انتهت انتخابات الاتحادات الرياضية بلبنان التي جرت نهاية عام 2020 بمواعيدها وصدرت نتائجها، حيث فاز في معظمها تحالف احزاب السلطة وأبرزها التيار الوطني الحر، أمل والمستقبل مع رجال أعمال، ضد مستقلين واخصائيين من أبناء الألعاب بالإضافة إلى لاعبين محترفين من جهة ثانية، فلماذا يعتبر هؤلاء الفائزون خاسرين؟
بمجرد تحالف تلك الأحزاب على الرغم من خلافاتهم السياسية الجسيمة، على حساب أخصائيين ولاعبين محترفين والسعي الحثيث لايصال مرشحيهم الى الاتحادات الرياضية، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد خوض الانتخابات ودعم لوائح ليس لديها أية برامج أو خطط عمل أو رؤى رياضية واضحة، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد النكران وعدم التجرؤ على اعلان دعم بعض اللوائح في الاتحادات بفعل الخوف من خسارة مرشحيهم للأصوات، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد ان ترشح ابطال رياضيون ضدهم أمثال: فادي الخطيب، روني فهد، مارك قزح، الان أندراوس، شادي بو فرحات، غسان قرداحي وابراهيم ابوشاهين، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد ممارسة الضغوط من اعلى مرجعياتهم السياسية على المرشحين المنافسين للانسحاب أو على الأندية للتصويت لهم، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد استخدام المال من قبل مرشحيهم تحت عنوان “مساعدات للأندية” لشراء أصوات بعض رؤساء الأندية الذين سيذكرهم التاريخ انهم اعتادوا على انتظار الانتخابات لبيع كراماتهم وأنديتهم ومصلحة اللعبة التي ينتمون إليها، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد تسويقهم لمعايير مزدوجة في الكوتا النسائية بين إتحاد وآخر، ودعمهم إتحاد بسبب نجاح منتخبه، وتأييدهم آخرين على الرغم من فشل منتخباتهم أو حتى عدم وجودها، تكون النتيجة واحدة هي أنهم خسروا.
بمجرد انهم دعموا وصول لجان ادارية ليس لديها أية خطة للتكيف والعمل في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد وجائحة كورونا فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد تركيبهم لوائح انتخابية ولجان ادارية بأولويات مصلحية وتجاهل الخبرة والكفاءة، ووضعهم قاعدة “الرجل المناسب في المكان المناسب” في آخر سلم الأولويات، فهذا يعني أنهم خسروا.
بمجرد سعي بعض رجال الأعمال الى التحالف مع الطبقة السياسية التي هي سبب احتجاز أموالهم وتدهور اشغالهم فوق دماء شهداء انفجار مرفأ بيروت للوصول إلى مركز مرموق اجتماعيًا أو رياضيا، فهذا يعني أنهم خسروا.
للأسف حتى الرياضة في لبنان، والتي من المفترض ان تكون الملاذ الآمن والوحيد المتبقي للشباب، و”فشة خلق” اللبنانيين، لم تسلم من قرف وتركيبات ومحاصصة ومصالح احزاب السلطة. ولكن بمجرد السماح لأنفسهم بالتدخل بانتخابات الاتحادات الرياضية فهم بمطلق الحال خسروا، خسروا وخسروا.
مواضيع ذات صلة: