في الذكرى الثامنة لاختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم في 21 نيسان 2013، وعوضا عن اقامة اللقاء التضامني السنوي التزاما بالتدابير الصحية، وجّه كل من أمين عام اللقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل ورئيس الرابطة السريانية أمين عام اللقاء المشرقي الملفونو حبيب افرام رسالة في لقاء مشترك من مقر اللقاء الارثوذكسي في الاشرفية جاء فيها:
أبو فاضل:
بالرُغمِ من هَولِ الكوارثِ التي عَصَفَت بلُبنانَ واللُبنانيينَ من زلزالِ المرفَأ ومحيطهِ واستشراسِ الوباءِ ووطأةِ الضائِقةِ الاقتصاديةِ الماليةِ على كاهلِ اللبنانيين وفي ظِلِ خمولٍ حكوميِ مُطبَقٍ، وفي خضَمِ صراعاتٍ سياسيةٍ داخليةٍ عقيمةٍ مقززةٍ، تأتي الذكرَى الثامنةَ لغيابِ المطرانان المخطوفان بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، فللسنةِ الثامنةِ يُضنينا أسرُكُما ويُوجعُنا غيابُكما وتخجَلُ كلماتُنا من مخاطبَتِكُما، لأنَها إن لَم تقتَرنْ بالأفعالِ تبقى مجرّدَ كلماتٍ فيها الكثيرُ من الأمنياتِ. أمّا بالنسبةِ لنا فنُحمِّلُ قضيّةَ خطفِكُما وأسرِكُما إلى أممٍ لا تريدُ أن تسمعَ ولا تتكلمَ ولا ترَى.
يا سيّدَينا الحبيبَينِ المخطوفَينِ بولس ويوحنا، سيبقى شعارُنا “لَن ننسَى ولَن نسكُتَ” ينبُضُ في وجدانِنا في زَمَنِ الَصومِ الذي هو بالنسبةِ للأرثوذكسيينَ زمنُ الحُزن البهي، إلا أن طولَ غيابِكُما يُتيحُ للحُزنِ أن َيطغَى على القلوبِ لكنه لن يَقضي على رجاءِ الالتقاءِ. فكَما أنَنا نَتوقُ إلى رؤيةِ وجهِ المَسيحَ القائمَ منتصراً على الموتِ، نجدُنا توّاقينَ لرؤيةِ انتصاركُما على ظُلمة الأسرِ والغيابِ.
ولكنِنَا لن نستسلمَ للحروبِ والاعتداءاتِ ومحاولاتِ تفريغِ المَشرقِ من مسيحييه فنحن مِلح الأرضِ وقرارنا الصمودَ والبقاءَ. لن نتكلم هذه السنةِ وكعادتِنا في هذهِ المناسبةِ بالسياسةِ، فعِوضا عن ذلك اخترنا الوقوفَ الى جانبِ أهلِنا بكافةِ الوسائلِ المتاحةِ لَدَينا لمؤازرتِهِم وبلسمةِ جراحِهِم.
وختَاما نَرفع صلاتنا إلى الربِ ليحقِقَ أمانينا في تحريرِكما لنحتفلَ معَكما بعيدِ الفصحِ المجيدِ كاسِرينَ كَمَن يكسر أبواب الجحيمِ، صَمت الضميرِ العالميِ المطبقِ بقولِنا: المسيح قام… حقا قام.
افرام:
المطران المخطوف يوحنا ان حكى
لا تخافوا ، انا معكم ، انا حامل ارث انطاكية ، لايمكن ان اخسر ،
انا اما اعود مكللا بالنصر محررا من ايدي الجهلة
او شهيدا مرتفعا الى مجد اني خدمت حتى الدم ،
لا تخافوا ، انا لست القضية ، انتم القضية ،
الوطن الذي اعطيناه عمرنا لا بد ان يعود
الكنيسة التي هي ايماننا وصخرتنا لن تقوى عليها ابواب الجحيم
شعبنا رغم القهر والتهجير والغربة والتفتت سيبقى تحت الشمس ولن يندثر
الشرق لن تأكله النار ولا الارهاب ولا التكفير ولا التسلط .
ما السنوات الثمانية من روزنامة الدنيا ؟ كأنها طرفة عين !
ما الاسر ما الضيقة ما الاعتقال ما العذاب ؟
نحن ابناء من صلب وقام ، من غفر لمن خانوه وسلموه ، من قال انا هو الحق والحياة من آمن بي وان مات فسيحيا .
اعرف ان بعضكم قد خاف ، او يئس ، او تنكر ، او نسي ، او تغافل ، او حتى حتى تآمر ، وانا اسامحكم كلكم
واعرف اكثر ان هناك من يحمل قضية الانسان وكرامته وحرياته ، وهي هي قضيتي ، ونحن رفاق مسيرة ووفاء.
وكنا نعرف اننا خراف في عالم ذئاب ، وان لا امم متحدة ، ولا مجلس امن ، ولا عالم حر ، ولا حقوق ، ولا كرامة انسان ، ولا قيم ولا مبادئ،
اذا كان الله يتدخل في مسار التاريخ مباشرة او لا ، فانا اصلي كل يوم قائلا:” ابانا الذي في السموات لتكن مشيئتك “.
سنلتقي ، غدا في ساحة تحرير ، او بعده في انتصار اوطان ، او ابعد في جنة الاله .
مواضيع ذات صلة: