عندما يغضب ميقاتي لطرابلس!..

خاص ـ سفير الشمال

نشر الرئيس نجيب ميقاتي طمأنينة كانت مفقودة في نفوس كثير من أبناء طرابلس المتخوفين على مدينتهم المستهدفة بالحرق والفوضى، والمربكين من إهمال الدولة ومن ضيق الحال في ظل أزمات إجتماعية وصحية تتطلب الكثير من الامكانات غير المتوفرة.

عبر ″الجديد″ أطل ميقاتي في حوار مع الزميلة سمر أبو خليل، كان بمثابة تأكيد على إستمرارية عهده وإلتزامه مع الطرابلسيين مهما بلغت الصعوبات، وبأنه ستكون وراءهم زعامة سياسية لن تسمح بعد الآن بتجاوز الخطوط الحمر كما حصل ليل أمس الأول، وستكون في مواجهة كل من تسول له نفسه إستهداف المدينة وناسها ومؤسساتها أو العبث بأمنها، ولو أدى ذلك الى تغطية تقصير الأجهزة الأمنية في حال حصل ذلك لأي سبب من الأسباب.

يصرّ ميقاتي على أن حماية طرابلس وأهلها والتصدي لأي مخطط يستهدفها هو من مسؤولية الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية، وفي ذلك رسالة ميقاتية واضحة لمن يعنيهم الأمر، بأن ما شهدته طرابلس من إعتداءات في ظل بعض التراخي الأمني لا يجوز أن يتكرر، لأنه قد يؤدي الى نتائج سلبية ترفضها الفيحاء المتمسكة بالدولة والقانون والتي ستبقى كما هي بعنفوانها وتنوعها وإنفتاحها، ولن تكون بأي شكل من الأشكال ″قندهار″

في إطلالته التلفزيونية، وضع ميقاتي كثيرا من النقاط على الحروف، وبدد كثيرا من الهواجس الطرابلسية التي تدرك بأن جمعية العزم والسعادة الاجتماعية تسد عجز الدولة في قطاعات مختلفة، لكن هذه المرة واجه بعض الاتهامات والافتراءات بثقة كاملة، متحديا أن يكون هناك “شخص قصد مراكز العزم للرعاية الصحية والاجتماعية وطلب مساعدة أيا كان نوعها ولم تتم مساعدته”، مؤكدا إلتزامه بالدفاع عن طرابلس وبخدمة أهلها، وذلك بقدر الامكانات المتاحة، لأنه مهما بلغ حجم وإمكانات الجمعية فإنها لا يمكن أن تحل مكان الدولة التي يجب أن تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها في أي مدينة أو منطقة كانوا.

تحدث ميقاتي بنبرة عالية غير مسبوقة تنم عن غضبة لطرابلس التي ينشد لها الأمن كما هو حال سائر المناطق، ويريد للدولة أن تدخلها ليس بالعسكرة فقط، وإنما بالانماء والمشاريع والاهتمام وتقديم المساعدات، ويسعى الى أن تلعب العاصمة الثانية دورها كرأس في المعادلة السياسية اللبنانية والى أن تترجم تنوعها تنافسا على خدمة الناس وتأمين مصالحهم.

يحرص ميقاتي على إستيعاب ثوار طرابلس الذين رفض إتهام أي منهم في أعمال الشغب، مؤكدا بأنهم خط دفاع أول عن مدينتهم وأنه لا يمكن لأحدهم أن يقدم على حرق بلدية تقدم له الخدمات أو محكمة يعود إليها في كل شؤونه الشرعية، وبالتالي فإن من قام بهذا العمل المشين لا يمت الى طرابلس ولا الى عاداتها وتقاليدها بصلة.

كما يصر إبن طرابلس على مواجهة الافتراءات بمزيد من العمل والعطاء، وهو ما قام به قبل أيام حيث طلب من مراكز العزم الصحية والاجتماعية تمديد دوام العمل حتى السابعة مساء لتقديم أكبر عدد من الخدمات للمواطنين، في حين تشير مصادر جمعية العزم الى أن هذه الخدمات ستتطور مع تطور الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا لتشمل أكبر شريحة من المواطنين.


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal