مأساة عائلة لبنانية.. شاب مريض عقليا يضرب والدته ويهدد محيطه.. ولا من يسأل!… روعة الرفاعي

شغلت قضية الشاب ″ناهض قطب″ (37 عاما) شبكات التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية بعدما قام وهو يعاني من أمراض عقلية شديدة الخطورة، بضرب والدته المسنة ضرباً مبرحاً وكذلك شقيقته حيث يقطن في منطقة الزاهرية وقد اعتاد سابقاً على تكسير محتويات المنزل واقلاق راحة الجيران والمارة في الشارع من خلال رمي الطاولات والكراسي على السيارات.

هي عائلة تقطن في منطقة الزاهرية منذ سنوات طويلة، وكانت تعرف دائماً بأنها تتألف من والدة وابنها وابنتها، ولم يكن ناهض يعاني من أي نوبات عصبية وكان يعمل كبائع في احدى المحلات الى أن انقلبت الصورة وتحول الى شاب يعاني من أمراض عصبية ويحتاج الى مركز للرعاية وليس بقاءه ضمن الأهل والجيران الذين باتوا يشتكون كثيراً من أفعاله التي من شأنها الحاق الأذى بهم وبأولادهم.

مؤخراً ساءت حالة ناهض لدرجة كبيرة بحيث بات يجلس بشكل يومي على “درابزين” البلكون في الطابق الثالث ويهدد برمي نفسه، فيسارع أبناء الحي لمساعدته الى أن كانت الطامة الكبرى حينما راح يضرب والدته المسنة ضرباً مبرحاً كما شقيقته ويلجأ الى تكسير أثاث منزله فضلاً عن رمي الزجاج داخل منازل الجيران وعلى الشارع، الأمر الذي دفع أبناء منطقة الزاهرية الى رفع الصوت عالياً ومناشدة المعنيين ضرورة ضم “ناهض” الى مركز رعاية كون وجوده في المنزل يعرض حياة عائلته وحياة الجيران والمارة للخطر.

ازاء هذا الواقع حضر الصليب الأحمر اللبناني وعمل على نقل الوالدة وابنتها الى دار الزهراء في أبي سمراء بهدف تقديم العلاج ليبقى “ناهض” وحيداً داخل منزله من دون أن يكون الى جانبه من يقدم له الدواء، فيما الأهالي الذين يعيشون على أعصابهم جراء تفاقم الوضع، أشاروا الى انهم رفعوا خلال شهر حزيران الماضي عريضة باسمهم وتقدموا بها الى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا بهدف رفع الضرر عنهم، ولكن كما يبدو ومن خلال الاتصال الذي تم اجراؤه مع المحافظة فان تقاذف المسؤوليات يبقى سيد الموقف، أما جمعيات الرعاية الصحية فأكدت أنها لا يمكنها التدخل قبل توجيه الدعوة لها من قبل الوزارات والسلطات المعنية.

ماذا يقول أهالي الحي؟

جار الشاب ناهض قطب قال: “بلا شك نحن نعاني كثيراً من حالة ناهض المرضية والذي لطالما تعرض لأبنائنا بالضرب فضلاً عن قيامه بتكسير منزله واحداث بلبلة في الشارع، حتى انه في أوقات كثيرة يدخل الى منازلنا ويتعرض لنا بالضرب والشتائم، ليس هذا فحسب انما يلجأ أحياناً الى الخروج من منزله بلا ملابس”.

وأضاف:”مرات كثيرة يقوم برمي الطاولات والكراسي من البلكون على الشارع ويتسبب بأذى للناس والسيارات، والذي جرى منذ يومين أنه قام بضرب والدته بشكل مبرح وعمد الى تكسير المنزل، وفي حال قمنا بالتدخل فاننا ننال نصيبنا من الضرب والتكسير، كل هذا وأحداً من المعنيين في المدينة لم يتحرك بالرغم من الخطر الذي يشكله علينا وعلى المارة، كما نستطيع القول ان وضعه النفسي بات في غاية الصعوبة كونه يومياً يلجأ للتكسير والتعرض للناس”.

ورداً على سؤال قال:” كسكان في شارع الزاهرية قمنا بتقديم بلاغ لدى محافظ الشمال منذ 24/6/ من العام الحالي الا اننا لم نحظ بالاهتمام حتى الساعة بالرغم من أننا أشرنا الى خطورة الوضع، وعليه فاننا نناشد جميع المعنيين ضرورة حل مشكلتنا”.

من جهته هلال الجعم أحد الجيران الذين يتابعون القضية قال:”ناهض يشكل خطراً كبيراً على نفسه وأهله وجيرانه وحتى على المارة في الشارع، فمثلاً هو يقطن في الطابق الثالث وأحياناً يجلس على “الدرابزين” معرضاً حياته للخطر فنقوم بالتدخل السريع لانقاذه، يضاف الى ذلك التكسير ورمي أدوات المنزل من البلكون الى الشارع معرضاً حياة المارة للخطر، ومؤخراً بدأ بضرب والدته وشقيقته ضرباً مبرحاً مع تكسير كل ما يوجد في البيت، ولو كان هناك هيئة اغاثة أو أي هيئة انسانية لما بقي هذا الشاب في المنزل، نناشد الجميع ضرورة حماية الأهل وحمايتنا كجيران والا فان الخطر داهم اما يقتلنا او نقتله وهذا ما لا نريد الوصول له”.

وتابع:” لقد تقدمنا من خلال مختار المنطقة بشكوى الى محافظ الشمال لكنها لم تجد آذاناً صاغية بالرغم من أن الوضع يشتد خطورة يوماً بعد يوم فما هو المطلوب؟؟؟ نناشد أصحاب الأيادي البيضاء وضع الشاب في مصح لحماية عائلته وحمايتنا، ونشير الى ان والدته وشقيقته في حالة نفسية صعبة أيضاً جراء التعرض لهما، وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فان الشاب كان من أذكى الشباب في المدرسة كما شقيقته لكن والدتهما كانت تضع لهما حبوب مهدئة في فناجين الشاي كي لا يخرجا من المنزل، وهذه الحقيقة كانت الأم تعترف بها بنفسها”.

الدكتور اليمق

رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق قال:”أي أمر فيه اخلال بالصحة العامة أو باللآداب، لبلدية طرابلس وشرطتها المسؤولية الكاملة في معالجتها، لكن المسؤولية الكبرى تكمن في التعاون الذي من المفترض أن يتوفر بين البلدية والجهات الأمنية كون صلاحيات عناصر البلدية محدودة ولديها شروط وامكانات ولا يحق لها الدخول بأمور تصادمية ولا بد من التعاون مع مخفر المنطقة أو الجهات الأمنية، وفي القضية الحالية لا يحق لشرطة البلدية التدخل الا من خلال نقل هؤلاء الأشخاص الى مراكز يتم توفيرها من قبل الوزارات المعنية”.

وأضاف:” المسؤولية تقع على محافظة الشمال بعد ورود الشكوى اليها، لكن يمكن التأكيد على أن بلدية طرابلس لا تقصر في مثل هذه الأمور تماماً كما فعلت مع قضية انتشار المتسولين في شوارع طرابلس وفي النهاية ليس لدى البلدية مكان لاحتوائهم، لذلك فإن المسؤوليات في هذه الأمور تقع على عاتق الوزارات المعنية وفي قضية منطقة الزاهرية لم تردنا أي شكوى أقله منذ أن توليت مهامي كرئيس بلدية وفي كل الحالات فان الشكوى يتم تحويلها الى مخفر المنطقة وهو يعمل على ايجاد الحلول”.


مواضيع ذات صلة:

  1. أطفال بيروت بعد الانفجار… نفسيات محطمة ورغبات في الهروب!… روعة الرفاعي

  2. قوارب الهجرة تُبحر من لبنان.. والمهاجرون يروون معاناتهم… روعة الرفاعي

  3. سفير الشمال تنشر القصة الكاملة للعائلات المشردة في معرض طرابلس… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal