لم يكن انفجار أنبوب نفط العراق ـ سوريا ـ طرابلس في منطقة العبدة ـ عكار أمرا طبيعيا بالنسبة لوزارة الطاقة والمياه التي إستغربت ما حدث، خصوصا مع كمية النفط المتدفقة من الأنبوب المتوقف عن العمل منذ 40 عاما، حيث تم سحب 20 صهريجا من موقع الانفجار في العبدة، والنفط لا يزال يتدفق بقوة.
هذا الأمر، دفع بالمدير العام للنفط أورور فغالي الى معاينة المكان ليلا، حيث إتضح لها وجود أمر غير منطقي، وعلى الفور تم وضع الوزير ريمون غجر في أجواء ما حدث حيث قام يتفقد المكان صباح اليوم وطلب من اللواء عباس إبراهيم التواصل مع الجانب السوري لاستيضاح الأمر، خصوصا أن الكميات المتدفقة غير طبيعية، وبالفعل تبين أن هناك خطأ من الجانب السوري الذي عمد الى ضخ النفط في الأنبوب المغلق منذ الثمانينيات ما أدى الى انفجار “السكر”، على الحدود وتسرب المواد النفطية داخل الأراضي اللبنانية نتيجة الضغط لأن الانبوب الذي يبلغ قطره 16 إنشا، مغلق داخل الأراضي اللبنانية وداخل المنشآت.
وأوضحت فغالي لـ”سفير الشمال” “أن الموضوع تطلب بعض الوقت لفهم ما يجري بطريقة علمية، إذ تبين أن كمية الضغط غير طبيعية وهي تتعدى كونها ثقبا من فعل الانسان لسحب المواد النفطية، كما كنا نشهد سابقا، وهو ناتج عن خطأ من الطرف السوري الذي عمد وبعد التواصل معه الى إيقاف الضخ من جانبه حتى تمكنا في لبنان من إصلاح العطل وإغلاق الثقب، لافتة الى أن الانبوب يقع على عمق متر تحت الأرض ما إستدعى بعض الوقت لتحديد مكان العطل والتمكن من إغلاقه كما يجب، ووقف التسرب الى البحر.
وحول تأثير المواد النفطية المتسربة الى البحر، أوضحت فغالي أنه تم التواصل مع جميع المعنيين، من وزارة الدفاع والجيش اللبناني حيث حضرت القوات البحرية للتمكن من تحديد البقعة النفطية في البحر وسحبها، كما تمت الاستعانة بفرق الدفاع المدني، ومدير عام وزارة البيئة، وكل الاجراءات نقوم بها لدرء خطر التسرب الى البحر”.
ولفتت الى “أننا ومنذ وقوع الحادثة وبعد تبين وجود كميات كبيرة، عمدنا فورا الى إستحداث حفرة عميقة حول الانبوب لسحبها بالمضخات منعا لتسربها الى البحر.
وشددت فغالي على “أن معالجة البقعة المتسربة الى البحر بدأت منذ ساعات الصباح الأولى، لافتة الى وجود مواد كيميائية نقوم برشها كوزارة طاقة على مواقع التسرب تؤدي الى تفكك المواد البترولية، وقد قمنا برشها مرتين في محاولة للتخفيف من تأثير التسرب الذي حصل.
مؤكدة أن ما جرى هو خطأ تقني أدى الى حادث مؤسف المسؤول عنه ليس الجانب اللبناني، وجميع الأجهزة مشكورة لتلبيتها وتجاوبها معنا.