روت الاعلامية لارا سليمان نون عبر حسابها على فيسبوك حادثة مؤلمة عن الشهيد جو نون الذي قضى مع رفاقه في فوج إطفاء بيروت بانفجار مرفأ بيروت في 4 آب.
وكتبت قائلة:
“بدي خبركن شوَي عن جهنم… قصة حقيقية صارت من كم يوم…ببلد عايشين فيه بالقطعة… بالشقف… دق تلفون أهلو للشهيد البطل جو نون، قالولن إذا ممكن تتفضلو عالمستشفى… لقينا شقفة تانية من جو…
ببلد عايشين فيه بتوابيت مكشوفة… قام هالبَي المكسور وهالخَي المشقف… لبسوا تياب الموت من جديد… بدلة العرس… أخدو معن تابوت زغير… تابوت “للشقف”… ليلملمو شقف قلبن وروحن يلّي بِقيوا… بَي… من ٥٠ يوم دفن قطعة من إبنو… واليوم إجا وقت يدفن تاني قطعة…
التابوت الزغير ما ساع… ما ساع كل أوجاع الدني يلي اختصرتن هاللحظة… وبسيارة الإسعاف لفلفو روحن… ودقو للأبونا… وقامت هالإم عم تتحضر لعرس جديد… لمدفن رح ينفتح من جديد…
وعالطريق… رجع شريط العمر… والعيلة… والولاد يلّي عم يلعبو تحت القصف… وبالملجأ… رجع شريط العمر… أبطال جهنم ذاتن… نفس الوجوه… وبعدا التوابيت البيضا عم تمر قدامن كأنها قطعة حلاوة بالجبن عم يتلذذوا بأكلا…
رجع شريط العمر… وبالروح بالدم نفديك يا شيطان… وملايكتنا عم نركض عالطرقات وعالمستشفيات نفتش على فردة صباطن…
رجع شريط العمر… ووصلت سيارة الإسعاف عالمدفن وراها البَي والإم والخَي والاخت وكل مين عرف من الضيعة… وقف البَي وتطلّع بالأبونا والدمعة عم تحرق عيونو حرق… وقف البَي وكنت عم بقرا كلماتو من بعيد… بعيد كتير… ورا دَخنة البخور وصوت التراتيل المخنوقة…
“عمول اللازم يا ابونا… قلبي صار جوا بالمدفن… اتركني راكض لملم شو باقي من ريحتو”.