خاص ـ سفير الشمال
يستمر التيار الوطني الحر في مساعيه الرامية الى وضع يده على شركة كهرباء قاديشا بهدف تحقيق مكاسب سياسية وإنتخابية، وذلك ضمن مخطط بات واضح المعالم لجهة تحقيق سيطرة ″برتقالية″ على بعض المفاصل الأساسية في الفيحاء من بلديات ومؤسسات ودوائر وصولا الى بعض المجموعات المشاركة في الثورة والتي بات يُستخدم معها صيغة الترغيب بالمال والخدمات، والترهيب بالأمن والقضاء.
بات واضحا أن التيار الوطني الحر يصرّ على الامساك بكامل مقدرات شركة كهرباء قاديشا من خلال الهيمنة على مجلس الادارة عبر تعيين نائب رئيس ـ أمين سر لديه صلاحيات شبه كاملة من رئيس مجلس الادارة المهندس كمال الحايك الذي يقف عاجزا أمام التوسع العوني الممتد من كهرباء لبنان الى كهرباء قاديشا.
تشير المعلومات الى أن إجتماعا من المفترض أن يُعقد اليوم لمجلس إدارة كهرباء قاديشا برئاسة الحايك، وأن الاتجاه هو لتعيين كريم سابا (المحسوب على التيار البرتقالي) في منصب نائب الرئيس ـ أمين السر، وذلك كسرا للتوازن الطائفي وخلافا للعرف الذي يقضي بأن يكون هذا المنصب من حصة الطائفة السنية، حيث لطالما شغلة المهندس سامر دوغان (سني من بيروت) وخلافا للقوانين التي تشدد على ضرورة أن يكون شاغل هذا المنصب مهندس، في حين أن سابا ليس مهندسا، ويسعى داعموه الى تأمين مخصصات مالية له كونه ليس لديه عمل (بحسب بعض الأعضاء) ما يشكل فضيحة إضافية تتعلق بهدر المال العام من دون وجه حق.
وسبق أن قدم العضو السني طارق عبدالله إستقالته من مجلس إدارة قاديشا إحتجاجا على ضغط التيار الوطني الحر للاستيلاء على موقع نائب رئيس مجلس الادارة وتجيير صلاحياته لكريم سابا (من قضاء الكورة) وتجاهله أن منصب نائب الرئيس ـ أمين السر في مجلس إدارة قاديشا يشغله العضو السني في مجلس الادارة، معتبرا أن في ذلك “هرطقات” قانونية غير مقبولة، ورافضا بالتالي هدر المال العام والصفقات المشبوهة والتوظيفات الانتخابية للفريق البرتقالي الذي ينادي بالإصلاح ويمارس الفساد إلى أقصى الحدود وبوقاحة موصوفة.
لا شك في أن التيار العوني يريد اليوم إستغلال عدم وجود عضو سني في مجلس الادارة للضغط على الحايك لتجيير هذه المنصب لكريم سابا، علما أنه مع سفر مدير قاديشا المهندس عبدالرحمن مواس تم بنفوذ عوني أيضا تكليف رئيس المصلحة الادارية ماريو شديد من قبل التيار للقيام بمهامه، وهو أيضا ليس مهندسا ما يجعل هذا التكليف مخالفا للقوانين، علما وبحسب المطلعين أن شديد “بحقه إخبار بتهم فساد”، فكيف لموظف ليس مهندسا ويخضع لمساءلة قضائية أن يقوم مقام مدير قاديشا؟.
كل الأنظار تتجه الى إجتماع اليوم، حيث تشير المعلومات الى أن الاستهجان لدى بعض أعضاء مجلس الادارة على هذا السلوك ومنطق الاستقواء السياسي قد بلغ مداه، وهم قد يتجهون الى الاستقالة بما يُفقد مجلس الادارة ميثاقيته، في وقت يؤكد متابعون أن تعيين كريم سابا والامعان في ضرب الموقع السني في مجلس إدارة قاديشا، سيكون له تداعيات طرابلسية خطيرة، خصوصا في ظل تنامي الغضب على تيار الوطني الحر والذي ترجم قبل أيام بمنع محافظ الشمال من البقاء في مكتبه في سراي طرابلس.
مواضيع ذات صلة: