لم يعد الموضوع مرتبطا بردع اسرائيل. فإسرائيل مردوعة، لكنها خائفة. خائفة من التطورات السياسية بعد تسلم الحزب الديمقراطي زمام السلطة ووصول جو بايدن الى البيت الابيض.
وفق مصادر مطلعة فإن خوف اسرائيل وخشيتها من هذه اللحظة ينقسم الى قسمين، القسم الاول شخصي يتعلق بعلاقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالديمقراطيين، وشعوره بأنهم سينتقمون منه شخصياً.
اما القسم الثاني فمرتبط بإستراتيجيهم التي سيتبعونها مع طهران التي تهمش مصلحة اسرائيل الى حد ما.
وترى المصادر ان جو بايدن قد لا يعود الى الاتفاق النووي فور وصوله الى البيت الابيض لكن بالتأكيد سيسعى الى العودة اليه مع تعديلات شكلية، وهذا يذكر تل ابيب بمرحلة الرئيس السابق باراك اوباما.
وتشير المصادر الى ان اسرائيل لا تريد الوصول الى هذه المرحلة لذلك فهي تحاول القيام بأحد امرين، الامر الاول توتير المنطقة والذهاب بها نحو اشتباك مسلح قصير المدى يعرقل اي امكانية تسوية بين الادارة الجديدة في واشنطن وطهران ويخلط الاوراق في الميدان.
اما الامر الثاني فهو استغلال عدم رغبة طهران وحلفائها الذهاب التصعيد من اجل توجيه ضربات قاسمة لهم.
وتعتبر المصادر ان الضربات القاسمة قد تشبه ضرب المفاعلات النووية في ايران، ومثلا القيام بعمليات جوية واسعة في سوريا، وربما استهدافات امنية او قصف لقواعد ومخازن الصواريخ الدقيقة في لبنان.
وتلفت المصادر الى انه وبعيدا عن ردود الفعل التي قد تحصل، لكن تل ابيب اليوم تفكر بالفعل لا بردة الفعل، لانها تعتقد ان ترك الامور على ما هي عليه سيعني خروج ايران من عزلتها خلال العام المقبل، وعودة الموارد المالية للتدفق اليها.
وتقول المصادر إن اخطر ما في الامر هو ان اسرائيل بدأت ترى ان خسائرها في اي حرب قد تكون اقل من خسائرها في حال انتظرت لحظة التسوية الايرانية الاميركية، فهل نستفيق قريبا على خبر قصف طائرات حربية اسرائيلية للبنان؟
المصدر: لبنان 24