نشرت وكالة “نوفوستي” الروسية قائمة من الأحداث الأكثر توقعا في العام المقبل، بدءا من “سباق اللقاحات” ضد فيروس كورونا المستجد وحتى الإصلاح الدستوري في بيلاروس.
سباق اللقاحات
لقد دفعت جائحة كورونا كثيرا من الدول إلى سباق حقيقي في تطوير لقاحات ضد الفيروس الفتاك، ويتوقع أن يعرف العالم في العام المقبل الدول والشركات الفائزة في “سباق” أو “حرب” اللقاحات، على حد تعبير المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا.
إذ أشارت زاخاروفا إلى أن اللقاحات الروسية، بما فيها “سبوتنيك V” أول لقاح ضد كورونا في العالم تم تسجيله بصورة رسمية، تواجه حملة واسعة في وسائل إعلام عالمية تحاول وضع مسألة فعاليتها أو حتى سلامتها موضع الشك.
وفي الوقت الذي اتفقت فيه دول عدة مع موسكو حول توريد لقاح “سبوتنيك V” أو إنتاجه على أراضيها، أفادت المفوضية الأوروبية بأنها ضمنت شراء 1,2 مليار جرعة من اللقاحات التي طورتها شركات مختلفة، من بينها “بيونتيك” و”أسترازينكا” و”جونسون آند جونسون” و”سانوفي” و”مودرنا”.
فيما كشفت الوكالة الأوروبية للأدوية أن محادثات أولية جارية مع منتج لقاح “سبوتنيك V” الروسية أيضا.
تشكيل إدارة بايدن
يتضمن فريق الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الذي سيتم تنصيبه في 20 كانون الثاني المقبل، عددا من أنصاره وزملائه السابقين، أمثال توني بلينكن الذي سيتولى في إدارة بايدن حقيبة وزير الخارجية.
ويعرف بلينكن بمواقفه المناهضة لروسيا وقوله إن بايدن سوف يواجه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بدلا عن “تكريمه له”. أما وزارة الدفاع فسوف يتولاها الجنرال لويد أوستن، العقل المدبر لاستراتيجية واشنطن في مكافحة تنظيم “داعش”، وهو أول أمريكي من أصول إفريقية سيشغل هذا المنصب.
ولا يستبعد محللون إمكانية أن يتخذ بايدن مواقف أكثر مرونة من مقارنة مع الرئيس القائم، دونالد ترامب، حيال بعض ملفات الأجندة الدولية، بما فيها موضوع عودة واشنطن إلى “الصفقة النووية” مع إيران.
كما أنه ليس من المستبعد أن تتخلى الإدارة الجديدة عن “صفقة القرن” الشهيرة الخاصة بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إضافة إلى إمكانية أن تبدأ في ظل إدارة بايدن محادثات حول اتفاقية باريس بشأن المناخ. مع ذلك فسوف تحافظ الإدارة الجديدة على النهج السابق في مسارات محورية أخرى عدة، بما فيها “ردع” الصين.
كما ليس من المنتظر أن تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تحسنا في ظل إدارة بايدن، والأرجح أن تواصل واشنطن سياسة العقوبات ضد موسكو، شأنها شأن موقف واشنطن السلبي من تنفيذ مشروع “السيل الشمالي 2” لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى شمال أوروبا.
مصير اتفاق “ستارت-3”
يتعين على الولايات المتحدة وروسيا حسم إحدى المسائل الرئيسة من الأجندة الدولية، وهي مسألة تمديد اتفاق الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (“ستارت-3”)، التي وقعت في العام 2010 والتي تنتهي مدتها في 5 شباط المقبل. وتبقى “ستارت-3” وثيقة وحيدة موقعة بين الدولتين العظميين في مجال الحد من الأسلحة بعد خروج إدارة ترامب الأحادي من معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وكان ترامب أعلن “ستارت-3” غير مفيدة لبلاده، داعيا إلى ضرورة بلورة اتفاق جديد يشمل الصين، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا. وسلم ترامب بإمكانية تمديد “ستارت-3″، لكنه طرح عددا من الشروط لذلك، فيما عرضت موسكو تمديد سريانه لسنة إضافية بدون أي شروط مسبقة، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها لأن تأخذ على عاتقها، إلى جانب واشنطن، التزاما سياسيا بتجميد عدد الرؤوس القتالية الموجودة لدى كل من الدولتين عند مستواها الحالي، لكن الاقتراح الروسي بقي بلا جواب من قبل إدارة ترامب.
وخلال مؤتمره الصحفي في 17 كانون الاول، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداد موسكو لحوار مع الإدارة الجديدة حول هذا الموضوع، خاصة وأن بايدن أعلن سابقا عن نيته الحفاظ على “ستارت-3”.
فرصة لإنقاذ الصفقة النووية
بعد سنتين وستة أشهر من الضبابية حول مصير الاتفاق الذي عقده المجمع الدولي مع إيران حول برنامجها النووي، في العام 2015، لاحت أمام أطراف “الصفقة النووية” فرصة لإعادتها إلى صيغتها الأولية.
لقد قال بايدن مرارا إن قرار ترامب عن انسحاب من الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ، معلنا نيته مراجعة هذا القرار، وإعادة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. مع ذلك فقد تعهد بايدن بأنه سيخوض مفاوضات مع طهران حول برنامجها الصاروخي أيضا، وربما حول توسيع “الصفقة” مع إيران على أن تشمل غيرها من دول المنطقة.
بريكست.. تجارة بقواعد جديدة
لقد توصلت لندن، أواخر كانون الاول، إلى عقد اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي سيبدأ سريانه في 1 كانون الثاني، الأمر الذي جنب بريطانيا خسائر اقتصادية فادحة في حال خروج لندن من الكتلة الأوروبية بدون اتفاق. وسوف يحافظ الطرفان على حرية نقل الشحنات والطيران، مع أنهما سيعيدان مراقبة الحدود بينهما، بما في ذلك المراقبة الصحية، ووقف حرية تنقل المواطنين مع فرض نظام تأشيرات الدخول بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. مع ذلك، سيحافظ الطرفان على التعاون الأمني الصحي المتعلق بمكافحة جائحة كورونا.
من جهتها، قالت نيكولا ستيرجن، رئيسة وزراء إسكتلندا، إن الصفقة التجارية لن تسمح أبدا بتعويض الخسائر التي تكبدها الإقليم نتيجة “بريكست”.
وذكرت ستيرجن بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حدث ضد إرادة إسكتلندا، داعية إلى “ترسيم مستقبلنا كدولة أوروبية مستقلة”. نهاية عهد ميركل لن تشارك أنغيلا ميركل، وهي المستشارة الألمانية منذ العام 2005، والتي تركت رئاسة حزبها، الاتحاد المسيحي الديمقراطي أواخر 2018، في الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في نهاية 2021.
ويتوقع أن يتم اختيار رئيس الحزب خلال مؤتمره المزمع عقده في يناير القادم، بعد تأجيله على خلفية الوضع الوبائي المتأزم.
الانتخابات الرئاسية في إيران
ستشهد إيران في 18 حزيران المقبل انتخابات رئاسية لم يشارك فيها الرئيس الحالي، حسن روحاني، الذي يشغل منصبه لولاية ثانية على التوالي. ويرى محللون أن المرشحين الأوفر حظا للمشاركة في السباق الرئاسي حسين دهقان، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، وبرويز فتاح، عضو الحرس الثوري الإيراني ووزير الطاقة سابقا. كما وردت سابقا تقارير بأن الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، ينوي الترشح لرئاسة الدولة.
وبرأي معظم الخبراء، فلن يحظى أي مرشح عن المعسكر الإصلاحي بدعم شعبي كبير، ما يعني أن الفوز سيكون من نصيب المحافظين.
الانتخابات السورية
كان الرئيس السوري بشار الأسد أعلن سابقا أنه قد يتخذ، مطلع العام المقبل، قرارا بشأن مشاركته في الانتخابات الرئاسية الدورية المزمع عقدها هذا العام.
وكان الأسد الذي يشغل منصبه منذ 17 تموز 2000، فاز بالانتخابات غير التنافسية في العامين 2000 و2007، أما الانتخابات التنافسية للعام 2014، فحصل فيها، وفقا للبيانات الرسمية، على 88,7% من الأصوات.
مع ذلك فقد رفضت دول كثيرة الاعتراف بهذه النتائج، ناهيك عن عدم تنظيمها في عدد من المناطق السورية بسبب الحرب الأهلية هناك. يذكر أن آفاق الانتخابات الرئاسية المستقبلية تبقى غير واضحة، نظرا لبقاء بعض المناطق خارج سيطرة الحكومة المركزية، وفي مقدمتها إدلب والمناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة. يذكر أن الولايات المتحدة قد هددت دمشق بعدم الاعتراف بانتخابات العام 2021 إذا لم تشهد البلاد إصلاحات سياسية.
قره باغ
السلام في قره باغ؟ من المحتمل أن يصبح العام المقبل عام سلام وهدوء في إقليم قره باغ، في ظل نتائج توقيع زعماء أرمينيا وأذربيجان وروسيا، في 9 تشرين الثاني، على بيان مشترك وضع حدا لنزاع مسلح بين أرمينيا وأذربيجان في المنطقة.
وفي حال صمود الهدنة في قره باغ حيث انتشرت قوات حفظ السلام الروسية ولمدة 5 سنوات، ستنشغل أذربيجان بإعادة إعمار المناطق التي سلمتها يريفان لباكو بموجب بنود البيان الثلاثي، إضافة إلى خطط أذربيجان لبناء طريق ستربط (عبر أراضي أرمينيا) بينها وبين جمهورية نخجوان ذاتية الحكم.
الإصلاحات في بيلاروس
من المتوقع أن تشهد بيلاروس مطلع العام المقبل “التجمع الشعبي لجميع بيلاروس” لمناقشة سير العمل على إجراء إصلاح دستوري في البلاد.
وربط بوغدان بيزبالكو، عضو هيئة مجلس العلاقات بين القوميات لدى الرئاسة الروسية، بين أفق الإصلاح الدستوري في البلاد بمستوى طاقة الاحتجاجات المتواصلة في بيلاروس منذ انتخابات أغسطس الماضي، الذي فاز بها، وفقا للسلطات، ألكسندر لوكاشينكو للمرة السادسة على التوالي.
وقال الخبير الروسي إنه في حالة تراجع موجة الانتخابات، سيكون ممكنا للسلطات أن تعلن أن “ممثلي الشعب” وجدوا الإصلاح غير ناضج ودعوا إلى تأجيله. أما إذا حافظت الاحتجاجات على أبعادها الحالية فسوف يجري الإصلاح الدستوري على نحو يضمن انتقال السلطة إلى رئيس “المجمع الشعبي” (وسيشغل لوكاشينكو نفسه هذا المنصب)، مع سحب بعض الصلاحيات من منصب رئيس الدولة.
المصدر: نوفوستي