تجدد السجال الحاد بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية تصريحات الأخير عن الإسلام، وقال إردوغان، السبت، بأن الرئيس الفرنسي بحاجة إلى “فحص صحته العقلية”.
واستنكرت الرئاسة الفرنسية، السبت، تصريحات إردوغان، واعتبرتها “غير مقبولة” بحق ماكرون. وقالت في تعليق لفرانس برس إنّ “تصريحات الرئيس إردوغان غير مقبولة. تصعيد اللهجة والبذاءة لا يمثلان نهجاً للتعامل.”
وأضافت: “نطلب من إردوغان أي يغيّر مسار سياسته لأنّها خطيرة من الزوايا كافة. لن ندخل في جدالات عقيمة ولا نقبل الشتائم”.
وأعلنت باريس استدعاء سفيرها لدى أنقرة للتشاور. وبعيدا عن الخلاف بشأن الإسلام، يوجد صراع محتدم بين ماركون وإردوغان حول الحقوق البحرية في شرق المتوسط وملفات النزاع في ليبيا وسوريا ومؤخرا إقليم ناغورنو قره باغ الانفصالي في أذربيجان.
وقال إردوغان في خطاب متلفز ألقاه في مدينة قيصري (وسط البلاد)، “ما الذي يمكن للمرء قوله بشأن رئيس دولة يعامل الملايين من أتباع ديانات مختلفة بهذه الطريقة؟ قبل أي شيء: افحص صحتك العقلية”.
وأثار مقترح ماكرون حماية قيم بلده العلمانية من أتباع التيارات الإسلامية المتطرفة حفيظة الحكومة التركية.
ووصف ماكرون الإسلام هذا الشهر بأنه ديانة تعيش “أزمة” حول العالم وأشار إلى أن الحكومة ستقدّم مشروع قانون في ديسمبر لتشديد قانون صدر عام 1905 يفصل رسميا بين الكنيسة والدولة في فرنسا.
كما أعلن تشديد الرقابة على المدارس وتحسين السيطرة على التمويل الخارجي للمساجد، بعد قيام متشدد بقطع رأس مدرس فرنسي عرض رسوما مسيئة للنبي محمد. و أشارت الرئاسة الفرنسية السبت إلى “غياب رسائل التعزية والمساندة من الرئيس التركي عقب اغتيال صامويل باتي (المدرس)”.
وتركيا بلد تقطنه أغلبية مسلمة لكنه علماني، وعضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكنه ليس جزءا من الاتحاد الأوروبي الذي بقي طلب انضمامه إليه معلقا لعقود على خلفية عدد من الملفات الخلافية.
وأضاف إردوغان “ما هي مشكلة المسمى ماكرون مع الإسلام والمسلمين؟”.
وأردف “يحتاج ماكرون فحصا عقليا”. وتوقع الرئيس التركي أيضا ألا يحقق ماكرون نتائج جيدة في الانتخابات الرئاسية عام 2022. وقال في هذا الصدد “أنت تتحرش بإردوغان باستمرار. لن يفيدك ذلك بشيء”. وتابع “ستنظم انتخابات (في فرنسا)… سنرى مصيرك.
لا أظن أن أنه لا يزال أمامه وقت طويل. لماذا؟ لأنه لم يحقق شيئا لفرنسا”. تقف خلف الكوارث برزت أحدث الخلافات بين الزعيمين في ملف النزاع بإقليم ناغورنو قره باغ الذي تقطنه أغلبية أرمينية وأعلن انفصاله عن أذربيجان إثر تفكك الاتحاد السوفياتي، ما قاد إلى حرب بداية التسعينات خلفت 30 ألف قتيل.
وطلب ماكرون هذا الشهر من تركيا تقديم تفسيرات حول وصول مقاتلين جهاديين إلى أذربيجان وفقا له، وقال إنه “جرى تجاوز خطّ أحمر”.
من جهته اتهم إردوغان السبت فرنسا التي ترأس مع روسيا والولايات المتحدة مجموعة مينسك، بأنها “تقف خلف الكوارث والاحتلال في أذربيجان”.
وتوجه إلى باريس بالقول “أنت جزء من ثلاثي مينسك. ماذا فعلت حتى الآن؟ هل أنقذت الأراضي الأذربيجانية من الاحتلال؟ لا. فقط ترسلين الأسلحة إلى الأرمن”.
وأضاف “هل تظن أنك ستستعيدين السلام بالأسلحة التي ترسلينها إلى الأرمن. لا يمكنك ذلك لأنك لست نزيهة”.
وتدعم تركيا أذربيجان في النزاع الذي أودى بحياة المئات منذ تجدده في نهاية سبتمبر. وكشف إردوغان “تحدثت مع (الرئيس الأذربيجاني إلهام) علييف هذا الصباح”.
وقال “الآن يتقدم الأخوة الأذربيجانيون في الأراضي المحتلة. لقد بدؤوا استعادتها”.