أكَّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أننا ″نحن كشعب لبناني ″ما رح نخلص″ فنحن مررنا بظروف صعبة ونحن علينا ان نرى كيف نصمد في هذه الظروف غير المسبوقة، فالموضوع له علاقة بالوضع برمته. الوضع لا يحتمل علاجات روتينية كالتي كنا نراها سابقاً. لذا كان يجب أن يقف أحد ليقول ″خلص″.
وأشار جعجع، في مقابلة على قناة الـ ″LBC″ ضمن برنامج ″عشرين 30″ الذي يقدمه الإعلامي ألبير كوستانيان، أن ″الوضع الحالي لم يعد يحتمل معالجات تقليدية والانتفاضة اليوم اكبر من قبل لكنها ″مكبوتة″ داخل قلوب الناس ولا نعلم متى ستنفجر″، مشيراً إلى أن ″هناك مئات الآلاف الذين خرجوا الى الشوارع، فيما البعض يحاول تقزيم الانتفاضة الشعبية، صحيح أن الحماسة في البداية كانت اقوى، ولكن الموضوع لم ينته، والانتفاضة ستعود اقوى بكثير من 17 تشرين″.
ولفت جعجع إلى أن ″مطالبتنا برحيل المجموعة الحاكمة أبعد من مجرد رحيل الرئيس ميشال عون من الحكم، المجموعة الحاكمة وقوامها الواضح وهو حزب الله والتيار الوطني الحر مع بعض حلفائهما، منذ عشر سنوات تمسك بزمام الأمور بشكل مباشر وغير مباشر، وقد واكبت هذه المرحلة عن كثب وعن بعد″.
وتابع: “يجب ألا ننسى أننا انتظرنا 11 شهراً ليأتي جبران باسل وزيراً، ومن بعدها انتظرنا 9 أشهر ليأتي وزيراً للطاقة. كما يجب ألا ننسى أن أحد اللاعبين السياسيين في لبنان مسلح، والكثير يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، بإعتبار أن هناك وهج للسلاح في لبنان في مكان ما”، مؤكداً أن “التغيير بيد الشعب اللبناني وبيده فقط وباستطاعته التغيير في الانتخابات”.
وكشف جعجع أنه “اتصلت بالرئيس سعد الحريري اليوم في إطار الحادثة الأمنية التي حصلت في البقاع أخيرًا، وكان الاتصال ودياً. والخلاف التكتيكي مشروع جداً”.
وأضاف: “مشكلة الكهرباء لا تتطلب الكثير بل استقامة وخطة واضحة ولو استلمنا وزارة الطاقة كما طالبنا سابقاً لكانت أزمة الكهرباء قد تمت معالجتها”، مشيراً إلى أنه “منذ الـ2016 حتى الآن كانت مدخرات مصرف لبنان نحو 60 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين، السلطة كانت بيد التيار وحزب الله، هناك من يقول الانهيار سببه سنوات خوالي ولكن هل نأتي بعهد جديد من أجل الاستمرار بالتدهور أم لكبحه وإنقاذ البلاد؟ ما حصل هو أن الوضع تدهور أكثر بكثير مما قبل”.
ورأى جعجع أن “الوضع تدهور أكثر بكثير في آخر 10 سنوات. منذ 2010 حتى 2020، زاد الدين العام 50 مليار دولار. انتم رتبتم ديون بـ 50 مليار دولار في 10 سنوات”. معتبراً أن ” الحكومة ليست حكومة حزب الله في الجوهر لكن حالياً القرار ليس بيدها ويجب أن تترك لتمارس قرارها لكنها بحاجة إلى بعض التطعيم”.
وشدَّد على أنه “لا يمكن لأحد أن يقول “ما خلوني” بحين أن الأكثريّة بيده فتحالف مجموعة السلطة هو الأكثرية الحاكمة. ولكننا سلمنا جدلاً وقلنا لهم إذا “ما خلوكن” فنحن مستعدون أن نأخذ وزارة الطاقة ولكنهم ما لبثوا أن جن جنونهم. ونحن لكنا حليّنا مشكلة الكهرباء لو اننا استلمنا هذه الوزارة”.
وتابع: “المشكلة أن هناك من يريدون إدارة ملف الكهرباء عن بعد عبر تسمية مساعدين لهم لاستلام الوزارة، فيما نحن أثبتنا ان معيارنا لتسمية الوزراء للحقائب التي نستلمها هو الكفاءة والكفاءة فقط، لذا فالوضع لا يترجم الا بانتخابات نيابية مبكرة وممارسات مغايرة عن الممارسات السابقة”.
وإعتبر أنه “على هذه الحكومة أن تحضر لانتخابات نيابية مبكرة، فنحن بحاجة لاتخاذ قرار كل يوم، والبلد لا يحتمل انتظار 4 او 6 اشهر لانتخابات نيابية باعتبار أنه لا يمكننا أن نطالب بتغيير الحكومة، لانهم يستطيعون القيام بذلك والإتيان بشبيهة لها”، لافتاً إلى أنه “ليس هناك أي حس بالمسؤولية لدى الأكثرية الحاكمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. المطلوب الحد الأدنى من الحس بالمسؤولية. وبيفاني كان لمدة 20 سنة مديراً عاماً لوزارة المال، وعندما رأى ان الوضع بدأ بالتدهور، قدم استقالته ورحل”.