ثروتنا أيادينا.. عنوان المرحلة المقبلة من مشاريع مؤسسة الصفدي.. روعة الرفاعي

ليس بعيداً عن التدهور الاقتصادي الحاصل، بقدر ما هو بعيد عن البازار السياسي سيما في مثل هذه الأوضاع، فان مركز التدريب المهني المعجل الذي أطلقته مؤسسة الصفدي منذ سنوات لتدريب الشباب وتأهيلهم بهدف الحصول على مهنة تمكنهم من ايجاد فرص العمل، بدأ يشق طريقه نحو النجاح وتحقيق الكثير من البرامج والأنشطة التي من شأنها تقديم المساعدات في زمن الأزمات والأوضاع المستجدة صحياً واجتماعياً واقتصادياً والمتغيرات التي فرضتها التحولات في القطاعات المالية والاقتصادية والصحية وانعكاساتها على الناس.

فالى جانب المهن التي يتدرب عليها الشباب أطلقت المؤسسة مؤخراً مبادرة “أيادي” بعدما أيقنت أن ثروة المواطن اللبناني في هذه المرحلة تكمن فيما يمكن أن تصنعه “أياديهم”، هذه المبادرة التي تسعى الى تنفيذ أنشطة تستجيب لتداعيات الأزمة اللبنانية من خلال برامج تهدف الى اشراك المستفيدين في خدمة مجتمعهم .

فن الطبخ

مبادرة “أيادي” تضم العديد من الأنشطة والتي يمكن الاستفادة منها ولعل أبرزها “المطبخ” الذي يقوم على فكرة الدعم الغذائي، هذا “المطبخ” الذي أنشئ في شهر أيار من العام 2020 على نفقة المؤسسة وتم تأهيله من الناحيتين اللوجستية والصحية لاستقبال المتدربين وتنفيذ حصص التدريب الميداني المدفوعة الأجر للشباب والنساء المتدربين تحت اشراف اختصاصيين في الأمن الغذائي وتأمين السلامة الغذائية، وينتج المطبخ مختلف أنواع المأكولات المجلدة الجاهزة للطهو والتي توزع على العائلات المستفيدة، ليس هذا فحسب بل ان البرنامج يعمل أيضاً على تشبيك المتخرجين وسوق العمل مع اعادة فتح المطاعم فور الانتهاء من أزمة كورونا.

تجدر الاشارة الى ان المتدربين على فن الطبخ يتلقون 100 ساعة ضمن مركز التدريب المهني المعجل ومن ثم ينتقلون الى مركز الصفدي حيث “المطبخ” الذي يستقبل أياديهم في صناعة المأكولات ويخضعون لما يساوي 50 ساعة من العمل المباشر بعدها يتم توزيع المأكولات على عائلات المستفيدين من التدريب والعائلات الأكثر حاجة مما يسد ثغرة في جدار التدهور الحاصل.

وخلال جولة لوسائل الاعلام على المطبخ ضمن مؤسسة الصفدي يمكن التأكيد على مدى الاهتمام بكل ما يستوجب لشروط السلامة الغذائية من وقاية صحية ونظافة وتنظيم، فضلاً عن الشباب الملتزم والذي يظهر كل الاستعداد لتقديم أفضل ما عنده من فن “الغذاء” وتقديم اللقمة الطيبة لمن هم بحاجة لها. وفور الانتهاء من أزمة الكورونا والعودة الى حياتنا الطبيعية وفتح المطاعم أبوابها في وجه الزبائن فان مبادرة أيادي ستقوم بالتشبيك فيما بين المتدربين والمطاعم بهدف تأمين فرص العمل لهم.

“الخياطة وصناعة الصابون”

اضافة الى ذلك هناك البرنامج المخصص للخياطة وصناعة اللحف والمؤهل أيضاً من الناحيتين اللوجستية والصحية لاستقبال المتدربين، ويقوم المشغل بانتاج الملابس الواقية من فيروس كورونا والكمامات والتي سيتم توزيعها على المؤسسات وعائلات المستفيدين، وفي الاطار نفسه بدأت أعمال مشغل حرفي لانتاج الصابون واستقبال المتدربين وسينتج المشغل الصابون البلدي المستوفي لشروط غسل اليدين والاستحمام كما وغسل الملابس للوقاية من فيروس الكورونا.

إضافة الى برنامج صيانة المنازل وتأهيلها، تلك المنازل القديمة والتي تفتقر الى أدنى مقومات العيش الكريم، حيث يقوم المتدرب بصيانتها، والأعمال هذه ستتم باشراف اختصاصيين في تأمين معايير السلامة العامة وتدابير الوقاية اللازمة.

حفل افتتاح افتراضي

وخلال حفل الافتتاح الافتراضي والذي بث عبر موقع webEx أكدت نائب مدير مؤسسة الصفدي الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي على أن التطورات السياسية أدت الى تغييرات اجتماعية واقتصادية ومالية لم يشهدها لبنان منذ تأسيسه. وقالت: “أتت جائحة كوفيد -19 لتفاقم الوضع وتتسبب بتدهور دراماتيكي مما أوجدنا أمام خيارات محددة لا بديل لها، وهي العمل على الاستجابة للأزمة الاقتصادية وايجاد البديل المؤقت، وهو العمل بما يتوفر بين أيادينا من أجل الاستمرارية، ووجدنا أنفسنا في طرابلس والشمال جزءاً من هذا الوطن مجبرين على تعزيز القدرة على التكيف مع الظروف الأكثر من صعبة، والأيام والأشهر المقبلة ستشهد سلسلة من المشاريع التي يمكن لها تأمين فرص العمل لشبابنا وشاباتنا”.

Post Author: SafirAlChamal