فاجأ مدير مدرسة الكرملية في القبيات الأب هياف فخري الكادر التعليمي في المدرسة بمبادرة لافتة لمناسبة عيد المعلم، حيث قام بزيارة الأساتذة في منازلهم لمعايدتهم وتقديم قالب الحلوى الرمزي للمناسبة متحديا بذلك الحجر المفروض بسبب “فيروس كورونا” الذي حال هذا العام دون الاحتفال بالمناسبة.
وللغاية جاب الأب هياف فخري منازلَ هيئته التّعليميّة مهنّئًا أساتذته بعيد المعلّم .
وقد كتب أحدهم قائلا: مَن قالَ إنّ وباء كورونا الخطير سيجعله بعيدًا عن معلّميه ومعلّماته يوم عيد المعلّم ؟
إنّه الأب الكرمليّ الأب هيّاف فخري ، الّذي قامَ بمبادرةِ مع مسؤولي الأقسام محطّمًا البُعد الاجتماعيّ المفروض من قبل الحجر الصّحّيّ ، وزارَ معلّميه ومعلّماته ليهنّئهم بعيدهم عربون شكرٍ وامتنانٍ لرسالتهم التّعليمية، ومن خارج منازلهم تقدّم منهم بخطى إنسانيّة، والإبتسامة ترتسمُ ملء عينيه.
إنّه ذاك الأب الّذي عرفتُه ينحني للصّغير قبل الكبير ، يزرع في نفوس معلّميه التّعاون والرّوح الجماعيّة الّتي تشكّل قوّتُها سدًّا منيعًا أمام المصائب والمشقّات.
رغم الأيّام السّوداء الّتي تخيّم على وطننا نجدُ راهبات رهبانا وآباءَ ، يزرعون الأملَ وسط الألم ، يبنون النّفوسَ من جديد ، تلك النّفوس الّتي وصلت إلى حدّ الإنهيار ، فهم ينشدون الفضيلةَ في كلّ آنٍ وكلّ مكانٍ .
ففي هذه الظّروف الصّعبة، ما أجملَ أن نجدَ جماعاتٍ دينيّةً تعملُ على النّهوض بالإنسانِ ، ولكن الأجملَ أن نجدَ أيضًا جماعاتٍ علمانيّةً تبثُّ نفحةَ المساعدة وروحَ الإيجابيّة في لبناننا.
يكفينا فخرًا أنّ يكون لدينا أساتذةٌ رسلٌ يبنون النّفوسَ والعقول، ويعدّون نشئًا صالًحًا لوطنٍ لا بدّ له من التّعافي يومًا .
فكلّ عيد معلّم وأنتم بخير ، وأنتم منارة العقول .
مواضيع ذات صلة: