بات الحديث عن القاضية غادة عون ممجوجا، خصوصا بعدما تبين أنها تنفذ أجندة سياسية بحماية رئيس الجمهورية ميشال عون، ما دفعها الى ضرب كل قرارات مجلس القضاء الأعلى بعرض الحائط، والاستعانة بمناصري التيار الوطني للحر للدخول مجددا الى ″شركة مكتف″ بواسطة الكسر والخلع..
والى أن يتخذ مجلس القضاء الأعلى الذي غاب يوم أمس عن التعليق، قرارات جديدة بحق القاضية المتمردة تكون هذه المرة غير قابلة للكسر.. فإن اللبنانيين كانوا يفتشون في معاجم اللغة عن تفسير لتصريح النائب جبران باسيل بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي لاسقاطها على الأزمة اللبنانية الراهنة وخصوصا تشكيل الحكومة المتهم بتعطيلها وبمصادرة توقيع رئيس الجمهورية لحين حصوله على الثلث المعطل عبر تسميته الوزراء المسيحيين.
يمكن القول، إن تصريح باسيل من بكركي “زاد الطين بلة” وضاعف من حجم الأزمات التي ترخي بثقلها على اللبنانيين خصوصا بعدما بشّرهم بالصلب قبل الوصول الى الحق، واضعا عدم تنازله السياسي في مصاف عدم تنازل المسيح عن الشهادة للحق، وهو تشبيه بعيد كل البعد عن الواقع ومسيء للصرح البطريركي، خصوصا أن المسيح كان فداء لكل البشر، ولا يمكن لباسيل أن يضغ نفسه بمقارنة مع الأنبياء خصوصا أن القاصي والداني باستثناء من تبقى من مناصريه يعلمون أن عدم تنازله هو من أجل مكاسب شخصية ونكايات سياسية وطموحات رئاسية.
يسأل كثير من المتابعين، ما معنى زيارة باسيل الى بكركي في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا تزامنت مع سفر الرئيس سعد الحريري الى الفاتيكان أمس؟، وكيف لباسيل أن يقود اللبنانيين الى الصلب تحت شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين؟، وهل بات الصلب خياره بدل التفتيش عن حلول سريعة للأزمات الراهنة؟، وهل يعمل باسيل في السياسة لتحصيل حقوق المسيحيين فقط؟، وأين حقوق اللبنانيين من كل الطوائف الذين من المفترض أنه يمثلهم في الندوة البرلمانية ويطمح لأن يكون رئيسا عليهم خلفا لعمه ميشال عون الذي يدعم خطواته؟، وإذا كان الأمر كذلك، من أعطى باسيل التكليف الشرعي للدفاع عن حقوق المسيحيين؟.
لا يمكن لباسيل أن يختصر كل المسيحيين في لبنان، كما أن خطابه لم يعد ينفع في شد العصب المسيحي، خصوصا أنه أصبح مع تياره أقلية أمام قوى وتيارات مسيحية فاعلة ترفض أن يمثلها أو أن يتحدث باسمها، وترى أن الحقوق لا تتجزأ، وهي لا يمكن أن تكون إلا لكل اللبنانيين بتأمين العيش بكرامة وتوفير أبسط مقومات الحياة الكريمة لهم، والحفاظ على الطائف الذي يسعى باسيل مع كل فريق العهد الى إستهدافه متناسيا أن عمه رئيس الجمهورية أقسم اليمين على صيانته والحفاظ عليه، ما يؤدي الى تهديد السلم الأهلي الذي يترنح على وقع مغامرات التيار البرتقالي، وهذا يشير الى أنه طالما لم تحمل زيارة باسيل الى بكركي سوى زيادة الهم والغم على اللبنانيين، ولم تعلن عن تقدم ملموس في تشكيل الحكومة فهي بالتالي لزوم ما لا يلزم.
تشير مصادر سياسية مواكبة، الى أن باسيل بات يعيش اليوم عقدة الرئيس الحريري الذي تُفتح أمامه دول العالم لطرح وجهة نظره حيال تشكيل الحكومة وكيفية إنقاذ لبنان، في الوقت الذي يجد باسيل نفسه محاصرا ومعزولا بين ميرنا الشالوحي واللقلوق، باستثناء النافذة الصغيرة التي فتحتها له القيادة الروسية لزيارة موسكو التي سبقه الحريري إليها.
وترى هذه المصادر أن باسيل قد يكون زار بكركي لطلب وساطة البطريرك الراعي لدى الفاتيكان لاستقباله بعد الحريري، لكن بعد الكلام الذي قاله إثر اللقاء، فإن الراعي ربما يفكر مليا في إعادة إستقباله، خصوصا بعدما “إكتمل النقل بالزعرور”، فبعد أن بشر الرئيس عون اللبنانيين بالذهاب الى جهنم، بدا أن باسيل يريد قيادتهم الى الصلب قبل وصولهم الى الجحيم!..
مواضيع ذات صلة: