حبس أنفاس في لبنان.. كيف ستكون تداعيات قرار المحكمة الدولية؟… غسان ريفي

يحبس اللبنانيون أنفاسهم اليوم بإنتظار القرار الذي سيصدر عن المحكمة الدولية في لاهاي بقضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات سياسية أو أمنية أو شعبية، في توقيت بالغ الخطورة والحساسية تحت تأثير الانعكاسات الكارثية لإنفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة وقتل وجرح وأخفى الآلاف من أهلها، وعلى وقع المواقف العالية السقف التي أطلقت من هنا وهناك ولم تخل من تهديدات واضحة وصريحة، وفي ظل وجود البوارج المتعددة الجنسيات على الشاطئ اللبناني.

يرى مراقبون أن النطق بالحكم في 7 آب الفائت أي بعد ثلاثة أيام من إنفجار المرفأ ربما كان أفضل من تأخيره 11 يوما إضافيا، خصوصا أن تداعياته كانت يمكن أن تمر في لحظة حزن وتضامن بين اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وإنتماءاتهم السياسية والحزبية، بدل أن تؤجل لحين عودة كل فريق الى تموضعه والى تجاذباته مع الآخرين وصولا الى التهديدات المباشرة التي أطلقها السيد نصرالله ضد كل من تسول له نفسه أخذ البلد نحو حرب أهليه، وهو تهديد فضفاض (بحسب المراقبين) وقد ينطبق على أي موقف لأي تيار سياسي لا يعجب حزب الله في مرحلة ما بعد إنفجار بيروت.

بحسب مطلعين، سيكون هناك ثلاثة سيناريوهات للحكم النهائي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية في قضية الرئيس رفيق الحريري، الأول أن يدين الحكم المتهمين الأربعة كأفراد في حزب الله، والثاني أن يدينهم ويدين معهم منظومة متكاملة تابعة لحزب الله قامت بالتخطيط للجريمة وقدمت كل التسهيلات لتنفيذها، والثالث أن يسمي هذه المنظومة بالأسماء ويدين حزب الله ويؤكد وقوفه وراء جريمة الاغتيال.

أما موقف الرئيس سعد الحريري الذي وصل أمس الى لاهاي، فيقول مقربون منه: “إن الحريري حريص كل الحرص على الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد التي لم تعد تحتمل مزيدا من التوترات خصوصا بعد إنفجار بيروت الذي علينا جميعا أن نعالج تداعياته وأن نعيد إعمار العاصمة التي تشكل أولوية، وهو في كل الأحوال سيتحدث بلغة سياسية قاسية من دون إثارة الشارع أو تحريك الغرائز، لكن من دون أيضا أن يسامح أو يهادن أو يمد يده لحزب الله، بانتظار قرار مجلس الأمن الذي سيعود إليه حكم المحكمة الدولية وكيفية تعاطيه مع تفاصيله”.

في حين يرى مراقبون أن الحريري يسعى بقوة لترؤس الحكومة المقبلة، وهو ما يزال مرشح الثنائي الشيعي الذي لا يخفي بجناحيه (حركة أمل وحزب الله) رغبته بذلك، الأمر الذي سيجعل الحريري (بحسب هؤلاء) يتحدث بدبلوماسية بالغة بعد قرار المحكمة، وربما يشكل له إنفجار بيروت خشبة خلاص، تحفظ ماء وجهه أمام تياره وأنصاره، تحت شعار: “الحفاظ على لبنان وعاصمته بيروت التي تحتاج الى تضافر كل الجهود لبنائها وإعادتها كما أرادها الشهيد رفيق الحريري”.

عند الرابعة والنصف من عصر اليوم وبعد ثلاث جلسات تنطلق عند الثانية عشرة ظهرا، سينطق رئيس المحكمة الدولية بالحكم الذي إنتظره اللبنانيون 15 سنة، وذلك وسط إستنفار أمني غير مسبوق للجيش والقوى الأمنية على إختلافها لتلافي أي ردات فعل عفوية أو منظمة، وذلك بطلب من الرئيس الحريري الذي سيكون في موقف لا يُحسد عليه، خصوصا في ظل تمسك حزب الله برفض كل ما يصدر عن هذه المحكمة، وتمسك الحريري بالعودة الى الرئاسة الثالثة.


مواضيع ذات صلة:

  1. الآية السياسية إنقلبت.. الحريري مرشح قوى 8 آذار!… غسان ريفي

  2. حسان دياب لعب بالنار فأحرق أصابعه.. هكذا تم إسقاط الحكومة!… غسان ريفي

  3. أوقفوا الموت المجاني في طرابلس!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal