إنطلاقا من مسؤوليته الوطنية وحرصه على رئاسة الجمهورية التي أكد أنه لا يمكن أن يقاطعها، وتحسسا منه بأوضاع اللبنانيين الذين يدخلون جماعات وفرادى الى نادي الفقراء بفعل إرتفاع سعر الدولار الجنوني، وجه الرئيس نجيب ميقاتي نصيحة الى الرئيس ميشال عون، معتبرا أن “كلمته تضمنت مواقف وطنية لا يختلف عليها إثنان”، لكن في الوقت نفسه أشار الى أن “غياب العديد من القيادات يستدعي مراجعة للآداء الذي أوصل الأوضاع الى ما وصل إليه ودفع هذه القيادات لعدم الحضور”.
ثم توجه ميقاتي الى “فخامة الرئيس” بالقول: “لبنان المنهار ما بدو لجان… بدو قرار”..
وهذا كلام لا يختلف عليه أحد لا من الذين إجتمعوا في بعبدا ولا من الذين قاطعوا ولا من اللبنانيين الذين ينتظرون من لقاء بعبدا وغيره قرارات تخرجهم من أزمتهم، وإلا فإن كل اللقاءات والاجتماعات والحوارات هي لزوم ما لا يلزم.
كما هي العادة، لم يستوعب بعض أصحاب الرؤوس الحامية في التيار الوطني الحر “النصيحة” كونهم يجهلون معنى الشراكة الوطنية التي تقوم على إسداء النصح وتصويب الاتجاهات، خصوصا إذا جاء ذلك من الرئيس نجيب ميقاتي الذي يبدو أنه بات يشكل عقدة لبعضهم بفعل وقوفه سدا في وجه بعض الطموحات البرتقالية التي تحاول بين الحين والآخر خرق الدستور وتجاوز الصلاحيات.
لذلك، فقد صدر القرار البرتقالي بالرد على تغريدة ميقاتي، لكن ذلك أشار الى حجم الأزمات التي يتخبط بها التيار الوطني الحر الذي لم يعد قادرا على تحمل أي لفت نظر أو حتى كلام في السياسة يهدف الى التصويب، لا سيما رئيسه جبران باسيل المطوّق بالعداوات السياسية التي تقطع الطريق على طموحاته الرئاسية، والغارق في الأزمات التي تهدد عهد عمه ميشال عون وتضعف نفوذه فيه، والمهدد بأن يخرج من المولد السياسي بلا حمص.
نتيجة هذا التخبط، وقع الاختيار على سيزار أبي خليل للرد على ميقاتي، والمعروف بحسب ناشطين في التيار أن “سيزار لا يتحرك إلا بناء لأوامر جبران، إنطلاقا من التبعية الكاملة والوفاء الزائد ليضمن بقاءه ضمن “الحاشية الباسيلية” التي توزع عليها مغانم الدولة”، لكن هذا الاختيار لم يكن موفقا، فسيزار المعروف بين زملائه بالامكانات السياسية الضعفية، لم يصب الهدف في الرد على الرئيس ميقاتي حيث لجأ الى إتهامات قديمة معروفة المصدر والمُفبرك والمُروّج، وقد باتت ممجوجة ومستهجنة بعد أن أكل عليها الدهر وشرب، وبعدما عرف اللبنانيون مرات عدة حقيقتها ورأي القضاء بها والهدف منها، ما أظهر أن سيزار أبي خليل يعيش خارج الزمن السياسي.
أما ما يخص دخول النازحين السوريين فما أورده سيزار يعتبر شهادة للرئيس ميقاتي وليس عليه.
يُجمع كثير من المطلعين أن “سيزار لم يوفق في الرد، وربما يحمله ذلك مسؤولية أمام جبران باسيل الذي يبدو أنه إختار الشخص الخطأ، خصوصا أنه عندما يخاطب رئيس رئيسا، لا يعود لأصوات التابعين وتابعي التابعين صدى أو قيمة!.