هي ليست قضية ″رمانة وانما قلوب مليانة″ ومن يقوم بتصدير حبوب الكبتاغون الى المملكة العربية السعودية يهدف قبل توتير العلاقات معها، الى السعي لضرب أمنها واستقرارها والنيل من مجتمعها.
حتى الساعة فان القرار الصادرعن المملكة بمنع استيراد المنتجات الزراعية من لبنان أو حتى السماح للشاحنات بالمرور ضمن أراضيها، لا يزال يتفاعل فصولاً بحيث تنشط الاتصالات والمساعي من قبل المزارعين الذين التقوا رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي بغية معالجة الأزمة، وكذلك النقيب أحمد الخير الذي يتابع الموضوع بشكل مكثف.
بات واضحا أنه إذا لم تعد المملكة عن قرارها فان كارثة حقيقية ستحل على المزارع اللبناني بشكل عام، ومزارعي الشمال بشكل خاص وتحديدا عكار التي يشكو فيها المزارع من جملة مشاكل بسبب استغناء الدولة اللبنانية عن الالتفات اليه وتقديم الدعم اللازم للقطاع الزراعي.
اليوم ومع إستمرار مفاعيل القرار السعودي، فان الكارثة ستكون أعمق بكثير والانهيار حتمي، كون السوق اللبناني غير قادر على استيعاب الكميات الكبيرة من المنتوجات الزراعية لا سيما البطاطا التي ستتعرض للكساد والتلف كما يقول زاهر المصري (أحد كبار التجار في عكار) والذي أشار الى أن “مزارعي البطاطا والبصل في عكار يناشدون السلطات السعودية فتح الحدود أمام الشاحنات اللبنانية، مؤكدا أننا لا نريد مناشدة السلطات اللبنانية غير الموجودة أصلاً”.
ورداً على سؤال قال المصري: “ان لم يتم التراجع عن هذا القرار فان كارثة كبيرة ستحل بنا نحن التجار الذين قمنا بالاستدانة في سبيل هذا الموسم، ومنتوجاتنا كثيرة ولا يمكن تصريفها ضمن السوق اللبناني، وهنا يمكن التأكيد على أن عكار ستخسر كثيراً بالرغم من أنه لا علاقة لنا بحمولة الرمان والتي لم تخرج من أرضنا أصلاً وليس لدينا موسم رمان الآن، وطبعاً نحن ندين هذه العمليات التي تضر بأمن المملكة ونرفضها لكن لا علاقة لنا بها بتاتاً ، لذلك نأمل الاستجابة لطلبنا”.
الخير: لمعاقبة الوزراء
من جهته قال رئيس نقابة مالكي الشاحنات اللبنانية العاملة على الترانزيت للنقل الخارجي أحمد الخير: “الحقيقة ان الكارثة التي حلت باللبنانيين كبيرة، ونحن لم نتفاجأ بقرار المملكة بل كنا نتوقعه ومن يتحمل المسؤولية هم الوزراء الذين تعاقبوا على وزارات النقل والداخلية والمال فهم المسؤولون بالدرجة الأولى عما آلت اليه أوضاع قطاع النقل والترانزيت.
وأضاف: إن الغبن والاجحاف اللذين لحقا بالعاملين في هذا القطاع واذلالهم دفعهم للجوء الى مثل هذه الأساليب، خاصة بعدما تخلى “الأوادم” عن هذه المصلحة وبقيت القلة القليلة من الشباب، كل هذا بسبب تمليك الشاحنات لمن هم من خارج لبنان بطريقة غير قانونية ومن دون أي احترام لها مع حدود سائبة وتهريب على عينك يا تاجر، وهنا نحن نتوجه للمملكة العربية السعودية بالشكر والامتنان لما تقدمه للبنان وما تزال، والثقة تكتسب ولا تمنح ولطالما عملنا على خط النقل السعودي دون أي شكوى، وفي كل الأحوال نطالب بمحاسبة الوزراء والمدراء العامين الذين أوصلوننا الى ما نحن عليه اليوم.
دبوسي: القرار لخادم الحرمين
رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي الذي يخوض صولات وجولات في هذه القضية قال: “نحن لا نفصل بين أمن المملكة العربية السعودية وأمن شعبها وبين أمن اللبنانيين، نحن جزء لا يتجزأ من منظومة عربية دولية ومن الطبيعي جداً اعتبار خادم الحرمين الشريفين وولي العهد محمد بن سلمان هما الأب والأخ الكبيرين بالنسبة لنا، وكل الاجراءات التي تتخذ في سبيل الحفاظ على أمن المملكة نحن معها، وبالطبع نحن ننتظر منهما موقفا لا يلحق الضرر بالمزارعين اللبنانيين والناقلين والمصدرين.
وشدد دبوسي على أن أمن لبنان وأهله هو جزء من أمن السعودية ويبقى الأمر متروكاً بين أيادي خادم الحرمين الشريفين ولي العهد محمد بن سلمان ونحن لا نشك باحتضانهما لكل شعوب الأرض وتحديداً الشعب اللبناني”.
مواضيع ذات صلة: