كتبت المحامية جورجينا يوسف عسال رثاء لوالدها الراحل يوسف عسال لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته حيث أقيم قداس وجناز في كنيسة القديسين بطرس وبولس للروم الملكيين الكاثوليك في البترون بمشاركة عدد من الأهل والأصدقاء.
وجاء في الرثاء:
رحل ابي والفراق كسر حنايا القلب فخلق في داخلنا فراغا وحزنا لا يُسد .
بابا يا من كنت في ليلنا سراجا منيرا وتوارى نورك في الصباح وما اصعبها لحظة في حياتي وايّ صباح كان صباحي وفراق ابي شيء عظيم .
كيف ننسى من كان لنا نورا وكيف ننسى من كان دليلا لنا الى دروب النجاح .
من يداوي جراحنا وقد خسرنا من كان حبنا وقلبنا وجنتنا وارتياحنا.
أيها الغائب الحاضر في حضورك وحكمتك وسعة قلبك وحسن تصرفك وروعة اخلاقك .
يا نبع الحنان السامي يا نبع الحب الصافي .
يا من كنت الأمن والأمان لعائلتك، ايا اشجع وأحكم الأشخاص .
بابا نراك في كل درب من دروبنا وكل مكان في بيوتنا
لا زال فنجانك على حاله ونظاراتك الى جانب الجريدة ورائحة عطرك على كرسيك وحكمة كلماتك في اذهاننا . يا من اهديتنا اسمك فامسكت بيدنا خوفا علينا واحسنت تربيتنا وغرست حب الخير في قلوبنا..
وفي تلك اللحظة عندما وجدناك راحلا عن هذه الدنيا بكيناك شوقا ونحن على يقين انك تشق الطريق نحو الحق لتلتقي برب الحياة . سلمت الروح بابتسامة هادئة وقدمت وزناتك الكبيرة لتتمجد مع الخالق .
بابا حملت صليبك على الأرض ولم تهرب منه بل أعلنت حقيقة الرب في حياتك وقبلتها .
ولما خسرت ابنيك طوني ومن ثم ايلي وهم في ريعان شبابهم بقيت السند والصخرة لعائلتك ولكل من عرفك والتجأ إليك، لم تفارق الضحكة يوما وجهك لانك المؤمن بمشيئة الرب معتبرا أن الالم تحد يظهر مقدار حب الله لك .
وتبقى يا بابا رسالة شكر وتقدير رسالة امتنان وعرفان
ايا ايها العصامي رجل المهام والاخلاق والشجاعة والعنفوان والنجاح والكرم وصاحب العقل المدبر والحكمة المتزنة .
سيبقى غيابك يا بابا في حياة ابنك وابنتيك قصة وجع لا تنتهي وستبقى جلساتك وضحكتك وكلماتك قصة حب في حياة أحفادك الذين اشتاقوك.
وها هي امي التي لم تخبرها كيفية العيش بدونك الا انها عزمت أن تبقى المرأة القوية والوفية والأمينة والعادلة لغيابك الحاضر .
وبمقدار ما يكبر الالم ، بهذا المقدار يصل إلى الصليب ليفجرمن خلاله القيامة ولاننا أبناء الرجاء، لن نقول لك وداعا يا بابا بل الى اللقاء
المسيح قام حقا قام
الكاتب: المحامية جورجينا يوسف عسال