامي أزمات الكهرباء والمحروقات، والعالم العربي يتفرج، وكأنه يراد للبنان أن يركع، كما أجبر السودان للخروج من أزماته على التطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أن كل ما يجري في لبنان هو خدمة للمشروع الصهيوني، لكن الشعب اللبناني صامد ولن يستنكف، وليس حزب الله هو المقاوم الوحيد بل الشعب اللبناني كله مقاوم في وجه الطغيان الاسرائيلي.

وأكد سلطان أننا سنحافظ على سيادتنا وحريتنا وإستقلالنا وسنحصّل حقوقنا في الأراضي المحتلة وسنحمي ثروتنا النفطية، وسنواجه محاولات السطو عليها، وكل الشعب اللبناني سيكون مقاوما وسيتابع نصرة القضية الفلسطينية.

وختم سلطان نحن من طرابلس نقف بكل إعتزاز وكل فخر لنقول لاخواننا في القدس أننا معكم، وسنبقى معكم وأن ينصركم الله فلا غالب لكم، وسنرى دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف في القريب العاجل.

وردا على سؤال، قال سلطان: إسرائيل لم تحدد حتى الآن حدودها، لأن طموحها أكبر، لذلك نرى أن اليوم الحرم القدسي وربما غدا الحرم المكي، فهذا التراخي العربي يترك لاسرائيل المجال في أن تتوسع وتتمادى وتتغطرس، وهذا يتطلب من الشعوب العربية كلها أن تجبر حكوماتها على إستعادة الموقف التاريخي في وجه إسرائيل، وما الكلام عن توظيفات مالية في فلسطين المحتلة ونصرة نتنياهو في إنتخاباته إلا أمر مهين ومشين في حق العرب، لذلك، آن للشعوب العربية أن تنتفض على حكامها وأن تجبرهم على تغيير المسار.

وتابع سلطان: على لبنان أن لا ينتظر نصرا من أحد، فقد آن الأوان لأن نرتب شأننا الداخلي بأنفسنا، فعندما جاء الرئيس ماكرون رحبنا فيه وقلنا “شكرا فرنسا”، لكن في الزيارة الأخيرة لوزير خارجية كانت أسوأ إدارة لأهم ملف..

فرنسا أشرفت على تأسيس لبنان الكبير واليوم كأنها تريد تصفية الواقع اللبناني، وزيارة وزير الخارجية تركت أثرا سيئا لدى الشعب اللبناني، ففرنسا خرجت من لبنان وهي دولة علمانية متطورة وتركت لنا نظاما طائفيا مذهبيا بغيضا، ما نزال نعاني منه الى الآن.

وختم سلطان مذكرا أن الموارنة في فترة من الفترات رشحوا الشيخ محمد الجسر لرئاسة الجمهورية، حيث لم يكن في لبنان هذا التعصب الذميم، لكن فرنسا أفشلت هذا الأمر.

لمشاهدة الفيديو:

Post Author: SafirAlChamal