صونوا ألسنتكم.. وأرحموا آذان اللبنانيين!… مرسال الترس

في خضم الأزمات الصحية والمالية والإجتماعية التي تزداد تفاقماً على اللبنانيين، تنبري مجموعة من الألسن في لبنان الى النفخ في بوق الفتن، وإلى توجيه الإتهامات بالتقاعس والتقصير إلى هذا المسؤول أو ذاك عبر شاشات التلفزة أو المحطات الإذاعية أو مواقع التواصل الأجتماعي.

للوهلة الأولى يظن بعض المستمعين ان هذا المتكلم أو ذاك على حق، وبأن ما يتحدث عنه صحيح، ولكن إذا تمعّن في بواطن الأمور، لطالبه بالسكوت فوراً ووضع نفسه في حجرٍ لا ينتهي الاّ بانتهاء تلك الأزمات التي هي مسؤولية جميع من تعاقبوا على الحكم، في حين يسعى البعض اليوم الى رمي المسؤوليات على سواه، متناسيا الأدوار التي لعبها في مراحل سابقة.

حكومة حسان دياب “لم تصل الى القصر إلا من البارحة العصر”، وهي ربما تعثرت في الملفات الشائكة التي ورثتها، وأخفقت في معالجة الأزمات المستجدة بفعل إنعدام خبرة أو ضعف سياسي أو عدم دراية، لكن ذلك لا يسمح لمن أمضى سنوات في الحكم وساهم في إيصال البلاد الى ما هي عليه اليوم أن يتنصل من المسؤوليات ويرميها كلها على حكومة تحتاج الى كثير من الخبرة والحنكة السياسية لمواجهة ما تتخبط فيه من أزمات.

ربما سهى عن بال كثير من التيارات السياسية ممن حكموا لبنان مباشرة أو بالواسطة أنهم أطبقوا بكل قبضاتهم وركابهم على أعناق اللبنانيين اقلّه بالمال والإقتصاد والأمن، فزرعوا في الإدارات والمؤسسات ما يكفي من العناصر للأمساك بناصيتها، واهمين اللبنانيين بأنهم يؤمّنون لهم حماية لليرة والإقتصاد. ليتبين في ساعة هروب من المسؤولية أن الليرة التي كانوا يتغنون بأنها مغطاة بذهب في الولايات المتحدة الأميركية لا تساوي الاّ فُتات العُملات الأجنبية، وباتت المالية اللبنانية في أدنى منحدرات الدول التي كانت توصف بالفقيرة والمعدمة والتي هي بحاجة لأن تُرسل نساءها وفتياتها للعمل في دول متقدمة ونامية كما هي حال سريلانكا وأثيوبيا والصومال والفيلبين….

من المفترض أن يلجأ كل هؤلاء الى مقطورة الانتظار الطويل قبل الإدلاء بتصريحاتهم، علّ الحكومة الحالية أو من قد ينوب عنها أو من تأتي بعدها تنجح في إعادة لبنان إلى بر الأمان، لا أن يقترح هؤلاء عودتهم إلى الحكم بشروط محددة، لأن برأي المراقبين أن من أخفق في إدارة أي شأن عام أو ساهم بتشويهه لا يجوز تكليفه باصلاحه، علما أن هذا ما يحصل عادة في الدول التي تحترم نفسها وشعبها ولكن لا يبدو أن لبنان من عدادها. 


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal