″كان ينقصنا رفع الدعم عن الطحين ليكتمل النقل بالزعرور″، هذا هو لسان حال المواطن اللبناني اليوم الذي ضاقت به سبل العيش بكل مقوماته، وارتفعت بوجهه كل احباطات الاقتصاد والمالية والدولار الذي يتوقع له سياسيون واقتصاديون ان “ينطح” العشرة الاف ليرة لبنانية عدا ونقدا، ولم يتبق له لسد رمق عياله الا المنقوشة او رغيف خبز يحشوه من حواضر البيت التي بدورها اصبحت ايضا مكلفة.
ماذا يعني رفع الدعم عن الطحين؟ يعني حسابيا أنه سيوفر على الخزينة مبالغ متواضعة مقارنة بحاجات الحكومة لسد عجز موازنتها لكن بالمقابل سيكون “الشعرة التي تقصم ظهير البعير” بالنسبة للمواطن الذي لم يعد بإمكانه تأمين ربطة الخبز الا بشق النفس، فكيف اذا تم رفع الدعم عن الطحين؟، يعني ايضا ان هذا التوجه ليس وليد الساعة فكل الافكار في هذا الصدد تم وأدها في مهدها لان كل المعطيات تؤكد انها ستؤدي الى “ثورة جياع”، فكيف اذا كنا اليوم في خضم مجاعة تطرق تقريبا كل الابواب وما يحكى عن التعويض على المواطنين المستحقين ما هو الا “ذر للرماد في العيون” لان كل مواطن بات مستحقا، فالفقير والمقتدر سواسية في افتقاد السيولة فكيف ستميز الدولة من هو بحاجة؟ وهل ستزور كل العائلات لتعرف من هو المحتاج؟.
يقول احد المواطنين في اتصال مع ″سفير الشمال″ انه لن يقبل ان يذل على ابواب الأفران كما لن يقبل ان يجوع اطفاله والبديل حسبما اوضح هو “الخروج على القانون وتأمين قوت الاولاد على طريقتنا”.
فيما يقول احد المراقبين: “ان اقتراح رفع الدعم عن الطحين سيشعل البلد والله وحده يعلم الى اي مدى ستذهب الامور، لافتا الى ضرورة استدراك هذا الاقتراح وسحبه من التداول لان المواطن يكفيه وجعا وضيقا وذلا”.
من جهته يعتبر احد الاقتصاديين ان “رفع الدعم عن الطحين خطوة جيدة في ظروف مؤاتية، اما راهنا فان ذلك سيؤثر على الاسعار وعلى القدرة الشرائية للمستهلك، والتي هي اصلا متدهورة، مشيرا الى ان هناك استهلاكات كبيرة للخبز من قبل النازحين السوريين بما قد يفوق استهلاك اللبناني وبالتالي فان ما تدفعه الدولة لدعم الطحين بإمكانها استبداله بدعم العائلات المستورة انما التجارب اسفرت عن غياب المعايير كما انه في ظل الاوضاع الراهنة سنستعيد مشاهد الحرب عندما كان المواطنون يصطفون امام الافران لشراء ربطات الخبر.
مواضيع ذات صلة:
-
رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة
-
زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة
-
كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة