نعت السفارة اللبنانية في روما الدكتور محمد علي زراقط الذي توفي أثناء قيامه بواجبه الإنساني، متأثرا بإصابته بجائحة “كورونا”.
وقالت عنه السفيرة اللبنانية في روما ميرا ضاهرا لـ”الوكالة الوطنية للاعلام”: “خسرنا نموذجا وطنيا ذا وجه إنساني قدم الكثير لوطنه لبنان. كان دائما اول من يستجيب لخدمة وطنه”.
أضافت: “خسرت الجالية اللبنانية في إيطاليا أحد أهم أطبائها، الذي عمل في الصفوف الأولى منذ بروز جائحة “كورونا” مخاطرا بحياته من أجل إنقاذ الآخرين.
الدكتور محمد علي زراقط ابن الجنوب اللبناني، سقط على أرض الواجب الإنساني وهو في الخطوط الأولى في مواجهة الوباء الخبيث عدو البشرية”.
وكتب سعيد توبه من جمعية الصداقة الإيطالية العربية على موقع الجمعية: “أشعر وكأني بالخط الاول على الجبهة”. قالها شهيدنا الدكتور محمد زراقط في خضم مواجهته لهذا الوحش الخفي الذي لا يزال يفتك بنا جميعا ولا يميز بيننا على اختلاف أعراقنا وأدياننا ومعتقداتنا. يكبدنا خسائر جسيمة لا تعوض. يخطف منا أحبة أعزاء. يلوعنا حزنا وألما على من فقدناهم. يذيقنا العذاب والحسرة ونحن نرى ونسمع معاناة من طرحوا الفراش بعد ان تغلغل وعبر هذا الوباء الى داخل أجسادهم، يصارعونه بشراسة وصلابة وعزيمة يستمدونها من إيمانهم بربهم ومن جهود وتضحيات هؤلاء الجنود المجهولين المناضلين من الأطباء والممرضين وجميع من يخوض هذه المعركة الطاحنة مع هذا الوباء المستجد من أجل القضاء عليه وإنقاذ البشرية من بطشه وفتكه الذي لا يرحم”.
أضاف: “الدكتور محمد زراقط المختص في امراض الاوبئة الجرثومية في ايطاليا هو واحد من هؤلاء الفرسان الذين نذروا انفسهم من اجل مواجهة هذا الوباء القاتل من خلال عمله كطبيب مختص في الامراض الجرثومية وايضا من خلال مقابلاته العديدة مع وسائل الاعلام التي قدم فيها جل ما يملك من خبرة وعلم ومعرفة بهذا الداء وسبل مواجهته وايضا لم يبخل يوما في تقديم النصائح والارشادات التي من شأنها ان تكون السلاح الأمضى للقضاء على هذا الوباء والتخلص منه.وها هو الفارس يترجل عن صهوة جواده بعد ان خاض غمار حرب طاحنة قاسية مع عدو خفي لا يرحم، لم ترهبه الاخطار ولم تثنيه عن عزمه على المواجهة ومساعدة المرضى ومعالجتهم وهو من قال: “عندما تكون في المعركة لا تفكر بالخوف، فلا يكون امامك الا هدف واحد وهو تحقيق النصر”.
وتابع: “العزيز دكتور محمد زراقط، لقد انتصرت رغم ترجلك المفاجىء. انتصرت ولو ان المعركة لم تنته بعد. انتصرت من خلال مواظبتك على المواجهة. انتصرت من خلال ثباتك واصرارك على العمل ومعالجة المرضى وتقديم كل سبل المعرفة والارشاد لمواجهة الوباء وكيفية الحد من انتشاره. إننا في جمعية الصداقة الايطالية العربية، هالنا هذا المصاب الجلل بوفاة فقيدنا الغالي الدكتور محمد علي زراقط وادمى قلوبنا حزنا واسى على فقدانه وغيره من الاطباء والممرضين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مساعدة ومعالجة المرضى المصابين، إذ نتقدم بأحر التعازي واصدق المواساة الى عائلة الدكتور الراحل وذويه وايضا الى الجالية اللبنانية والعربية في ايطاليا والى الشعب الايطالي الكريم والى الانسانية جمعاء التي لا تزال تخوض غمار معركة المواجهة مع هذا الوباء المستجد، راجين المولى ان يتغمد فقيدنا الغالي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان”.
كما نعت الجمعية الثقافية للامام المهدي في روما الفقيد الذي كان ركنا أساسيا فيها.