نظم دار العلم والعلماء بالتعاون مع قطاع المرأة في تيار العزم، ومن خلال المنصة الدورية الذي اطلقها بإسم “ضيف وقضية”
حلقة نقاش وحوار بعنوان: “التخطيط والشراكة في الأزمات” وذلك يوم لثلاثاء في 19/1/ 2021، عبر تطبيق ZOOM.
استهل اللقاء رئيس مجلس ادارة دار العلم والعلماء د. عبدالرزاق القرحاني ، بكلمة ترحيبية قال فيها:
ها نحن اليوم نلتقي في رحاب المنصة الدورية “ضيف وقضية” التي أطلقناها لتتناول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وتنموية وعلمية وثقافية وبيئية.. بكل حرية وموضوعية…
نلتقي معكم يداً بيد لنساهم في بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية..
نلتقي لنرتقي.. ولنحقق معاً رؤية ورسالة نابعة من ايمان صادق وقناعة راسخة لن ولَم نوفر اَي جهد في سبيل تحقيقها..هذه الرؤية والرسالة، كانتا محطة إلتقاء وانسجام بيننا وبين معهد عريق، وعربي أصيل، حقق نجاحا مميزا في بناء القدرات البشرية وتقديم الخدمات الاستشارية والدعم المؤسساتي على مساحة الوطن العربي.. وإيماناً منا بأن المعرفة التي لا نُنميها كل يوم، تتضاءل يوماً بعد يوم،
كان هذا اللقاء المميز بضيفه وقضيته.
فالقضية قضية تخطيط وشراكة نحن بحاجة إليها في كل الأزمات والاستحقاقات. أما ضيفنا الكريم فهو بدر شع نُورُه.. تخطيطٌ وتدريبٌ ودراساتٌ واستشاراتٌ وبصمةٌ بيضاءْ في كل البلاد العربية…
انه صاحب الهمة والجدّية والإتقان واللمسة الفنية والكلام المقرون بالعمل، إنه الدكتور بدر مال الله مدير عام المعهد العربي للتخطيط، من دولة الكويت الشقيق. الذي سيحدثنا عن التخطيط والشراكة في الأزمات، والذي أراد أيضا، من خلال هذا اللقاء ان يعطينا نموذجا عن الشراكة والتخطيط. في كل الأعمال حتى ولو كان هذا العمل والنشاط لقاء للتداول والمناقشة..
فبادر مشكورا واصطحب معه أخوين كريمين متخصصين هما من أعمدة ذلك الصرح العربي والمعهد العريق لمشاركته في هذا اللقاء الذي سيزداد تألقا بحضورهما ومشاركتهما. عنيت بهما الدكتور وليد عبد مولاه من تونس الخضراء، والدكتور عوني الرشود من المملكة الأردنية الهاشمية.
ثم تحدث الدكتور بدر عثمان مال الله فإعتبر أن المعهد العربي للتخطيط يرتبط بلبنان ارتباطا عميقا خاصة أن لبنان بلد مؤسس لهذا الصرح. ونوه بالشراكة التي تمت في المرحلة المنصرمة بين المعهد العربي للتخطيط ودار العلم والعلماء وجمعية العزم والسعادة. والتي كان من ثمارها تنفيذ العديد من البرامج التدريبية بالاضافة الى الخارطة الاستثمارية التي انجزت العام الماضي قبيل الأزمة المستجدة في لبنان.
ثم تحدث عن بعض الإضاءات حول الموضوع المطروح في اللقاء، معتبرا أن الشراكة وإدارة الأزمات تكتسب أهمية خاصة في الظروف الاستثنائية.. حيث سبب الإنغلاق الاقتصادي (بسبب جائحة كورونا) زيادة في البطالة وانحسارا في العديد من المشاريع الصغيرة.
وعليه، ينبغي اعادة النظر بالنظم والشراكات واسلوب التعامل، خلال هذه الأزمة، حيث توقع الصندوق الدولي، أن النمو الاقتصادي لا يبدأ قبل منتصف العام 2021، كما أن معظم الدراسات تؤشر، أن ملامسة هذا النمو لا نستطيع تلمسه قبل العام 2022.
ثم تحدث عن التحديات التي تواجهنا، معتبرا انها كبيرة ونحتاج فيها لاعادة النظر في العديد من الأمور سواء كانت تعليمية او اسكانية او تشغيلية للقطاعات الانتاجية والاقتصادية المختلفة. وخاصة ان هذه التحديات جاءت في ظروف يعاني منه الاقتصاد العربي بتحديات قائمة واختلالات مزمنة وتشوهات هيكلية…
واعتبر ان موضوع هذا اللقاء ينقسم الى ثلاثة محاور: التخطيط الانمائي – الشراكة التنموية – إدارة الأزمات.
وقسّم التخطيط الانمائي الى قسمين: التنمية والتخطيط. معتبرا ان التنمية والتخطيط مرتبطان ارتباطا وثيقا لا انفكاك بينهما..
وأوضح مفهوم التنمية سواء كانت تنمية شاملة او تنمية متوازنة او تنمية مستدامة. معتبرا ان كل هذه المصطلحات هي تنمية. ويجب أن تكون رحلة حقيقية لأي مجتمع نحو الأفضل. تتحقق فيها طموحات وتطلعات المواطنين.. لأن أي تنمية لا تتحقق فيها الحرية والعدالة والمساواة، ليست بتنمية ولو تحدثت بها كل المؤسسات والاعلام.
واعتبر ان التنمية يجب ان تكون متوازية وعادلة، بمعنى أن لا تكون لصالح المدن على حساب الريف ولا ان تكون لصالح المناطق القريبة من العاصمة على حساب المناطق الأخرى. لأن التنمية الحقيقية هي بث الروح عند الجميع واشعارهم بأنهم يستطيعون الحصول على خدمات التعليم والصحة وفرص العمل والعيش الكريم والبنية التحتية.. والتمنية التي لا تنتقل بمعيشة الأفراد للأفضل ليست بتنمية أيا كانت الجهود المبذولة.. واكد ان القواعد الأساسية للتنمية هي التماسك الاجتماعي والوحدة والوطنية. ويجب أن تؤدي الى نظام مؤسسي مُحوكم…
كما اشار الى أن الموارد البشرية هي وسيلة مهمة للتنمية وهي ايضا هدفا اساسيا لها. وتحدث عن كيفية تقييم التنمية من خلال مجموعتين من المؤشرات:
1- مؤشرات خاصة بالتخطيط والخطط،
2- مؤشرات دولية…
وشرح باسهاب عن مفهوم التخطيط والحاجة الملحة له. معتبرا أن التخطيط ليس عملية عشوائية وليس مجرد نظم أو مؤسسة او إدارة او بشر… بل هو عملية متكاملة ومعقدة، وهي أكثر تعقيدا في فترة الأزمات. لأن التخطيط يتطلب إدارة تنموية فاعلة وادارة اقتصادية قادرة وموارد بشرية مؤهلة.. وقبل كل شيء تتطلب قناعة عند اصحاب القرار.. وينبغي أن يكون التخطيط شاملا، لأنه لا نستطيع أن نخطط لقطاع من دون آخر وبمعزل عن باقي القطاعات. وهو ايضا بحاجة لرؤية استراتيجية بعيدة الأمد.
واعتبر الدكتور مال الله، أن هذه المنظومة اذا بُنيت على أسس سليمة، تنظر الى هذه الخطة سواء كانت متوسطة الأجل او بعيدة الأمد، على أساس من التدفقات المالية التي توجهها السياسات وتحكمها التشريعات وتنفذها المؤسسات والموارد البشرية…
وأوضح ان الخطة يجب ان تكون لها مواصفات فنية عالية المستوى.. غالبا لا تتوفر في بعض الدول العربية وترتكز هذه المواصفات على أربعة قواعد أساسية: 1- أن يكون هناك نظام متكامل للحسابات القومية. 2- قواعد بيانية محدّثة عن الجميع وسوق العمل وحركة التجارة التجزئية. 3- نموذج للتوازنات الكلية. 4- الخارطة الإستثمارية….
وختم، معتبرا أن إطلاق القطاع الخاص ليس إعلانا سياسيا، بل يجب أن تتوفر فيه المتطلبات اللازمة لإنطلاقه. كي يكون فاعلا ومشغلا للعمالة الوطنية. ويكون محفزا للنمو ومكافحا للفساد، ومُحَوكما بطريقة جيدة.
من جهته ركز الدكتور وليد عبد مولاه في مداخلته على موضوع الشراكة المجتمعية بمعناها العريض وعلاقتها بالتخطيط الانمائي. واعتبر ان الشراكة الاجتماعية لعبت أدوارا هامة، وخاصة في الأزمات، حيث أن حشد كل الطاقات البشرية والمعنوية احد اعمدتها…
وأوضح عددا من النقاط التي تحكم الشراكة وتعطيها الصورة الأمثل: فتكلم عن مفهوم الشراكة الاجتماعية وعن العلاقات الجوهرية والمفصلية بين الشراكة والتخطيط واخيرا اعطى لمحة عن الأزمة والوضع اللبناني وآفاق الشراكة فيه.
وختم بأن لبنان كان وما زال يزخر بالجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لعبت ادوارا مهمة في كل المراحل التاريخية التي عصفت به. ولكن يجب على كل شراكة أن تعتمد على التفاعل الايجابي. وأن تكون تكاملية وليست تنافسية.
أما الدكتور عوني الرشود فقد حدد مداخلته في تسع نقاط وتحدث عن:
1ـ الأزمات وسماتها. 2- لماذا علينا أن نواجه هذه الأزمات؟. 3- دورة الأزمات. 4- المراحل التي تمر بها. 5- أهمية التخطيط في كل مرحلة من مراحل الأزات. 6- أنواع الأزمات واسبابها. 7- عوامل النجاح الأساسية التي ينبغي أن تتوفر للتعامل مع الأزمات. 8- أهم طرق المواجهة. 9- خطط التعامل مع الازمات.
وختم بأن نقطة البداية مع أي أزمة هو الفريق الذي يملك القدرات والمهارات والاحترافية. لتحقيق الهدف الأساسي وهو تسطيح الأزمة والتخفيف من تبعاتها من خلال التحرك السريع المقرون بالعقلانية وتعلم الدروس وعدم تكرارها. واعتبر أن في لبنان الأزمات متراكمة ومتعددة فمنها سياسية وأخرى مالية واقتصادية ونقدية…
ثم كانت مداخلات المشاركين الذين ساهوا في إثراء هذا الموضوع بعدد من االمقترحات والاستفسارات.