ساهمت جريمة كفتون ـ الكورة المروعة التي أودت بحياة ثلاثة من أبنائها هم: فادي سركيس وعلاء فارس وجورج سركيس على يد مجموعة تبين أنها إرهابية بقيادة المدعو خالد التلاوي المتواري عن الأنظار، في حماية لبنان وإنقاذه من سلسلة عمليات أشارت المعلومات الأمنية الى أن هذه المجموعة كانت تُحضر لها لاستهداف أكثر من منطقة، وأنها كانت تجمع السلاح والذخائر وتمتهن السرقة من أجل التمويل الذاتي لانجاز ما تخطط له.
تقول المعلومات أن المجموعة الارهابية مؤلفة من عدة خلايا وأن المجندين فيها لا يعرفون أسماء بعضهم البعض، وأن عددا من هذه الخلايا كانت مهمتها تجميع المال عبر السرقة، وبالتالي فإن ما حصل في كفتون لم يكن مخططا له مسبقا، بل الهدف الأساسي منه كان السرقة، لكن ملاحقة الشبان الثلاثة لسيارة الهوندا ومحاصرتها وطلب هويات من فيها أدى الى إرتكاب هذه الجريمة التي رغم بشاعتها كان لها الفضل في كشف اللثام عن مجموعة إرهابية كانت تستعد لتنفيذ عمليات أمنية.
وتضيف المعلومات إن المجموعة إستفادت من الوضع الصحي في البلاد على صعيد إنتشار وباء كورونا وتراجع آداء الأجهزة الأمنية بفعل التعبئة العامة والاقفال ومنع التجول، وعملت على تنظيم نفسها والبدء بالمرحلة الأولى المتعلقة بجمع الأموال وشراء السلاح من خلال السرقة التي تركزت في مناطق الكورة وجوارها، وذلك على غرار نموذج تنظيم فتح الاسلام الذي نفذ عدة سرقات مع إنطلاقته في العام 2006 لتمويل نفسه.
وتتابع المعلومات أن للمجموعة أكثر من مسؤول بدءا من خالد التلاوي (ملقب بـ أبي بكر) من سكان حي التنك في البداوي والذي أوقف في العام 2017 بتهمة الانتماء الى “داعش” وأفرج عنه في العام 2019، وهو صاحب السيارة التي إستخدمت في جريمة كفتون وكان متواجدا فيها الى جانب ثلاثة شبان، مرورا بأحد أشقائه الذي كان ينسق معه، وصولا الى يوسف خلف (أبو وضاح) وهو سوري تمت مداهمته في بلدة خربة داوود في عكار من قبل شعبة المعلومات لكن لم يتم العثور عليه.
وتؤكد المعلومات أن الأجهزة الأمنية من مخابرات جيش وشعبة المعلومات لديها العديد من الموقوفين الذين كشفوا تفاصيل كثيرة متعلقة بعمل هذه المجموعة التي (وبحسب بعض المصادر) كانت تستعد لتنفيذ عمليات أمنية سواء على صعيد التفجيرات، أو الخطف لطلب فدية، أو على طريقة “الذئب المنفرد” في الاعتداء على عناصر عسكرية وأمنية أو ضمن مناطق محددة وفي مناسبات مختلفة، على غرار ما نفذه الارهابي عبدالرحمن المبسوط في طرابلس ليلة عيد الفطر في العام 2018.
وتشير المعلومات الى أن جريمة كفتون أنقذت لبنان من عمليات أمنية كانت ستستهدفه، وأن ما حصل من توقيفات لعدد من عناصر المجموعة الارهابية وملاحقة مسؤوليها من شأنه ان يوقف نشاطها ويكشف مخططاتها، ويعيد الزخم للأجهزة الأمنية التي كانت تراخت في زمن كورونا.
وكانت قيادة الجيش أعلنت عبر بيان أن مديرية المخابرات تمكنت من توقيف عناصر خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي كانت في صدد تنفيذ أعمال أمنية في الداخل اللبناني، وأظهرت التحقيقات أن أمير تلك الخلية هو الإرهابي المتواري عن الأنظار خالد التلاوي الذي استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 21 /8 /2020.
ويأتي استئصال هذه الخلية ضمن إطار العمليات الاستباقية والمتابعة الدائمة للتنظيمات والخلايا الإرهابية المرتبطة بها، وقد تمّ توقيف عناصر الخلية الإرهابية في سلسلة عمليات أمنية في منطقتي الشمال والبقاع في تواريخ مختلفة، وتبّين أن هؤلاء تلقوا تدريبات عسكرية وجمعوا أسلحة وذخائر حربية تمّ ضبطها، ونفذوا سرقات عدة بهدف تمويل نشاطات الخلية المذكورة.