عُقد لقاء تشاوري لجمعيات طرابلس وضواحيها بمشاركة نحو 36 جمعية في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، وذلك بهدف توحيد الجهود في مواجهة الأزمات التي تعصف بهذه المنطقة التي تعاني حرمانا وإهمالا مزمنين، وتأمين الجهوزية الكاملة لأي عمل يمكن القيام به سواء على الصعد الاجتماعية أو الاغاثية أو الميدانية.
النشيد الوطني بداية، ثم رحب عضو الهيئة التأسيسية للقاء حسام بزال بالحضور، مؤكدا أننا نجتمع من أجل البحث في كيفية إنتشال طرابلس من واقعها المرير ومساعدة أهلها على مواجهة الأزمات، لافتا الى أن طرابلس مليئة بالشباب الذين يملكون روح الاندفاع والعطاء والبذل والتفاني في محبة الخير والمساعدة، مشددا على أننا سنكون الى جانب الدولة ومؤسساتها للنهوض بطرابلس لتكون العاصمة الثانية فعلا لا قولا.
وإستنكر بزال عمليات إحراق وتخريب مؤسسات المدينة من السراي الى المحكمة الشرعية الى بلدية طرابلس، مؤكدا أن إبن طرابلس لا يحرق مؤسسات مدينته، وبالتالي على المعنيين الاسراع في كشف حقيقة ما جرى وإعلان نتائج التحقيقات.
ثم عرض بزال لأهداف اللقاء، مؤكدا أنه لقاء مستقل، وهو يعتمد سياسة اليد الممدودة للجميع لأن الهدف الأساس هو خدمة طرابلس وإنقاذ أهلها.
ثم ألقى منسق اللقاء وفيق إبراهيم كلمة شدد فيها على ضرورة تضافر جهود الجمعيات لتلعب دورها الايجابي في طرابلس في ظل الفراغ الحاصل، وضعف حضور المجتمع المدني، مشيرا الى أن في طرابلس طاقات وخبرات في العمل الاجتماعي تستطيع أن تقدم من خلال علاقاتها المحلية والدولية الكثير من الخدمات التي تحتاجها المدينة بما يرفع صفة الحرمان عنها، مستنكرا إحراق بلدية طرابلس التي نقف الى جانبها كمؤسسة محلية تقع على عاتقها مسؤولية التنمية والانماء، ومؤكدا أننا جميعا في أي موقع كنا، ومهما كان إختصاصنا جنود من أجل خدمة طرابلس.
وأكد إبراهيم أن هذا اللقاء هو تشاوري وهذا إجتماعه الأول لكننا نطمح الى تشكيل إتحاد جمعيات طرابلس وضواحيها وهي الميناء، القلمون، البداوي ووادي النحلة، لافتا الى أنه سيصار الى تشكيل هيئة تأسيسية لمدة ثلاثة أشهر إستعدادا لاجراء الانتخابات وتشكيل هيئة إدارية تكون قادرة على التعاطي مع كل المؤسسات الرسمية وفي مقدمتها البلدية التي نحرص على وجودها ونتطلع الى التعاون مع رئيسها ومجلسها في كل النشاطات والأعمال.
وجدد إبراهيم التأكيد على أن هذا اللقاء إنعقد إنطلاقا من حس وطني ومديني من أجل خدمة طرابلس، وهو لا يمت الى السياسة بصلة، مشددا على التعاون مع كل الهيئات محليا ودوليا ومع الطرابلسيين المغتربين من أجل تأمين ما أمكن من مساعدات لهذه المدينة التي سنحمل مطالبها وهمومها وسنتحرك من خلال الاعتصامات أو التظاهرات لرفع صوت أهلها والمطالبة بحقوقهم.
وبعد سلسلة مداخلات من رؤساء وممثلي الجمعيات المشاركة، إنضم الى اللقاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق الذي ألقى كلمة حيا فيها الجهود التي أثمرت عن إنعقاد لقاء الجمعيات، لافتا الى أنه عمل كبير ومثمر، خصوصا أن البلدية التي تعاني الكثير تحتاج الى دعم كل أبناء المدينة لكي تقوم بالدور المنوط بها، ومؤكدا أن البلدية تفتح ذراعيها للقاء الجمعيات وهي حاضرة لكل تعاون يصب في مصلحة المدينة وأهلها.
بعد ذلك، تم التوافق على عقد لقاءات متلاحقة لتنظيم عمل الجمعيات ووضع خطة إستراتيجية للمرحلة المقبلة.