تنامي ظاهرة التسوّل في طرابلس.. مهنة تديرها عصابات!… بلال يحيى

لاشك في أن الأزمة المعيشية الخانقة قد طالت كل الشرائح الاجتماعية في لبنان، فكيف بمن هم فقراء ومعدمين من الأساس، والذين في أيام الرخاء كانوا يعانون من الحاجة والجوع.

ما يحدث على تقاطعات الطرق والشوارع الكبيرة في طرابلس فاق كل تصور من حيث اعداد المتسولين، والذين بمعظمهم هم عصابات منظمة لهم موجهين وقادة يوزعونهم يوميا ويحددون لهم اماكن (التشبيح والهجوم) على سيارات الناس للاستعطاء ومن ثم تقديم “الغلة” للزعيم المشغل والموجه كلما حصلوا على مال. وهم باكثرهم لا يملكون جنسية، ويأتون يوميا من مخيمات العرب الرحل المعروفين (بالنور) قرب الحدود السورية شمالا أو من العيرونية أو مناطق اقامتهم في عكار والسهل، ويتوزعون في ساحة التل وعلى محيط وأسوار منشية طرابلس وعلى إشارة البنك العربي وعزمي والمئتين وطريق الميناء، كما أن بعضهم يتمترس في شوارع ومتفرعات الضم والفرز، وامام الكافتيريات والمطاعم ليلا، وعلى كورنيش الميناء البحري حيث ان أعدادهم أصبحت بالمئات بلا مبالغة.

المخيف ـ المبكي في هذا الموضوع، أنهم يجندون أعدادا هائلة من الأطفال والقاصرين لتحريك مشاعر الناس وكسب عاطفتهم في سبيل حفنة من الليرات، ومع تفاقم هذه الموجة التي أصبحت ظاهرة يومية مزعجة خاصة لاصحاب السيارات حين يلتصق هؤلاء المتسولين بالزجاج ويدقون عليه ولاينصرفون الا حين تصرخ عليهم عشرات المرات أو تمنحهم مالا قليلا.

كما أن خطورتهم تظهر في ظل انتشار موجة كورونا والأمراض المعدية بينهم نتيجة انعدام النظافة والجو الصحي، وربما يتعرضون للتحرش لانهم بمعظمهم أطفال قصار.

أعان الله الناس في ظل مايمر به البلد واهله، لكن الوضع مع هذه الظاهرة يختلف، كونها صناعة ومهنة حيث أن التسول اليوم يتم بإشراف عصابات لاتعرف الرحمة وتجند الاطفال لتعيش على حسابها دون تعب أو جهد، ومن دون حسيب بلدي أو رقيب أمني، ما يعني أن المواطنين لم يعد أمامهم في ظل تنامي هذه الظاهرة إلا الاستنجاد بـ”لا حول ولاقوة الا بالله”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal