من المفترض ان النقد مهما كان سواء ايجابيا او سلبيا ان يكون بنّاء من خلال المناقشات ان كانت من خلال الديمقراطية او من خلال الشورى، وحكمآ على المستوى الانساني وهي ألأسمى، مشكلة الاحزاب او الانظمة انهم غير مستعدين للنقد بحد ذاته وبنفس الوقت الافراد ايضا.
محاور وانظمة الكرة الارضية منقسمة وهذه طبيعة البشر ولكن كيف يمكن او يجوز قتل او استبعاد من يحاول ان يقوم بواجب النقد وهو واجب على كل المستويات الفكرية سواء كانت اسلامية او غير ذلك (وكلهم في الفكرة سواء) فهل الانسان ملزم ان يكون مطواع كالماشية وراء الراعي؟ المشكلة انك اذا حاولت ان تقوم بواجب النقد للاحزاب او الانظمة فالنتيجة حكمآ عزلة واستبعاد وعلى كل الصعد، اذآ ما هو المطلوب؟ هل المطلوب ان يبقى العقل في غلاف معين ام المطلوب ان تكون الفكرة متناسقة مع فكر الآخرين.
العديد من المفكرين والمثقفين والباحثين على المستوى الفلسطيني على الاقل استُبعدوا لمجرد انهم اخرجوا الفكرة من بوتقتها المصنوعة من الخالق والقوها على المخلوق، نحن في زمن انقلاب المفاهيم، فالالوان تغيرت مع الفكرة فاصبح الابيض اسود والاسود احمر او حتى اخضر، اذا هل يمكن السماح للفكرة ان تبقى متموضعة في مكانها الخاطئ دون الخروج الى عالم الحرية الفكرية، الفكرة بحد ذاتها بحاجة لنقاشات ولنقد بناء كي يلتقطها المتلقي وذلك اضعف الايمان.
من هنا من واجب المفكرين (اصحاب الفكرة) السماح لها بالخروج دون ارتباطات لا تليق بالانسان، مع العلم ان هذا الانسان ولد مكرمآ من قبل رب العالمين فهل يعقل ان يهان من قبل مخلوق بسيط لمجرد عدم قبول الفكرة، فعليآ الفكرة بذرة يمكن ان تزرع في كل مكان وهي فرصة لزراعتها في المكان الصحيح من اجل ان يكون الحصاد ايجابيا بمنطق الفكرة، لذلك اعتقد من المفروض على اصحاب الافكار النيرة والمغلقة على حسابات ذاتية ان لا يتموضعوا داخل تلك الفكرة، بل العكس من المفترض ان يكونوا في موقع البناء من اجل اقناع الآخر بتلك الفكرة، ومن هنا فالدخول الى العمق يجعلك اكثر انسانية وجدية في مقاربة الافكار على كل المستويات، وهنا يجب طرح السؤال على الذات، هل الفكرة لدى الانسان واحدة؟ بمعنى الافكار السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية والعسكرية وحتى الجنسية مرورآ بكل ما له علاقة بتلك الكبسولة المغلفة داخل العقل والمغلقة في مكان ما، هي فلسفة ولكنها بسيطة في حال كان صاحب تلك الكبسولة مستعدا للمناقشة والاعتراف بالخطأ اذا وجد داخل تلك الكبسولة، مع ضرورة اقتحام الغلاف الخارجي وهذا مرتبط بالقلب والقناعة ايضآ، فلماذا عامل النظافة راض عن نفسه وفكره رغم العمل الشاق والمؤذي الذي يقوم به؟ هل يمكن ان نقول انه لا يملك الفكرة، غير صحيح فلديه الفكرة ويمكن ان تكون افضل من شخص آخر يحمل اعلى الشهادات الاكاديمية على الاقل هو مستقل ذاتيآ بفكرته التي يحترم وبنفس الوقت هو مقتنع بها على كل المستويات لذلك لن تكون تلك الفكرة ضارة او حتى قاتلة بل العكس فهي تعتمد على النظافة (والنظافة من الايمان) اما الاكاديمي، وهذا لا يعني كل اكاديمي ومثقف ولكن اعني اصحاب تلك الافكار المغلقة والتي لها علاقة بالبلاط، فحكمآ هؤلاء لهم افكار تابعة وبنفس الوقت نابعة من حسابات شخصية غير موجودة عند عامل النظافة، لذلك من المفترض ان نفكر جميعآ بنفس الفكرة التي يعمل من خلالها عامل النظافة وهي الفكرة الانسانية المرتبطة بالقناعة والكرامة ومن القلب والعقل والروح، وطبعآ هذا لايلغي حق الانسان بالطموح والارتقاء الى اعلى المراتب ولكن هذا لايمنع ان تكون نابعة من نفس الفكرة الذاتية لعامل النظافة. بمعنى بسيط جدآ وهو ان تكون الفكرة نابعة من فكر انساني ليس اكثر من ذلك.