بين الخطأ والحقيقة.. من المسؤول عن فضيحة فحوصات ″كورونا″ في لبنان؟… أحمد الحسن

وكأنه لم يكن ينقص المواطن اللبناني الذي يعيش أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخه الحديث تهدد لقمة عيشه وحياته ابتداء من تفلت الاسعار والغلاء الفاحش جراء التلاعب بسعر صرف الدولار مرورا بالاهمال والغياب الحكومي، وصولا الى إنعدام التيار الكهربائي الرسمي وتقنين المولدات الخاصة، سوى التلاعب باعصابه جراء فضيحة فحوصات كورونا والأخطاء الفادحة التي تسببت بذعر كبير لدى العائلات..

في الايام القليلة الماضية عاش لبنان في حالة استنفار غير معلنة بسبب العدد الكبير لاصابات كورونا التي سجلته وزارة الصحة خصوصا بين السياسيين الذين انكبوا على اجراء فحوصات لـ pcr للاطمئنان على صحتهم بعدما تبين اصابة النائب جورج عقيص بالفيروس، ولحسن حظهم اتت جميع النتائج سلبية. وبعد مرور يومين تبين وجود خطأ في نتيجة عقيص وعدم اصابته بكورونا، ولم ينته الامر عند هذا الحد بل تخطاه الى بلدة قرطبا التي سجلت حالات ايجابية ما دفع بالمعنيين الى اتخاذ القرار بعزلها وبعد معاودة الفحوصات تبين خلوها من الاصابات وان اجراءات العزل كانت لزوم ما لا يلزم. 

وكذلك تكرر الامر مع 17 مسعفا في الصيب الاحمر في مركز زحلة حيث لم يسلموا ايضا من هذا الخطأ فبعد معاودة فحوصهم اتت سلبية.

ليست المرة الاولى التي يعيش فيها اللبنانيون مثل هذا التخبط في تأكيد الاصابات بالوباء الخطير الذي يضرب العالم باكلمله، فمنذ اشهر عاشت بلدة الجديدة في عكار تجربة مماثلة حيث حصل خطأ مع الكادر الطبي لمستشفى الروم بتشخيص الاصابات جراء النتائج الخاطئة التي اظهرتها، ما ادى ايضا الى عزل البلدة وانتشار الذعر بين المواطنين الذين احتاروا اية فحوصات يصدقون.

لاشك في ان فيروس كورونا في لبنان يضرب بيد من حديد بهجمة مرتدة جديدة وقوية، الا ان ما يحصل على الصعيد الصحي يضع المواطنين في حيرة كبيرة من امرهم وسط غياب للحكومة ممثلة بوزارة الصحة التي تشهد على الاخطاء المتتالية من دون ان تتخذ اية اجراءات في حق المؤسسات الصحية المسؤولة عنها والتي من شأنها ان تؤدي الى كارثة لو ان احد الاشخاص كان مصابا وجاءت نتائج فحوصاته سلبية وخالط عائلته واصدقائه لنشر العدوى بشكل كبير.

يتساءل كثير من المواطنين عن مدى صحة الاصابات التي تسجل يوميا، وعمن يتحمل مسؤولية الذعر الذي تتسبب به فضيحة الفحوصات الخاطئة والتي من النوادر ان تحصل ولم يُسمع عنها في اي دولة سوى في لبنان، لا سيما بعد التبرير الضعيف الذي اعلنت عنه مستشفى الرئيس الياس الهراوي التي حملت المسوؤلية الى الآلة أو الـkits حيث قالت في بيان أن مثل هذا الاختلاف ليس بالأمر المستغرب بالنسبة إلى المختبرات التي تعتمد تقنيات مختلفة في اختبار أي مادة كيميائية أو ميكروبات، وأن هذا الفحص له جوانب كثيرة تتعلق بسحب العينة والمواد التحليلية والجهاز الذي يتم التحليل عليه، كما وأن النتائج الـfaux positive معروفة عالمياً.


مواضيع ذات صلة:

  1. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن

  2. فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن

  3. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal