خاص ـ سفير الشمال
من يطلع على جداول تحديد تواريخ وأماكن مباريات بطولة دوري كرة القدم لأندية طرابلس وجوارها من الدرجة الرابعة والصادرة عن إتحاد الشمال الفرعي، يظن للوهلة الأولى أن الأندية الطرابلسية تواجه عقوبات إتحادية قاسية تقضي بنقل مبارياتها الى خارج المدينة، أو أن طرابلس تفتقر الى ملاعب كرة القدم ما يضطر أنديتها الى اللعب خارجها وتحديدا في زغرتا وسلعاتا بالرغم من المشقة المالية والبدنية التي يتكبدها كل فريق للوصول الى الملعب المحدد.
لكن ما يثير الاستغراب الى حدود الغضب، هو أن طرابلس تحتضن ملعب الشهيد رشيد كرامي البلدي إضافة الى ملعبين إحتياطيين بمواصفات ممتازة، أحدهما تولى الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” تمويله وإقامة مدرجات فيه، إضافة الى الملعب الأولمبي الذي يحتاج الى كثير من الترميم والتأهيل، لكن في الوقت نفسه فإن أنديتها الكروية شبه محرومة من اللعب عليها، حيث غالبا ما تقفل أبواب هذه الملاعب في وجه الأندية، لأسباب مجهولة من المفترض أن تقوم اللجنة الرياضية في بلدية طرابلس والمجلس البلدي إضافة الى الاتحاد الفرعي بشرحها وتعليلها. علما أنه لا يوجد قانون أو سبب أو عُرف يقضي بمنع ناد كروي رسمي من اللعب على أرض الملعب البلدي في نطاق مدينته أو بلدته.
في إحصاء بسيط خلال شهر نيسان، تم تحديد ملاعب لاستقبال 39 مباراة من دوري الدرجة الرابعة لأندية طرابلس والشمال، 22 مباراة منهم على أرض ملعب السلام زغرتا، 4 على أرض ملعب سلعاتا، 9 يُحدد لاحقا، (وهذا يعني بحسب الأندية الانتظار لايجاد وقت ملائم في ملعب زغرتا) و4 مباريات فقط على أرض ملاعب طرابلس البلدية.
هذا الواقع يؤكد، أن الحرمان الرياضي في طرابلس له وجهين خارجي وداخلي، وربما يكون الحرمان الداخلي أقسى وأمرّ لأنه يؤدي الى سياسة لامبالاة وإستلشاق خارجية بأندية الشمال، فلماذا لا تلعب أندية طرابلس على ملاعبها البلدية داخل مدينتها؟، ومن يقفل ملاعب طرابلس بوجه أنديتها وأبنائها؟، ومن يحق له ذلك؟، ولماذا تكبيد أندية طرابلس في ظل هذه الظروف الضاغطة والصعبة مشقة وتكاليف الانتقال من طرابلس الى زغرتا أو سلعاتا ـ البترون لخوض مباريات يمكن أن تخوضها في ملعب قادرة على الوصول إليه مشيا على الأقدام؟، ولماذا حرمان بائع الكعك أو البائعين المتجولين من الاستفادة من تلك المباريات للاسترزاق؟، وأي قانون هذا الذي يمنع أندية طرابلس من اللعب على ملاعب يتم تجهيزها وصيانتها من أموال أبناء المدينة بفعل الضرائب والرسوم البلدية؟، وأين بلدية طرابلس ورئيسها والمجلس البلدي ولجنتها الرياضية؟.
تقول بعض الأندية أن معاناتها مع الملاعب في طرابلس ليست وليدة اليوم، بل هي أزمة مزمنة، حيث لطالما واجهت إقفال هذه الملاعب بوجهها من دون وجه حق، ولطالما تكبدت مشقة الانتقال الى ملاعب خارج المدينة.
في حين يرى بعض الخبراء أن الملاعب هي أساس الانماء الرياضي والكروي في أي مدينة، وأن منع أندية طرابلس من اللعب على ثلاثة ملاعب بلدية من الطراز الممتاز هو مؤامرة عليها وعلى أنديتها وعلى كرة القدم.