يتجه لبنان نحو مرحلة جديدة من جائحة فيروس كورونا: مرحلة اللقاحات. فبعد سنة عصيبة بدأت عقب تسجيل الإصابة الأولى بالفيروس، انطلقت حملة التلقيح الجماعية منتصف شباط الفائت مع وصول جرعات من لقاح “فايزر-بيونتيك” الأميركي-الألماني.
ومع إفساح المجال أمام الشركات الخاصة، يُتوقع أن تشهد سوق اللقاحات ازدهاراً في الأسابيع المقبلة، لا سيما بعد إصدار إذن الاستخدام الطارئ للقاح “سينوفارم” الصيني. وفي تغريدة له أمس، كشف السفير الصيني وانغ كيجيان أنّ بلاده ستتبرع بخمسين ألف جرعة من “سينوفارم”.
الإمارات الأولى
سارعت الإمارات في كانون الأول الفائت إلى إعطاء الإذن باستخدام “سينوفارم” الذي ينتجه معهد بكين للمنتجات البيولوجية، لتكون الدولة العربية الأولى التي تقدم على هذه الخطوة. وبحسب تقرير نشرته مجلة “ذا ناشيونال” الإماراتية، أعطت الإمارات ما يزيد عن 6 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا، شكّل “سينوفارم” القسم الأكبر منها. وعلى عكس غيره من اللقاحات، لم تنتشر مجموعة “سينوفارم” بيانات المرحلة التجريبية الثالثة في مجلة طبية.
هل هو فعال؟
تشير الاختبارات في الإمارات إلى أنّ اللقاح كان فعالاً بنسبة 86% لجهة الوقاية من الإصابة بالفيروس، وذلك وفقاً لتجارب المرحلة الثالثة (شملت 31 ألف شخص).
ووفقاً لتقرير “ذا ناشيونال” فإنّ الشركة المنتجة لـ”سينوفارم” عدّلت النسبة لتصبح 79.34% بعد صدور بيانات إضافية. وفي السياق نفسه، نفى مسؤولون إماراتيون وجود دليل “حتى الآن” يشير إلى الإصابة بمرض خطير بعد تلقي اللقاح.
من جهتها، أوضحت الباحثة الرئيسية للتجارب السريرية للقاحات والمديرة الطبية التنفيذية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتورة نوال الكعبي، أن اللقاح فعال بنسبة 100% في ما يتعلّق بالأمراض الخطيرة، مبينةً أنّ أحداً من متلقي اللقاح دخل إلى العناية الفائقة أو توفي. وشرحت الكعبي أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس بعد تلقي جرعتيْ اللقاح لم يعانوا من أعراض أو عانوا من أعراض خفيفة.
ماذا عن السلالات الجديدة؟
تشير دراسة حديثة إلى أنّ فعالية “سينوفارم” تنخفض في مواجهة سلالة جنوب أفريقيا. وانغ هوي، المديرة العامة لمجموعة الصين الوطنية للتكنولوجيا الحيوية التابعة لمجموعة “سينوفارم”، إنّ الشركة تخطط لتطوير وإنتاج لقاحات تحمي من سلالات متعددة.
كم تبلغ فترة الحماية التي يوفرها اللقاح؟
تشير تقديرات السلطات الإماراتية إلى إنّ جرعتيْ اللقاح قد توفران مناعة لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر. إلاّ أنّ الدكتورة سالي محمود، وهي مديرة مختبر في شركة مختبرات Biogenix قالت إنّ بعض متلقي اللقاح ظلوا يمتلكون أجساماً مضادة للفيروس لمدة 8 أشهر بعد الجرعة الثانية.
في المقابل، سُجّل انخفاض في الأجسام المضادة لدى بعض متلقي اللقاح، بعد شهريْن من الحصول على الجرعة الثانية. هل من أعراض جانبية؟ لم تركز أي دراسات منشورة على آثار “سينوفارم” الجانبية.
كيف يعمل “سينوفارم”؟
يحتوي اللقاح على فيروس “سارس كوف-2” معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر. ويظل غلاف هذا الفيروس كما هو، وأثناء الحقن، يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس، بحسب تقرير لقناة “الجزيرة”.
ماذا عن سعره؟
يقول تقرير “الجزيرة” إنّ سعر “سينوفارم” ليس واضحاً حتى الآن، لافتاً إلى أنّ سعر الجرعة الواحدة قد يتراوح بين 30 و75 دولاراً.
مواضيع ذات صلة: