خاص ـ سفير الشمال
كانت لافتة زيارة منشد حزب الله علي بركات الى السرايا الكبيرة ولقائه رئيس الحكومة حسان دياب الذي كان إستقبل قبل يومين “مطرب العهد” زين العمر، ما أدى الى حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد دياب الذي إتهمه كثيرون بأنه يهرب من العزلة المفروضة عليه باستقبال المطربين والمنشدين، من دون أن يخلو الأمر من “السخرية” التي تحدثت عن تحويل السراي الى “ستار أكاديمي”، وأن دياب يستعد لاستقبال علي الديك، ورملاء نكد، والراقصة سماهر، وأمين عمين وغيرهم.
ربما من حق رئيس الحكومة أن يستقبل من يشاء في السراي الحكومي، كما من حق أي فنان أو منشد أن يلتقي مع مسؤولين سياسيين، لكن لقاء دياب وبركات كانت له تداعيات سلبية جدا على أكثر من صعيد:
أولا: أثار الاستقبال غضب الشارع السني الذي يشكل المنشد علي بركات إستفزازا كبيرا له من خلال الأناشيد التي يقدمها مدحا لحزب الله وقياداته أو هجاء لبعض التيارات الأخرى.
ثانيا: الاستغراب الذي نتج عن إهتمام دياب باستقبال الفنانين والمنشدين في الوقت الذي يفترض به فيه أن ينكب على العمل لايجاد الحلول والمعالجات للأزمات التي ترخي بظلالها القاتمة على اللبنانيين.
ثالثا: التغريدة التي نشرها بركات بعد اللقاء والتي أدت الى حالة من الإرتباك في مكاتب السراي الحكومي لنفيها والتبرؤ من مضمونها، بعدما أدت الى زعزعة العلاقات مجددا مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي كانت زارت السراي وإلتقت مع دياب الاسبوع الفائت.
جاء في التغريدة التي كتبها بركات: “الرئيس دياب لبركات: دخلت في مواجهة مباشرة مع السفيرة الامريكية مما اضطرها للتراجع والتخفيف من حدة تهديداتها وعرض مساعدة لبنان خشية من التوجه شرقا اضاف انه ماض في التوجه شرقا خاصة للعراق بموضوع النفط، وسيحتفظ بورقة التعاون مع ايران خرطوشة اخيرة لانقاذ لبنان في حال سدت المنافذ في وجهه”.
وأضاف بركات في تغريدة ثانية: ما لمسته من زيارتي للرئيس حسان دياب وطنيته وحبه لهذا البلد واصراره على صنع الانجازات للشعب اللبناني المقهور وخاصة في هذه الظروف الصعبة، ولا شك ان التحدي الابرز الذي يواجهه الرئيس دياب هو الروتين الاداري البطيء وتجذر الطبقة السياسية التقليدية”.
المنشد بركات سارع الى حذف التغريدة الأولى بعد صدور بيان النفي من المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة، وأبقى على التغريدة الثانية، لكن كان “سبق السيف العزل”، ما أثار ملاحظتين، الأولى هي أنه كيف لرئيس حكومة لبنان أن يكشف أمام منشد زاره في السراي هذا الكم من المعلومات عن لقاء يُفترض أنه سري للغاية جمعه مع السفيرة الأميركية، ما ينم عن “خفة وإستهتار” من قبل حسان دياب في التعاطي مع لقاءات سياسية ودبلوماسية حساسة.
والثانية أن الردّ جاء من المكتب الاعلامي على “وسائل إعلام نشرت مضمون لقاء الرئيس دياب مع السفيرة الأميركية”، ولم يأت الرد على المنشد بركات الذي نشر المعلومات التي أبلغه إياها رئيس الحكومة، ما يشير الى أن رئاسة الحكومة تجنبت إزعاج بركات بالرد عليه فذهبت باتجاه الاعلام.
يقول متابعون: إن ما صدر عن المنشد بركات له تفسيران، فإما أن يكون رئيس الحكومة تعاطى معه على أنه من أهل البيت الحكومي فأسر له “بطولاته” مع السفيرة الأميركية، لكن بركات لم يحفظ هذا السر ونشره الى العلن، أو أن المنشد بركات قد إجتهد شخصيا ونشر تفاصيل اللقاء وهذا أمر فيه إساءة وعدم إحترام لرئيس الحكومة، لكن اللافت أن المنشد بركات قد حذف التغريدة من دون أي تعليق أو إعتذار ما يترك أمر ما حصل برسم رئاسة الحكومة وإنجازات حسان دياب!..