كشف تقرير لوكالة “رويترز” للأنباء، الجمعة 26 شباط 2021، عن قائمة لمجموعة من المسؤولين السعوديين، يرجَّح أن يكونوا من أبرز المسؤولين عن مقتل الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، بقنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، وذلك على خلفية تأكيد تقرير للمخابرات الأميركية نُزعت عنه السرية، أنَّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية للقبض على خاشقجي أو قتله.
وفي عام 2019 سجنت السعودية ثمانية أشخاص بين سبعة أعوام و20 عاماً، فيما يتعلق بمقتل خاشقجي، كما حددت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، في تقرير صدر عام 2019، هويات 11 شخصاً يخضعون للمحاكمة، استناداً إلى معلومات من مصادر حكومية مختلفة.
ونقرأ في هذا التقرير، نبذة عن بعض هؤلاء المحتجزين أو ممن يخضعون للمحاكمة أو المُقالين في السعودية فيما يتصل بقضية خاشقجي، بناء على تقارير وسائل إعلام وصور إضافة إلى معلومات من مسؤولين ومصادر:
سعود القحطاني ، أقيل سعود القحطاني، الذي يعتبر الذراع اليمنى لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من منصب مستشار بالديوان الملكي، وهو أكبر شخصية ضالعة في الواقعة.
استجوب النائب العام، القحطاني لكن لم توجه إليه تهمة.
وبدأ القحطاني العمل بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وترقى حتى أصبح كاتم أسرار في الدائرة المقربة للأمير محمد بن سلمان. وقالت المصادر التي تربطها صِلات بالديوان الملكي، إنه كان يتحدث كثيراً نيابة عن ولي العهد، وكان يصدر أوامر مباشرة لمسؤولين كبار، بينهم مسؤولون في أجهزة الأمن.
وبحسب مصادر قريبة من خاشقجي والحكومة، حاول القحطاني استمالة الصحفي ليعود إلى المملكة بعدما انتقل إلى واشنطن قبل عام؛ خشية التعرض لأعمال انتقامية، بسبب آرائه.
وقال مسؤولون سعوديون، إن القحطاني خوّل لأحد مرؤوسيه، وهو ماهر مطرب، تنفيذ ما قال إنه كان يُفترض أن يكون تفاوضاً على عودة خاشقجي إلى المملكة.
واستخدم القحطاني تويتر لمهاجمة الانتقادات الموجهة للمملكة بشكل عام وللأمير محمد بشكل خاص. واستخدم تويتر أيضاً ليهاجم المنتقدين، وأدار مجموعة على تطبيق واتساب مع رؤساء تحرير صحف محلية؛ ليملي عليهم نهج الديوان الملكي.
فوي سلسلة تغريدات على تويتر في آب 2017، طالب فيها متابعيه الذين يبلغ عددهم 1.35 مليون، بالإشارة إلى حسابات لضمّها إلى قائمة سوداء لمراقبتها، كتب القحطاني: “وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟ أنا موظف ومنفذٌ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين”.
وقال مكتب النائب العام، إن أمراً صدر بمنع القحطاني من السفر وإن التحقيقات مستمرة بشأن دوره، لكن أربعة مصادر من منطقة الخليج قالت لـ”رويترز”، هذا الأسبوع، إنه ما زال حراً طليقاً ويواصل عمله بشكل سري.
أحمد عسيري, أحمد عسيري، النائب السابق لرئيس الاستخبارات العامة، أحد الذين أقالهم العاهل السعودي الملك سلمان. وقال مكتب النائب العام، إنه هو من أمر بعملية إعادة خاشقجي للمملكة ولكن لم يأمر بقتله.
إذ قالت السلطات في وقت لاحق من عام 2019، إن القضاء برّأ ساحته؛ لعدم كفاية الأدلة.
كما تفيد تقارير، بوسائل إعلام سعودية، بأنه انضم إلى الجيش في 2002، وكان متحدثاً باسم التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخَّل في الحرب الأهلية باليمن في عام 2015. وعُيِّن عسيري نائباً لرئيس الاستخبارات بموجب مرسوم ملكي في أبريل/نيسان 2017.
ماهر مطرب, بحسب مسؤول سعودي كبير، كان العقيد ماهر مطرب، مساعد القحطاني لأمن المعلومات، المفاوضَ الرئيسي داخل القنصلية. وقال تقرير الأمم المتحدة، إن مطرب ضالع في التخطيط للعملية قبل أيام من وقوعها، وإن هناك تسجيلاً له يشير فيه إلى خاشقجي بـ”خروف العيد”.
ومطرب هو ضابط مخابرات كبير وأحد عناصر الفريق الأمني للأمير محمد. وقد ظهر مع الأمير في صور التُقطت خلال زيارات رسمية للولايات المتحدة وأوروبا هذا العام.
كما ذكر المسؤول السعودي، أن الاختيار وقع على مطرب، من أجل عملية إسطنبول؛ لأنه كان يعرف خاشقجي بالفعل، إذ عمِلا معاً بالسفارة السعودية في لندن.
وقال المسؤول، إن مطرب كان يعرف خاشقجي جيداً وكان أفضل من يمكن أن يقنعه بالعودة.
صلاح الطبيقي, الطبيقي خبير في الطب الشرعي بقسم الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية السعودية، وذلك وفقاً لسيرة ذاتية على الإنترنت من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
في عملية إسطنبول، قال المسؤول السعودي، إن دور الطبيقي كان إزالة الأدلة مثل البصمات أو ما يدل على استخدام القوة.
وقال تقرير الأمم المتحدة، إن الطبيقي لا يبدو عضواً أساسياً في الفريق الذي نفذ عملية قتل خاشقجي، لكن تم تكليفه خصوصاً للتخلص من الجثة.
مصطفى المدني, قال المسؤول السعودي الكبير، إن مصطفى المدني قاد الجهود المخابراتية بالفريق المؤلف من 15 شخصاً في إسطنبول.
بحسب المسؤول فقد ارتدى “المدني” ملابس خاشقجي ووضع نظارته وساعته الأبل، وغادر من باب القنصلية الخلفي؛ في محاولة لإظهار أن خاشقجي غادر المبنى.
وقال تقرير الأمم المتحدة، إن وجوده للقيام بدور شبيه خاشقجي يشير إلى أن عملية القتل كانت مدبرة. وأشار التقرير إلى أن “المدني” يحمل رتبة عقيد ويعمل في القصر الملكي.
محمد العتيبي, محمد العتيبي هو القنصل السعودي العام في إسطنبول. وسمح العتيبي لـ”رويترز” بالتجول داخل القنصلية بعد أربعة أيام من مقتل خاشقجي، وفتح خزانات الملفات، وأزاح الألواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء؛ في محاولة لتأكيد عدم وجود خاشقجي داخل المبنى.
ونشر تقرير محققة الأمم المتحدة محادثات مسجلة للعتيبي مع مسؤولين سعوديين آخرين، قبل أيام من مقتل خاشقجي، ناقش فيها “مهمة بالغة السرية”.
وغادر العتيبي إسطنبول بعد عشرة أيام، ولم ترد عنه أخبار منذ ذلك الحين. وقال مساعد النائب العام السعودي عام 2019، إن العتيبي أُفرِج عنه بعد استجوابه.
وطبقاً لتقرير الأمم المتحدة، فإن من بين الأعضاء الآخرين فهد شبيب البلوي ووليد عبدالله الشهري، والاثنان عضوان بالحرس الملكي السعودي، وتركي مسرف الشهري وهو ضابط مخابرات، وقد خضعوا للتحقيق.
والثلاثة ضمن عشرة مسؤولين سعوديين وردت أسماؤهم في التقرير بأنهم كانوا في القنصلية وقت تنفيذ عملية القتل.
فيما ذكرت تقارير، أن محمد سعد الزهراني وسيف سعد القحطاني اللذين كانا أيضاً في القنصلية وقت القتل رهن المحاكمة.
كما وردت في التحقيق اسم منصور عثمان أبا حسين الذي كان في مقر إقامة القنصل، إضافة إلى مفلح شايع المصلح أحد موظفي القنصلية.
مواضيع ذات صلة: