الجيش اللبناني نفذ مهمات غير مسبوقة.. هذا ما كشفه رئيس هيئة الجيوش الفرنسية

خلال الشهرين الأخيرين من العام المنصرم، زار رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوانتر François Lecointre لبنان مرتين. في الزيارة الأولى، حمل إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون وسام الشرف وقلّده إياه على متن الفرقاطة الفرنسية Aconit. وفي الثانية، التقى لوكوانتر العماد عون مرة جديدة. فما هو هدف هذه الزيارة، وما الرسائل التي حملتها؟ وكيف تنظر فرنسا إلى أداء الجيش في الظروف الصعبة التي عاشها لبنان، وهل يستمر دعمها للجيش؟

في حديث حصري لمجلة “الجيش”، أكّد لوكوانتر أنّ زيارته “تنطوي على عدة رسائل للبنانيين وللجيش ولقوات بلاده ضمن اليونيفيل”. القائد الفرنسي الذي أعرب عن إعجابه بالعمل الذي ينجزه الجيش كل يوم، متوقفًا عند تدخله الفعال في جميع أوجه إدارة الأزمة الناجمة عن انفجار المرفأ، اعتبر تكريم العماد عون تكريمًا للمؤسسة العسكرية بأكملها، مؤكدًا أنّ فرنسا ستواصل دعمها للجيش.

ولدى سؤاله عن هدف زيارته إلى لبنان يومـي 22 و23 كانون الأول الفائت وعن الرسالة التي أراد إيصالها إلى اللبنانيين وقوات اليونيفيل والجيش، قال لوكوانتر: “كان الهدف إعادة التأكيد على الاهتمام الذي أبداه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون تجاه لبنان.

في هذا السياق، كان من المهم إظهار دعمنا للجيش، وهو لاعب رئيس في أمن بلد الأرز واستقراره. وهذه هي الرسائل التي نقلتها إلى قائد الجيش العماد جوزاف عون. في ما يخص القوات الفرنسية في اليونيفيل، إنّ مشاركة الجيوش الفرنسية في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان هي دليل ملموس آخر على مساهمة فرنسا في أمن البلاد واستقرارها، وبالتالي في أمن المنطقة بأكملها. كما أنّ احتراف الجنود الفرنسيين والتزامهم، والدور الخاص الذي تؤدّيه القوات المسلّحة الفرنسية، هي عوامل رئيسة في صدقيّة قوات الأمم المتحدة. إنّ التعاون العملاني بين هذه القوات والجيش يمثّل أحد أهم عوامل نجاحها، وهو ما يقوم به الجنود الفرنسيون يوميًّا.

وأضاف: “وفي ما يتعلق بالجيش، أودّ أن أعرب له عن إعجابي بالعمل الذي ينجزه كل يوم والاحترام الذي يوحي به للسكان. أدركُ أنّ الجيش يتعرض لضغوط عملانيّة كبيرة، لا سيما وأنّ البلاد غارقة في أزمة اقتصادية ومالية عميقة تُسبّب التوتر وتؤثر في الاستقرار. في هذا الإطار، يعمل الجيش بفاعلية وبشكل خاص ضد التهديد الإرهابي ذي الإلهام الجهادي. إنّ التفكيك الأخير للخلايا النائمة يوضح هذا الالتزام الذي تمّ دفع ثمنه بالدم. أُحيّي ذكرى شهداء الجيش الذين سقطوا في ساحة الشرف”.

على صعيد تقييم أداء الجيش في المواقف الحرجة التي عاشها لبنان العام الفائت، قال لوكوانتر: “كانت المهمات التي نفّذها الجيش في العام المنصرم لافتة للنظر، إذ وَجَبَ عليه أن يتعامل مع زيادة غير مسبوقة في عدد المهمات بشكلٍ متزامن من دون أن يفشل، لا سيما غداة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي. ساهم الجيش بصورةٍ مثالية في ضمان استمرار عمل أجهزة الدولة اللبنانية من خلال التدخل الفعال في جميع أوجه إدارة هذه الأزمة”.

في ما يتعلق بتكريم العماد عون ومنحه وسـام جوقـة الشـرف برتـبـة ضابـط، علّق لوكوانتر بالقول: “هذا الوسام مكافأة لرجل هو العماد جوزاف عون، بوصفه قائدًا عسكريًّا يتمتع بصفات إنسانية وأخلاقية عظيمة. لقد تمّ تحقيق تقدّم نوعي تحت قيادته بشكل غير مسبوق، على صعيدَي الأداء العملاني وتماسك الجيش. نحن نكرّم أيضًا الشريك العسكري اللبناني، وهو شريك تَطوَّر تعاوننا الدفاعي معه إلى مستوى متقدم. أخيرًا، وإلى جانب المزايا الفردية، يكرّم هذا الوسام مؤسسةً عسكريةً بأكملها، أي الجيش الذي ينبغي الإشادة بالتزامه حماية أمن البلاد”.

وأضاف: “ما يميّز دعمنا للجيش هو الاستمرارية. تعرف قيادة الجيش أنّ بإمكانها الاعتماد على فرنسا في كل الظروف. فمنذ العام 2017، قدّمت فرنسا للمؤسسة العسكرية معدات تصل قيمتها إلى 60 مليون يورو مجانًا، وقد درّبت مئات الضباط والرتباء اللبنانيين في فرنسا ولبنان. واعتبارًا من العام 2015، نفّذت البحرية الفرنسية نحو 40 توقُّفًا في بيروت، ما يدل على ثقتنا بهذا البلد”، مؤكداً: “سيستمر دعمنا للجيش وتعزيز قدراته لأنّ ذلك يعني ضمان أمن البلاد واستقرارها”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal