في وقت لا تزال فيه كل المحركات الحكومية الداخلية مطفأة، تشخص الابصار نحو العاصمة الفرنسية وما سيرشح عنها من مواقف تستكمل مبادرة قصر الصنوبر.
الى ذلك، وفيما افادت معلومات ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور لبنان الشهر المقبل، يبدو ان الآمال التي علّقتها مختلف الاطراف السياسية على التغيير في الادارة الاميركية لن تؤتي نتائجها المرجوة.
فإدارة بايدن المنشغلة بترميم الانقسام الداخلي واعادة لمّ شمل البيت الاميركي، يبدو انها سلمت الفرنسيين بالكامل الملف اللبناني.
الى ذلك، وبحسب مصادر ديبلوماسية مطلعة على سير الملف الحكومي، فإنّ فرنسا أدخلت لبنان كورقة تفاوض مع إيران على برنامجها النووي. الأمر الذي كان قد لمّح اليه الرئيس الفرنسي بعد اتصال اجراه مع نظيره الاميركي جو بايدن.
اذاً، وعلى الرغم من اتفاق الاميركيين والاوروبيين لا سيما الفرنسيين على ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات لما يمثله من موقع جغرافي على ساحل المتوسط، بات واضحاً ان اية مبادرات خارجية ستربط الحل في لبنان بمسار المفاوضات بين طهران وواشنطن. هذا خارجياً. كما اشارت المعلومات الى ان التلويح بالعقوبات الاوروبية على المسؤولين قد لا يوصل الى النتائج المطلوبة، خصوصا وان العقوبات الاميركية لم تؤثر بالطبقة السياسية.
الا انه وبالنسبة للفرنسيين، وفي معزل عن اية حلول يمكن التوصل عبرها لتشكيل حكومة في لبنان، يبقى الاهم في تركيية هذه الحكومة وان تكون ذات مصداقية، قوامها اختصاصيون قادرون على وضع خطط اصلاحية وتنفيذها من اجل استعادة ثقة المجتمع الدولي، ما ينعكس جذباُ للرساميل والاستثمارات مجدداً الى لبنان الامر الذي سيساعده في النهوض من كبوته الاقتصادية.
اما داخلياً، وفيما لا يزال العمل جارٍ على تذليل العقبات الموضوعة امام تشكيل الحكومة، تؤكد المعلومات انه لا حلّ على الأقلّ قبل عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جولته الخارجية.
فبناء على ما سيحمله في جعبته من مواقف سيتحدد مسار تأليف الحكومة ومصير البلاد. الاّ انه وبحسب المصادر عينها، فإنّ مرونة الرئيس المكلف وطريقة مقاربته للملف الحكومي على ضوء نتائج جولته الخارجية تبقى اساس الحل.
اذاً، يبدو ان الفرنسيين اقتنعوا بأن تشكيل الحكومة في لبنان لا سيما في هذا الظرف يجب ان يكون بالاتفاق بين جميع القوى السياسية. فهل تقتنع هذه القوى بضرورة ايلاء المصلحة العامة الاولوية ام انها ستستمرّ في عنادها وتطيح بالبلاد والعباد؟
مواضيع ذات صلة: