روايات عدة تزامنت مع احراق مخيم النازحين السوريين في منطقة بحنين، لكن الحقيقة تقول بأنه لم يعد من الجائز اعتبار قضية النازحين السوريين من القضايا “الهامشية” التي تضاف الى سلسلة القضايا اللبنانية العالقة، انما هي مسألة تستوجب ايجاد الحلول لها وبأسرع وقت قبل تفاقم الأزمات بين المواطنين اللبنانيين والذين يعيشون أصعب مرحلة في حياتهم الاقتصادية، الصحية والأمنية، وبين النازحين السوريين الذين يواجهون ظروفا مماثلة لكن هناك من يحتضنهم على الصعيد الاغائي، وما جرى في منطقة المنية – بحنين بالأمس من اعتداء على مخيم للنازحين السوريين واحراقه من قبل مجهولين هو بمثابة إنذار لما وصلت إليه الأمور من إحتقان بفعل الأوضاع الاجتماعية المأساوية، ما يستدعي تدخلات رسمية وأممية لايجاد حلول لهذه الأزمة التي بدأت تنذر بالفتنة.
أكثر من 87 عائلة كانوا يقطنون ضمن مخيم بحنين، اليوم تشردوا وانتشروا في مناطق الشمال الى حين حل قضيتهم، وغيرهم كثر ممن نزحوا من مناطق أخرى كما حصل في بشري فالى متى ستستمر الأزمة؟!
ما الذي جرى تحديداً في بحنين ـ المنية ليل السبت ـ الأحد؟.
يقول نائب رئيس بلدية بحنين عامر البقاعي: “نستنكر وندين ما جرى للاجئين السوريين، وما حصل لا يمكن وضعه الا ضمن خانة الاشكالات الفردية بين أحد التجار والعاملين لديه مما أدى الى حرق المخيم، البعض يتهم أهل بحنين بالاعتداء والأمر غير صحيح حتى ان أحداً لا يعرف ما الذي جرى، علينا انتظار نتائج التحقيقات وما تقرره الدولة سنأخذ به كوننا تحت سلطة القانون”.
ويضيف البقاعي رداً على سؤال: “ما من قتلى سقطوا خلال الاشكال كما تناولت وسائل التواصل الاجتماعي انما هناك عدد من الاصابات الطفيفة، وكبلدية لا يمكننا تقديم المساعدات الا من قبل مناشدة المنظمات والوزارات المعنية مع العلم ان أهالي المنطقة فتحوا بيوتهم للأخوة السوريين والذين يقطن البعض منهم في هذا المخيم منذ 33 سنة”
وتابع: “ابن المير هو تاجر الحمضيات الذي وقع الخلاف بينه وبين بعض العمال السوريين الذين يعملون لديه ولهذا السبب وقع الاشكال وبعدها تداخلت الأمور ببعضها البعض ولم نعد نعرف ما الذي جرى حتى لجهة اطلاق الرصاص وليس صحيحاً أن لدى السوريين سلاح ضمن المخيمات”.
لاجئ سوري
من جهته يقول أحد النازحين السوريين يقول: “تم الاعتداء علينا فجأة من قبل أهل المنطقة الذين طالبوا بأحد اللاجئين الذي كان يرفض العمل معهم في الأرض، فهل كان المطلوب اجباره على العمل؟ وفجأة بدأ اطلاق الرصاص علينا ومن ثم تم احراق الخيم بالكامل، لم يعد هناك من احترام لنا فالى من نتجه؟، نحن اليوم ننام في الشارع ونحن هنا لا نطلب المساعدة سوى من الله وحده”.
منظمات هبت للمساعدة
من جهته عبد الرحمن درويش مدير اتحاد الجمعيات الاغاثية في الشمال قال لـ”سفير الشمال”: “ما جرى أن بعض اللاجئين يعملون في جمع محصول الليمون وقع اشكال بينهم وبين التاجر المعني بالموضوع لأسباب لا نريد ذكرها الآن مما أدى الى ما وصلنا اليه، ردة الفعل غير مبررة لأن المطلوب محاسبة المخطئ وليس الجميع، هناك 86 عائلة أي 400 شخص وهناك عائلات لبنانية فتحت بيوتها لايوائهم، اضافة الى توجه 5 عائلات الى احدى المدارس وهناك من توجه الى عكار، وكجمعية تواصلنا مع الـUN ومع وزارة الشؤون وسيكون هناك معلومات موحدة لكل العائلات التي نزحت من المخيم، بغية تقسيم الأدوار على المنظمات وقد باشرنا بتقديم الوجبات الغذائية بعدما احترقت مطابخهم فضلاً عن تأمين المواد الغذائية لهم ولمن استقبلهم، وباذن الله سنوزع الفرش والحرامات والمنظفات والثياب خاصة واننا بدأنا بكسوة الشتاء في عكار، كما سنعمل على الأوراق الثبوتية التي احترقت هي أيضاً لمساعدتهم على التنقل وتلقي المساعدات”.